عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > قُمْريٌّ

فلسطين

مشاهدة
317

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قُمْريٌّ

وروْضةٍ ذاتِ نشْر ِ
فيها المَحاسنُ تُغْري!
جلسْتُ أنظُمُ فيها
يوماً لآلئَ شعْري
فلمْ يكُ الشعرُ أبهى
ممّا بها من مُسِرِّ!
سمعْتُ أعذبَ لحن ٍ
أذكى شُجونِيَ، سِحْري!
تشدو به الطيرُ حولي
على رفارفَ خُضْر ِ
ويعبِقُ الزهرُ عطراً
معَ النَّسيم ويُذْري
وبينما كنْتُ خَلْباً
ما بين طير ٍوزهر ِ!
إذا بطير ٍجميل ٍ
من الحمائم ِقُمْري
يحط ُّبالقربِ منّي
عن الغصون ِويجْري
يُقبِّلُ الأرض بحْثاً
عن الغذاءِ بنقْر ِ
هَدْهَدْتُهُ فأتاني
يمشي الهُوَيْنى بكِبْر ِ
دنا فصارَ قريباً
مني مسافة َمتْر ِ
سألْتُهُ: لِمَ قُربي
أتيتَ من غير ِذعْر ِ؟!
فقال: هذا مَراحي
ألهو به ومَقرّي
وأنت فيه دخيلٌ
لم تأتِ إلاّ لأمْر ِ
فقلتُ: جئتُ أسلّي
همّي وما مِنْ مَفَرِّ
وأكتبُ الشعرَ عَلّي
ألْقي الأسى خلفَ ظهْري
فقال: تبدو حزيناً
أحْزانَ خنْساءِ صَخْر ِ!
تحْسو كؤوسَ اللَّيالي
مُرّاً أذيبَ بمُرِّ!
فلمْ يَزدْ عنكَ شُؤْماً
أبو العلاءِ المعَرّي!
أمّا أنا لمْ يَطَلْني
في جنَّتي أيُّ وزْر ِ
فأنتَ شاعرُ حرفٍ
أمّا الغناءُ فدَوْري
به أترْجِمُ حسّي
عشقاً وأنتَ بسَطر ِ
فما الأرَقُّ أشَدْوي
أمْ رسمُ طَرس ٍوحبْر ِ؟!
فقلتُ: هل أنتَ مثلي
ناءٍ عن الأهل ِطيْري؟!
فلي حبيبٌ أعاني
لظى نواهُ بصبْر ِ
حديثُهُ العذبُ دِفْئي
ولمْسُ كفَّيْهِ عِطْري
رِضابُهُ لِيَ شُهْدٌ
يجْري بأعذبِ ثغْر ِ
عيْناهُ كَرْمي ودنّي
ولَحْظ ُعيْنيْهِ خمْري
خبَّأتُهُ في عُروقي
وبين أضلاع ِصدْري
فقال: إلْفي حبيبي
فِداهُ روحي وعُمْري
في العُشِّ يرقبُ أوْبي
على حرارةِ جمْر ِ
فانْظُرْ إذا أمْسَكَتْ بي
يداكَ ما سوفَ يجْري!
فقلتُ: لا تخْشَ هذا
فلن تُمَسَّ بضُرِّ
فقال: هذا عجيبٌ
فالناسُ تسعى لأسْري!
لا لنْ يُغَيَّرَ طَبْعٌ
فيكمْ به الشرُّ فِطْري!
فقلتُ: والشرُّ فيكُمْ
يُطوى بمِخْلبِ صقْر ِ
فقال: هذا هُراءٌ
ما هَمَّ طيرٌ بغدر ِ
تُرْدي الجوارحُ جوعاً
وليس ميْلاً لشَرِّ
والناسُ تقتلُ شَبْعاً
لحقدها المُستَمرِّ
فقلتُ: هل ترتَجي لوْ
كنتَ امْرَأ جِدَّ مُثْر ِ؟!
أبدى امْتِعاضاً كما لو
رماهُ قولي بصخْر ِ!
فقال: لستُ طَموحاً
لأنْ أعيشَ بقصْر ِ
أما بسرِّكَ ترجو
لو أنْ تعيشَ كطيْر ِ؟!
شادٍ، سعيدٍ، طليق ٍ
بينَ الخمائِل ِحُرِّ!
يا صاح ِقبلَ وداعي
أفْضي إليكَ بسرِّ!
لو قلتَ لي كنْ مَليكاً
فينا لقدَّمْتُ عُذْري!
لأنَّه سوفَ يأتي
يومٌ لذلّي وقهْري
فإنْ أبيْتَ جوابي
سمِعْتَهُ عندَ غيْري
فطارَ وهْوَ يُغنّي
عذبَ اللُّحون ِببِشْر ِ
وقبلَ أنْ يتَوارى
عن ناظِريَّ وفِكْري
سألْتُهُ وهْوَ ينْأى
وبي الكآبة ُتسْري
هل نلتقي ذاتَ يوم؟ٍ!
أجابني: لستُ أدْري!
وبينما كان يَمْضي
محلِّقاً دونَ حِذْر ِ
إذا بصقْر ٍشَجوبٍ
يحومُ بُغْيَة َعَقْر ِ
ينْقَضُّ كالسَّهْم ِيطْوي
منه الجَناحَ بكَسْر ِ
فهالَني ما أراهُ
من قَسْوةٍ ذاتِ وَتْر ِ!
فقلتُ: ويْلاهُ نفْسي
من عيْش ِبَغْي ٍوجَوْر ِ!
يُمْنى المُدافعُ ضَعْفاً
عن قاتِليهِ بخُسْر ِ!
هل تُدْركُ الطَّيْرُ كُنْهاً
للواقع ِالمُكْفَهِرِّ؟!
كيْما تعيشَ بأمْن ٍ
مِنْ فَتْكِ ظُفْر ٍونَسْر ِ
هِيَ الحياة ُصِراعٌ
ما بيْنَ شَرٍّ وخَيْر ِ!
حبيب شريدة

كتبت هذه القصيدة في إحدى حدائق مدينة الشارقة حيث حطت بقربي يمامة من نوع القمري فدار ما بيننا الحوار التالي ( خيال ولغة الشعراء طبعاً) 15 / 8 / 1997 م الشارقة
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: الخميس 2019/10/03 04:14:33 مساءً
التعديل: الخميس 2019/10/03 05:54:35 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com