إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وجَّهْتُ وجهي للذي فطرَ السمواتِ العُلى |
وحزمْتُ أمريَ كي أزورَ مدينة َالأمجادِ والعلياءِ |
مهدَ الأنبياءِ حضارة َالدنيا ومعراجَ العُلا |
فجلستُ ذات صبيحةٍ في المقعد الخلفيِّ |
في سيارةٍ صفراءَ ذاهبةٍ تجاهَ القِبلةِ الأولى |
لعلّي إنْ مررتُ من الحواجز ِ |
أنْ أصلِّيَ ركعتين ِفقد سمعتُ بأنهمْ قد يسمحونَ |
لمنْ تخطّى الأربعينَ بأنْ يمرَّ بلا قيودٍ... |
وانطلقنا... حيثُ كان البدءُ من حُوّارة ٍ ... |
سرنا قليلاً ... |
ثم لم نلبثْ بأن بدأتْ تعرقلنا الحواجزُ |
حيث يوقفنا الجنودُ... يدققونَ هوية الركاب ِ |
ثم نسيرُ من بعدِ انتظار ٍقد يطولُ لساعةٍ |
حتى وصلنا بعد رام ِاللهِ قبل القدس ِ |
آخرَ حاجز ٍ يُفضي إليها ... |
بعد ساعاتٍ وصلتُ السورَ إذ لاحتْ أمامي القبة |
الذهبية ُالصفراءُ تعلو ثم تعلو ثم تعلو |
حيثُ لامَسَتِ السماءَ لسِدْرةٍ وصلَ الرسولُ |
لِمُنْتَهاها جانِبَ العرْش ِالعظيم ِ... |
ولم أكدْ أدنو لأدخُلَ إذ ْبشرطيٍّ يهوديٍّ |
يُدجَّجُ بالسلاح ِعليه قبَّعة ٌبسِحنةِ أشْكنازيٍّ |
أمامَ السور ِيوقفُني ... |
يقول بلكنةٍ عربيةٍ مُعْوَجَّةٍ ... |
من أين جئتَ؟! |
أتيتُ مننابُلْسَ...همْهَمَ من شَكيم ٍ! |
قلتُ: من نابُلْسَ! |
قال: إذنْ تعودُ فليس يُسمحُ بالدخول ِلغير |
سكان المدينة ِ |
بل سأدخلُ حيث شئتُ فمن تكونُ وأنتَ |
من أيِّ العواصم قد أتيتَ؟! |
أجاب مبتسماً بخبثٍ: من فرنسا ... |
من بلاد العطر ِوالموضاتِ والملكاتِ حيث |
تركتُ هذا كلَّهُ وأتيتُ كي أبكي أمام الحائط |
المبْكى ... تخيَّلْ ... إنني قد جئت كي |
أبكي أمام الحائط المبْكى! |
فقلت: هو البراقُ فلو بكيتَ أمامَهُ |
ألفاً من الأعوام ِلنْ يرضاكَ ... |
لنْ يرضى غريباً جاء يسرقُهُ فلوَّثَهُ |
فلا بقيتْ يمينُكَ أو فؤادُكَ أو لسانُكَ إنْ |
نسيتَ القدسَ أمْ لم تنْسَها! |
هو عندها سِيّان ِ... لن تعتادَ رطْنَكَ ... |
فهْيَ لم تفهمْ سوى لغتي ... |
فكم من أمةٍ مرتْ عليها ههُنا...! |
بادتْ وظلَّ لسانُنا ... تاريخُنا ...أحلامُنا ... |
إيمانُنا بالحقِّ ... |
لا أحفادُ مَنْ لمْ يفهموا لغة َالسماءِ فألَّفوا |
لغة ًعلى أهوائهمْ كتبوا بها توْراتَهمْ ...! |
أهلاً بكمْ لو لم تجيئوا تسلبونَ الموطِنا! |
عودوا إلى أوطانكم ...ولْترحَلوا عن أرضِنا |
هذي لنا ... |
والقدسُ تُفدى الأعْيُنا! |
وهْيَ المُنى ... |
هذي لنا... من عهدِ كنعانَ الذي هُوَ قبلُكمْ |
وتزيِّفونَ حقيقة َالتاريخ ِأنَّ لكم تراثاً قبْلَهُ |
ما بيننا ...! |
مهما تجبَّرتمْ وزيفتمْ سينْبلجُ الصباحُ |
وترحلون بعزمِنا! |
مثل الألى سبقوا ومرّوا من هنا! |
ورجعْتُ أدراجي شمالاً والفؤادُ وناظِريَّ |
وأدمُعي والروحُ تحملني جنوباً ...للمَدى! |
فكأنما التاريخ ُخلفيَ كلُّهُ آتٍ يودِّعني ... |
أودِّعُهُ ...وبوْصلتي تشيرُ بدوْرها دوماً |
جنوباً حيث أسمعُ رجْعَ أنَّتِها صَدى! |
عبئاً وأغلالاً تنوءُ بحملها جيلاً فجيلاً وهْيَ |
مازالتْ وراءَ السّور ِصامدة ًيحدِّثُها الفِدى! |
عنْ غاصب ٍوجدَ الأرانبَ حولَهُ فاسْتأسَدا! |
عنْ ثائر ٍ رفعَ اللواءَ مجاهداً واسْتُشْهِدا! |
عنْ شعبِيَ الجبّار ِ...صبْراً إنَّ موْعدَنا غدا! |