عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > حسن الحضري > حيِّ قبرًا بجانبِ الآكامِ

مصر

مشاهدة
299

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حيِّ قبرًا بجانبِ الآكامِ

حيِّ قبرًا بجانبِ الآكامِ
بين جوف الثَّرى بأزكى سلامِ
يا أبي قل لي كيف أرضيكَ إنِّي
صار قلبي منِّي إلى الآثامِ
وثوتْ في الضُّلوعِ حرقةُ وجدٍ
تجلبُ الحتفَ من جوى الإيلامِ
قِطَعُ الترْبِ تحت جسمِكَ بُسْطٌ
وغطاءٌ مصقولةٌ برضامِ
فأنا اليوم في أشدِّ اكتئابٍ
أتلقَّى نوائبَ الأيَّامِ
يا ترابًا ثوى بجوف ترابٍ
أين أنتَ اغتديتَ بعد وئامِ
كان حُلمًا مضى بعيدًا وولَّى
وانقضى أم حقيقةُ الأوهامِ
أين عنَّا ذهبتَ بعد اجتماعٍ
فبقينا لطولِ حُزنٍ دامِ
فبربِّي خبِّرْ نأيتَ بحقٍّ
أم عيوني أعشت مِن الإيلامِ
فبربِّي خبِّرْ نأيتَ بحقٍّ
أم ظنونٌ في غفوة النُّوَّامِ
فبَنُو مرعي هل يرونكَ يومًا
حين تُغْدي الأرحامَ للأرحامِ
حين ناداهمُ المنادي بصوتٍ
مقشعرٍّ لسطوةِ الأحلامِ
قال أقوامٌ: كان فينا فكيف اص
طاده الموتُ دون أدنى كلامِ
أنتَ حين الصِّيامُ يُهلكُ قومًا
لم تكن غيرَ مقْبلٍ صوَّامِ
أنتَ حين القيامُ يُهلكُ قومًا
لم تكن غيرَ مقْبلٍ قوَّامِ
لم تكن خائنًا كذوبًا خبيثًا
إنما أنتَ من أجلِّ الأنامِ
قد مضَى نحو ربِّه فجزعنا
بصروفِ الأقدارِ والأيامِ
فبقينا مِن بعده كسرابٍ
حين ولَّى فجاءةً للسَّامِ
إنَّ ربِّي بكلِّ قلبٍ عليمٌ
ما سواه في الكونِ مِن علَّامِ
ليت أنِّي فداؤه لسهامِ ال
موتِ حين الهلاكُ بالإقدامِ
لرصدتُ الهلاكَ للنَّفسِ منِّي
ساعيًا نحوه على الأقدامِ
لستُ حين المنونُ ترصُد نفسي
ممسكًا عنها النَّفسَ بالإحجامِ
يا أبي هل رضيتَ عنِّي وهل يُر
ضيكَ ذاك الرِّثاءُ بعد السَّامِ
إن يكن ليس ذاك قم أسْعَ للمو
تِ فِدًى غيرَ واجلٍ محجامِ
إنما الموتُ وقْعُه دون شكٍّ
بقضاءٍ يقتادُنا بخطامِ
فيقودُ الورى إليه جميعًا
لبحورٍ أمواجهنَّ طوامِ
وكأنَّ المنونَ راعٍ وإنَّا
لَرعايا تجرُّهم بزمامِ
وضعَ الموتُ كلَّ خَلقٍ إليه
نِصْبَ عينٍ يعدُّهم لمرامِ
ليقودَ الجميعَ نحو صفيحٍ
حيث وارَى الآطامَ بالآطامِ
ليس في الدُّنيا مِن خلودٍ لخَلقٍ
كلُّ خَلقٍ مصيرُه لِرِجامِ
وسِلامٍ مِن حولهنَّ سِلامٌ
في قبورٍ قد سُتِّرتْ بسِلامِ
ليت شعري متى يكون قضائي
لأراه في حفرة الأنسامِ
كيف قاد الرَّدى أبي اليوم عنَّا
كيف أمسيتَ دوننا للحِمامِ
كيف أحيا وقد هلكتَ وكيف ال
عيشُ منِّي يطيبُ بالأيَّامِ
لا أرى نفسي ترغبُ العيشَ يومًا
بمرور الأيامِ والأعوامِ
قد طواه الرَّدى فأصبحتُ تعْسًا
بعد عزٍّ ظننتُه لدوامِ
أيُّ خطْبٍ قد فاجأ القلبَ فارفم
ضَّ كئيبًا كعصفِ عصفِ الحطامِ
يا نسيمَ القبور إن جئتَ فاحملْ
مِن أبي نحوَنا أجلَّ سَلامِ
ولئن عدتَ نحوَه فاحملِ البِم
رَّ إليه وكلَّ شوقٍ دامِ
حسن الحضري

في رثاء أبي رحمه الله.
بواسطة: حسن الحضري
التعديل بواسطة: حسن الحضري
الإضافة: السبت 2019/10/05 03:55:16 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com