عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > وطن الزيتون ومواكب الشهداء

فلسطين

مشاهدة
282

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وطن الزيتون ومواكب الشهداء

سرْ بي إلى وطني المقاتل يارفيقَ الدرب سرْ بي
سرْ بي أقبِّلْ أرضَه السمراءَ ولْيَكُ بعدُ نحْبي
أشتاقُ للزيتون فوق تلالِهِ والزَّعتَر ِ!
وأحنُّ للكرْم المُخَضَّل ِبالندى والبيْدَر ِ!
وإلى كنوز ِالبرتقال ترَعْرَعَت بدماءِ شعبي
***
سرْ بي لأرض الصابرين على المرارة والضَّنى
صمدوا صمودَ جبالها ليُشيِّدوا لِيَ موطنا
نذروا فداءً للثَّرى أرواحَهم ودماهُمُ
ومَضوْا يعززهم على درب النضال تَلاحُمُ
أملاً بتحرير المرابع ِوالوصول الى المنى!
***
آهٍ لقد طال الزمانُ على مفارق ِعودتي!
خذني إلى مهدِ الطفولةِ في سقيفةِ جدَّ تي!
كانت تقصُّ لِيَ البطولة َمن تُراثي الماجِدِ!
طوراً عن الجَدِّ الشهيدِ وتارة ًعن والدي!
وتطوفُ بي الأحلامُ والحضن الدفيءُ مِخَدَّتي!
***
كم كلَّلتْني من رُبى نيسان تاجاً فاتِنا!
وجَنَتْ لِيَ التفاحَ والرُّمانَ من بُستانِنا!
وسَقَتْنِيَ الشُّهدَ المصفّى في ظلال الدالِيَهْ!
ومواكبُ الزَّرزور تعبثُ بالقطوفِ الدانِيهْ!
والخبزُ في الطّابون ينْفحُنا شذاهُ الساخِنا!
***
كانت تُدثِّرُني بعيْنَيْها ودفْءِ رِئامِها!
تحنو عليَّ وليس يُثْنيها عذابُ سُقامِها!
فأ ُحِسُّ في ضوْءِ السِّراج ِوفي احتراق ِ فَتيلِهِ!
وبِجُودِ زهر ِالروض ِ بالأطيابِ قبلَ ذبولِهِ!
أنَّ التَّفاني توْأَمٌ للأ ُمِّ ... مِن أعْلامِها!
***
سرْ بي إلى حُوّارَة َ الشمّاءِ حيثُ دَرَجْتُ طفْلا!
ونشأ ْتُ في أحضانِها وعَشقْتُها جَبَلاً وسهلا!
كم طُفْتُ في حاراتها ألْهو وألعَبُ مَعْ صِحابي!
وشربْتُ من يُنْبوعها المحفوفِ بالخُود الكِعابِ!
وقطَفْتُ من جنّاتِها ورداً ونَسْريناً وفُُلاّ!
***
كم جُلْتُ في آكامِها الخضْراءِ بيْن فُتونِها!
وأكَلْتُ من عِنبِ السُّفوح ِعلى الصُّخور ِوتينِها!
وجَلَسْتُ في أرِج ِالخمائِل ِأستمِدُّ ظِلالَها!
وتطوفُ أسْرابُ البلابل ِوالهَزار ِحِيالَها!
تشدو فأُ ُصْغي للنشيدِ العَذ ْبِ فوق غُصونِها!
***
آهٍ على بحر ِالسَّنابِل ِمائِجاً بالعَسْجَدِ!
تطفو وتغْطُسُ بين لُجَّتِهِ جُموعُ الحُصَّدِ!
يتسابقون بمَوْجِهِ الطّامي بتجذيف المَناجلْ!
كي يقْنِصوا أغْلى اللآلىءِ من مَحارات السَّنابلْ!
مالمْ يَنَلْهُ الغائصون بعُمق ِ بحْر ٍسرْمَدي!
***
نشرت سلاسل شعرها المضْفور من فوق الرُّبى
ليَموجَ في الوادي الخصيب وفي المُروج مُذهَّبا
وحيالها تزهو الَّلَداتُ كأنَّها في يوم عيدِ
هي كَفْرُ قَلّيلَ الحظِيَّة ُبالشهيدِ أبي الوليدِ
بورينُ عَيْنابوسُ بَيْتا أ ُوصَرينُ وعَقْرَبا
***
كم زُرْتُ مَعْ أمّي بِشارَة َ كي نُضيءَ ضَريحَهُ!
وتَلَوْتُ فاتحَة َالكتابِ نَدىً يُكرِّمُ روحَهُ!
وأخَذْتُ من أطْراف كِسوتِهِ شريطاً أخْضَرا!
سَوَّرْتُ مِعْصَمِيَ الصَّغيرَ به يُقالُ لأِ َكْبُرا!
ومسحْتُ طيبًا منه يوماً مانَسيتُ نُفوحَهُ!
***
قد قيلَ طار بنعشه قَدَراً وحلَّقَ في السَّماءْ
ليكونَ مَوْعِظة ً لمنْ جَهلوا مقامَ الأ ولياءْ
كم حدَّثوني عن كراماتٍ له في عَيْشِهِ!
ولَعَلَّ خاتِمة َ الخَوارق ِأنْ يطيرَ بنعشِهِ!
فاللهُ فوقَ إرادةِ الإ نْسان ِ يفعَلُ مايَشاءْ!
***
لَهْفي إلى نابُلْسَ يسقط دونها الأعداءُ تَتْرى!
بُركانُ ثورتِها تَأجَّجَ لابُهُ غَضباً وثَأ را!
ما انْفَكَّ إبراهيمُ يُذكي نارَهُ ويَراعُ فدْوى!
في وادِيَ التُّفّاح ِ كمْ هتفا مع الأطيار ِشَدْوا!
وعلى ذ ُرا جِرْزيمَ كمْ قَرَآ مَعاً للأرض ِشِعْرا!
***
لَهْفي لِقلقيليَّة َ الخضراءِ والسَّرْح ِالرحيبِ!
تزْهوعروساً في المُروج ِ يزفُّها عَبَقُ الطيوبِ!
ترنو إلى البحر المُعانِق ِ برتُقالَ السّاحِل ِ
وعلى مشارفِ تَلَّةٍ شَهدتْ وداعَ الراحِل ِ
تستقبلُ الأ ُفُقَ المُحنَّأ َ بالخِضابِ لدى الغُروبِ
***
بين المروج ِالعابقاتِ تلوحُ زاهية ً جِنينُ!
تهفو الى فِرْدَوْسِها الأ َرِج ِالخواطِرُ والعُيونُ!
إذْ يرتدي مرْجُ ابن ِعامِرَ حُلَّة ًمن سُنْدُس ِ!
قد زُخْرفتْ بحَليِّ زهْر ٍللفُتون ِمُدَمْقَس ِ!
وتطوفُ تحتَ سمائِهِ الزَّرقاءِ أسْرابُ السُّنونو!
***
تخْتالُ رامُ اللهِ شامخة ًعلى متْن ِالرياح ِ
تخْتالُ في الحُلل ِالقشيبةِ والغلا ئِل ِوالوشاح ِ
تحدو خُطاها البيرَة ُ الفيْحاءُ في حُلل ِالدِّمَقْس ِ
كَمَليكَتَيْ حُسْن ٍتنافستا على تاج ٍوكُرسي
في حَفْل ِتتويج ِالمليكاتِ الجميلاتِ المِلاح ِ
***
وأخالُني وصديقَ عُمْري في حَواري بَيْتِ لِقْيا
وصغيرُهُ خَلْدونُ يقفزُ حوْ لنا طرِباً شَدِيّا
نَتذاكرُ الأصحابَ إذْ كُنّا معاً طلابَ عِلْم ِ
يتسابقونَ إلى الطَّليعةِ في خَضوري طولِكرْم ِ
كيْما يكونوا في غَدِ الأجيال ِمِرقاة َالثُّرَيّا
****
كنّا نزورُ ارْ تاحَ نجلسُ في ظلال ِالبرتقال ِ
ونزورُ حَبْلَة َ حيثُ تحضُنُنا أفانينُ الجمال ِ
ونجولُ فوق رُبى عَنَبْتا بين أفوافِ الربيع ِ
نشدو بأشعار ِ الشهيدِ النابعاتِ مِنَ النَّجيع ِ
إذْ خَطَّها عبدُ الرَّحيم ِ برُوحِهِ فوق التلال ِ
***
الغَوْرُ أخفضُ بقعةٍ في الارض ِدُرَّتُهُ أريحا
هي والعراقة ُ توْأمٌ مُذْ عهدِ كنْعان ِ بْن ِنوحا
شهِدَ العديدَ من المعاركِ والحروبِ الفاصلاتِ
نُقِشَتْ على صَفَحاتِ ماضينا حروفاً ناصعاتِ
لتكونَ نِبْراساً لشعْبٍ يصنعُ المجْدَ الصَّريحا
***
هُزمَ الصليبيّونَ في حِطّينَ وانكسَرَ الإسا رُ
وعلى يَدَيْ بيبَرْسَ في بَيْسانَ قد هُزمَ التتارُ
فغَداً سيُطرَدُ من أراضينا الصهايِنة ُاللئامُ
ويعودُ للأوطان مَنْ في الهجر موطنُهُ الخيامُ
كيْما يُلمَّ الشمْلُ ثانية ً ويبتسمُ الذ ِّمارُ
***
تَبني الشعوبُ على كواهلها الحضارة َبالعُلوم ِ
وتصونُ ما وصَلَتْ إليهِ على الذرا فوق النجوم ِ
فعلى ثَرايَ الجامعاتُ تُضيءُ داخلَ كل بَيْتِ
صرحُ النجاح وبيتِ لحم ٍ والخليل وبير ِزَيْتِ
تجلو الجهالة َ في النفوس لرفعةِ العقل ِالسليم ِ
***
القدسُ للوطن الفؤادُ ومُقلتاهُ النّاصرهْ
ورُبوعُ غزةِ هاشم ٍ سيفٌ يُزينُ الخاصرهْ
حيفا الجميلة ُ ثغْرُهُ البسامُ لؤلؤة ُالمرافي
تاجُ الَّلداتِ عرائس ِالشطآن ِفي يوم الزّفاف
أيّانَ يرجع للديار مهاجرٌ ومهاجرَهْ!
***
أرنو إلى الأقصى الأسير وراء ألغام الحدودِ
أرنو وفي عيْنيَّ حزنُ الارض في المنفى البعيدِ
دوني مسافاتٌ مُعَوْسَجَة ٌمُكهْربة ٌسحيقهْ!
لم تعترفْ لا بالجواز الأردنيِّ ولا الوثيقهْ!
إلا بتصْريح ٍعلى الجِسْرَيْن ِ عبْريِّ الوصيدِ!
***
المسجدُ الأقصى حزينٌ مَنْ يكفكفُ أدمُعَهْ؟!
مَنْ ذا يردُّ له كرامتَهُ ويكسرُ مَقْمَعَهْ؟!
ويزيلُ رجْسَ الغاصب ِالمحتلِّ عن إسرائِهِ!
فتعودُ للإسلام ِهيْبتُهُ لدى أعدائِهِ!
ويَردُّ سيفَ الكيْد في نحْر ِالغشوم ومَنْ مَعَهْ!
***
كم حاول المحتلُّ طمْسَ هويَّتي ليمُدَّ ظلَّهْ
ويزيِّفُ التاريخ َفي زمن الحقوق المضمحلَّهْ!
لكنَّني سأظلُّ عن حقي السليب مُناضِلا!
إذ لا أكِلُّ ولا أملُّ وعنه لن أتنازَلا!
فغَداً سترجع لي فلسطينيَّتي في ظلِّ دولَهْ!
***
قمَمٌ تُعلمُنا الشموخَ وبالعراقةِ تنْطِقُ!
اللهُ أكبرُ لايكُفُّ لها المكبِّرُ يُطْلِقُ!
فيُجيبُهُ عيبالُ يشعُلُ ثورة ً والكرْمِلُ!
وإذا بأفئدة الغُزاةِ الغاصبين تُزلْزَ لُ!
ويخرُّ رابينُ الجرائم مِن صداهُ ويُصْعَقُ!
***
آهٍ فلسطينُ الأبيَّة ُطعْمُ ثأركِ علْقَمُ!
في مُقْلتيْكَ نوائبُ الأيام بالدم تُرْسَمُ!
وعلى روابيكَ الخِضابِ سيشرقُ المستقبلُ!
فالإ نتفاضة ُفي جراحِكَ ماردٌ يَتَمَلْمَلُ!
قد أطْلَقتْهُ قرية ٌومدينة ٌومُخيَّمُ!
***
قد آنَ للغضب المُحاصَر ِفي الجَوانح ِ والدِّما
أن يُطلقَ البركانَ من عُمْق ِالجراح تَضَرُّما
وبلَيْلةٍ غَزلتْ زغاريدَ الشهيدِ جَبالِيا
غضباً تُفجِّرُهُ الأيامى والثَّكالى عاتِيا
فانْثالَ كانونُ الثلوج ِعلى العُداةِ جهنَّما
***
مِنْ جذوة الآلام في أعماق شعبي الرّافِض ِ!
مِنْ ظلمةِ السجن ِالمحاصِر ِللشبابِ النّاهِض ِ!
مِنْ قسوةِ الإرهابِ والقَمْع ِالمُوَجَّهِ والحِصار ِ!
ثارتْ براكينُ انتفاضتنا لتحرير ِالديار ِ!
ولكبْح ِمخْدوع ٍبأوْهام ِالسلام ِمُفاوِض ِ!
***
لو تجْمعون حمائمَ الدنْيا وزيتونَ البسيطَهْ!
لِتُمثِّلوا دوْرَ السلام بوهْم أمْريكا الوسيطَهْ!
وتُوثِّقوا موْتَ القضيَّةِ إذْ يُواريها التُّرا بُ!
لن تُقنعوا شعْبي بمؤتَمر ٍ نتيجتُهُ سرا بُ!
إنْ لمْ يقُمْ وطنُ الجدودِ على الترابِ وفي الخَريطَهْ!
***
كم طامِع ٍغَشِيَ الديارَ غَداً سَتَلْحقُهُ الهَجانَهْ!
كانتْ نهايتُهُ على أيْدي الأ ُلى أنِفوا المَهانَهْ!
لم يُثْنِهم جَبَروتُ هولاكو ولا تيْمورِلَنْكا!
أو زحفُ نابِليونَ تصْمُدُ دونَهُ أسْوارُ عكّا!
لم تُلْق ِمِنْ يدها الحُسامَ وما تَبقّى في الكِنانَهْ!
***
ولَكَمْ ذكَرْ تُكِ يابلادي يارُبوعَ ثرى الخليل ِ!
يامهْدَ عيسى حيثُ جذعُ النَّخْل ِدان ٍ لِلْبَتول ِ!
ياموطنَ القدس ِ الأسيرةِ حيثُ أولى القِبْلَتَيْن ِ!
ياجنَّة ً في الارض ِمثْلَ بَهاكِ لمْ تَرَ قَط ُّعَيْني!
مِنْ أيْلَةٍ بحراً إلى صَفَدٍ على قمم الجليل ِ!
***
تَقِفينَ راسخة ًبوجهِ العادياتِ وقد أمِنْتِ
لا تَبْرَحينَ تُقاومينَ الطامعينَ وما استَكَنْتِ!
تأبينَ أن يرثَ الغريبُ تُراثَنا زيْفاً وزورا!
إذْ سوفَ يلقى في لظى أبنائِكِ الصّيدَ الثُّبورا!
كم أمَّةٍ مرَّتْ عليكِ قد انْطوَتْ وبَقيتِ أنْتِ!
حبيب شريدة

عجمان في 24/8/1991
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: الخميس 2019/10/03 04:24:04 مساءً
التعديل: الخميس 2019/10/03 06:15:07 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com