أوقفتَ عمرك للمَلا إحسانا |
وزرعت روحك بينهم رَيحانا |
وكسوتَ بالمعروف أعرافَ النّدى |
فغدوتَ في تاريخها عنوانا |
أُلبِستَ تيجانَ التواضعِ خِلقةً |
فلبستَ فوق جلالها تيجانا |
خُلُقاً يُنبّيءُ عن سُموِّ أرومةٍ |
كالورد نمَّ به الشذا ريّانا |
وهززتَ سيف الرأيَ أنّى شئته |
تجلو بحدّ صوابه الشجعانا |
وملكت ناصية الحِوارِ فتارةً |
بَرَداً تصبُّ وتارةً شُهبانا |
وبرزت بالإصلاح نجماً ساطعاً |
في مجلس الشورى لتُعليَ شانا |
وغدوت في دنيا التجارة قُطْبَها |
فغدا عليك مدارها بُرهانا |
ورمت إليك بحورُها اصدافَها |
طوعاً لتُخرِجَ لؤلؤاً وجُمانا |
وأرى الزراعة مُذ رويتَ حقولها |
اهتزت به وربت عليه جِنانا |
سيظل في التاريخ اسمُك خالداً |
من نور جُهدك في العُلا أزمانا |
ترِبت يداك فقد كتبت بأحرف |
نطقت ليبقى ما كتبت لسانا |
قدّمتَ ثم قدِمتَ لله الذي |
يُحصي فيُعطي تائباً غفرانا |
فاغنم فإن اللهَ مُنجزُ وعدهِ |
للمحسنين مضاعفاً إحسانا |
فلقد رأيتُك قبل موتك ثابتاً |
تدعو وتحمدُ موقناً إيقانا |
سكبَ الأحبةُ في وداعك أدمعاً |
حرّى بترديد الدعا أجفانا |
رجلُ المواقفِ والمهماتِ الذي |
خاض الحياة فما ونى او لانا |
يا ( سالمَ ) الخُلُقِ الرفيعِ تحيةً |
تجلو من الأحزان ما غشّانا |
فلقد رحلتَ وأنت تفترش العَنا |
مرضاً عُضالاً قد رعاك زمانا |
فتبِعتَ أُمَّكَ في رضاها مسرعاً |
حتى تكونا في الفنا جيرانا |
كانت مليكةَ كلِّ خُلْقٍ فاضلٍ |
وأميرةَ المعروفِ أنّى كانا |
يدُها كجدولِ نبعِ ماءٍ باردٍ |
تُروي به الظمأى ندىً وحنانا |
وفؤادها بحرٌ فعِشْ من فضلهِ |
واحذرهُ إن شاهدته غضبانا |
هي ذلك الظِلُّ الظليلُ لكل مَن |
لَفحتْهُ هاجرةُ العناءِ فهانا |
عاشت وجَنّةُ ربِّها في عينها |
ترنو اليها في رضاهُ عَيانا |
وبعينها الاخرى تَمثَّلُ نارَهُ |
حذراً بقلبٍ خالصٍ إيمانا |
فالحقْ بها في الخُلد تحت وريفِها |
في رحمةٍ تَسَعُ الأنام جِنانا |
فالله جلّ هو الغفور لكلِ مَن |
لَبِسَ المتابَ ندامةً إحسانا |
وهو الذي يَهَبُ الجزاءَ مضاعفاً |
للمحسنين بفضله غُفرانا |
في يوم جائزة الذين تفيأوا |
تقواه فانقلبوا بها رضوانا |
فاهنأ أبا( عبدِالسلام ) بِجَنْي ما |
غرستْ يداك مجاهداً رُجحانا |
ودّعتَ دنياك التي كابدتها |
كفّاً نديّاً عاطراً أردانا |
وتركتَ ثروتك التي ربيتها |
في خيرة الأبناء ذُخراً زانا |
( عبدالسلام ) عميدهم وعِمادهم |
عَلَمٌ تعلّى خُلْقُهُ فازدانا |
ويليه ( قيسٌ ) خيرُ مَن شهدتْ له |
سفنُ التجارةِ قائداً رُبّانا |
و( طلالُ ) طال شراعُهُ في يمّها |
بدقيق حِسْبتهِ لها إتقانا |
وبدا بها ( بسّامُ ) بسّاماً على |
صهواتِها قد جاوز الفُرسانا |
وخَذتْ ( لصلتٍ ) خيلُها ورجالُها |
فاستلَّ إصليتَ العُلى طوفانا |
قد بورك الأبناء بعدك يا أبا |
( عبدِالسلامِ ) وطيبُ غرسك آنا |
فاهنأ بمثواك الأخير موّسداً |
برِضاك عن مسعاك في دنيانا |
واقرأ وصلِّ على النبيِّ وآلهِ |
وصِحابهِ في ختمنا قرآنا |