عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > أمام الأسوار

فلسطين

مشاهدة
321

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أمام الأسوار

وجَّهْتُ وجهي للذي فطرَ السمواتِ العُلى
وحزمْتُ أمريَ كي أزورَ مدينة َالأمجادِ والعلياءِ
مهدَ الأنبياءِ حضارة َالدنيا ومعراجَ العُلا
فجلستُ ذات صبيحةٍ في المقعد الخلفيِّ
في سيارةٍ صفراءَ ذاهبةٍ تجاهَ القِبلةِ الأولى
لعلّي إنْ مررتُ من الحواجز ِ
أنْ أصلِّيَ ركعتين ِفقد سمعتُ بأنهمْ قد يسمحونَ
لمنْ تخطّى الأربعينَ بأنْ يمرَّ بلا قيودٍ...
وانطلقنا... حيثُ كان البدءُ من حُوّارة ٍ ...
سرنا قليلاً ...
ثم لم نلبثْ بأن بدأتْ تعرقلنا الحواجزُ
حيث يوقفنا الجنودُ... يدققونَ هوية الركاب ِ
ثم نسيرُ من بعدِ انتظار ٍقد يطولُ لساعةٍ
حتى وصلنا بعد رام ِاللهِ قبل القدس ِ
آخرَ حاجز ٍ يُفضي إليها ...
بعد ساعاتٍ وصلتُ السورَ إذ لاحتْ أمامي القبة
الذهبية ُالصفراءُ تعلو ثم تعلو ثم تعلو
حيثُ لامَسَتِ السماءَ لسِدْرةٍ وصلَ الرسولُ
لِمُنْتَهاها جانِبَ العرْش ِالعظيم ِ...
ولم أكدْ أدنو لأدخُلَ إذ ْبشرطيٍّ يهوديٍّ
يُدجَّجُ بالسلاح ِعليه قبَّعة ٌبسِحنةِ أشْكنازيٍّ
أمامَ السور ِيوقفُني ...
يقول بلكنةٍ عربيةٍ مُعْوَجَّةٍ ...
من أين جئتَ؟!
أتيتُ مننابُلْسَ...همْهَمَ من شَكيم ٍ!
قلتُ: من نابُلْسَ!
قال: إذنْ تعودُ فليس يُسمحُ بالدخول ِلغير
سكان المدينة ِ
بل سأدخلُ حيث شئتُ فمن تكونُ وأنتَ
من أيِّ العواصم قد أتيتَ؟!
أجاب مبتسماً بخبثٍ: من فرنسا ...
من بلاد العطر ِوالموضاتِ والملكاتِ حيث
تركتُ هذا كلَّهُ وأتيتُ كي أبكي أمام الحائط
المبْكى ... تخيَّلْ ... إنني قد جئت كي
أبكي أمام الحائط المبْكى!
فقلت: هو البراقُ فلو بكيتَ أمامَهُ
ألفاً من الأعوام ِلنْ يرضاكَ ...
لنْ يرضى غريباً جاء يسرقُهُ فلوَّثَهُ
فلا بقيتْ يمينُكَ أو فؤادُكَ أو لسانُكَ إنْ
نسيتَ القدسَ أمْ لم تنْسَها!
هو عندها سِيّان ِ... لن تعتادَ رطْنَكَ ...
فهْيَ لم تفهمْ سوى لغتي ...
فكم من أمةٍ مرتْ عليها ههُنا...!
بادتْ وظلَّ لسانُنا ... تاريخُنا ...أحلامُنا ...
إيمانُنا بالحقِّ ...
لا أحفادُ مَنْ لمْ يفهموا لغة َالسماءِ فألَّفوا
لغة ًعلى أهوائهمْ كتبوا بها توْراتَهمْ ...!
أهلاً بكمْ لو لم تجيئوا تسلبونَ الموطِنا!
عودوا إلى أوطانكم ...ولْترحَلوا عن أرضِنا
هذي لنا ...
والقدسُ تُفدى الأعْيُنا!
وهْيَ المُنى ...
هذي لنا... من عهدِ كنعانَ الذي هُوَ قبلُكمْ
وتزيِّفونَ حقيقة َالتاريخ ِأنَّ لكم تراثاً قبْلَهُ
ما بيننا ...!
مهما تجبَّرتمْ وزيفتمْ سينْبلجُ الصباحُ
وترحلون بعزمِنا!
مثل الألى سبقوا ومرّوا من هنا!
ورجعْتُ أدراجي شمالاً والفؤادُ وناظِريَّ
وأدمُعي والروحُ تحملني جنوباً ...للمَدى!
فكأنما التاريخ ُخلفيَ كلُّهُ آتٍ يودِّعني ...
أودِّعُهُ ...وبوْصلتي تشيرُ بدوْرها دوماً
جنوباً حيث أسمعُ رجْعَ أنَّتِها صَدى!
عبئاً وأغلالاً تنوءُ بحملها جيلاً فجيلاً وهْيَ
مازالتْ وراءَ السّور ِصامدة ًيحدِّثُها الفِدى!
عنْ غاصب ٍوجدَ الأرانبَ حولَهُ فاسْتأسَدا!
عنْ ثائر ٍ رفعَ اللواءَ مجاهداً واسْتُشْهِدا!
عنْ شعبِيَ الجبّار ِ...صبْراً إنَّ موْعدَنا غدا!
حبيب شريدة

4 / 7 / 2008 م حوارة
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: الخميس 2019/10/03 04:20:28 مساءً
التعديل: الخميس 2019/10/03 06:08:49 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com