عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > مناجاةُ أبٍ موَسوَسٍ على ابنته العُزَّى

سورية

مشاهدة
335

إعجاب
75

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مناجاةُ أبٍ موَسوَسٍ على ابنته العُزَّى

تعالَي إلينا فليس لديكِ
سوى والديكِ ورا ولَدَيكِ
تعالَي هُما لكِ عشٌّ حصينٌ
وعرشٌ مَكينٌ وجنات أيكِ
يجيئ لنا الرفق من مِرْفقيكِ
ونجْني السعادةَ من ساعدَيكِ
تعالي إلينا بقلبٍ رؤومٍ
سليمٍ حميمٍ نشدّ يديكِ
تعالي هنا كلُّ شيءٍ أمينٌ
وربي ضمينٌ حنونٌ عليكِ
تعالي عسَى يكتُبُ اللهُ مجْداً
يضاف لمجدٍ عظيمٍ لدَيكِ
ستبقين أغلى فتاة علينا
وإنّا سنمكث طوعَ يديكِ
ورُبَّ نصيبٍ يكون بقطرٍ
تظنينه ليس يجْدي عليكِ
فإن النصيبَ كمثل الطريق
تَسِيرينهُ لا يسير إليكِ
عسى فرَجُ لك في الصبح يأتي
بلا موعد لاثماً جزمتيكِ..
تعالي أيا طفلتاه عسى أن
أمتِّع سمعيَ مِن أصغريكِ
يحن إليك شذا الياسَمينَ
ويشتاقُ غوصَه في رئتيكِ
ونرجوك أن تنشقي أوكسجيناً
سرَى يا حبيبة في روضتيكِ
وتلقَيْ قوافلَ نحْل كريمٍ
يُعِدُّ الرَّحائق شَهْداً إليكِ
تحنُّ الدروب إلى قدميكِ
وتهفو السماءُ إلى مقلتيكِ
ونخلٌ شموخٌ ينخُّ إليك
ليغدو القطاف يسيراً عليكِ
يحنّ ليسقيَكِ البرتقالُ
وكلُّ العصافير تشدو إليكِ
فعودي إلينا بأرض الشآم
بأرض تذوب اشتياقاً إليكِ
فما العيش في الكهف يحلو كما لن
تطيبَ المعيشة إلا لديكِ
قصورُ دمشق تحِنُّ إليك
وترجو رجوعَك معْ أسرتيكِ
تعالي كفاكِ اغتراباً مُمِضَّاً
وإن الإله ضمينٌ إليكِ
تعالي فقصْرك يصبح قبراً
إذا ظل يُحْرمُ من طلَّتيكِ
تعالي فإنه يبكي عليكِ
لأنه لم يستمع مِقْوليكِ
ألا فاخرجي الآن من ظلمَتيكِ
لحضن الخميلة مأوىً إليكِ
فلا ترتضي الموت بعد انتعاشٍ
فبيتك يشقى بدون يديكِ
تعالي، لمن قد تركتِ القصور
وقد عاد سلْمٌ إلى موطنَيكِ؟
بفضل الإله ومن دعْوتيكِ
ألا ادعي السلام يعود إليكِ
نعيش سويّاً بدون اغترابٍ
ودونَ انتحابِ ذويكِ عليكِ
تعالي وعيشي بعقل قويٍّ
يزحزحُ عبئك عن كاهليكِ
نجاحُك في كل ساحٍ شريفٍ
به صولة العلم تثني عليكِ
كسبتِ الشهادات عليا ونسلاً
عظيماً محباً حريصاً عليكِ
تعالي فعطفك غذى بنيك
ونحتاج مثلَه نحن إليكِ
رجوعُك بعد التفوق فخرٌ
وبيتك يحتاج لمسَ يديكْ
تعيدين أنساً وعرساً إليه
ويأتون في كل عامٍ إليكِ
أحن إليك وكلِّ بنيكِ
وصِهرِك إنّا لطوعُ يديكِ..
ولو لك شغلٌ هناك يُسَلِّي
كِ ما كنتُ قطُّ ألِحُّ عليكِ
تخافين أن تُخْسِري ولديكِ
هما فرِحان بجودٍ عليكِ
بفضل الإله لنسلكِ شغلٌ
دعيه يحققْ كنوزاً إليكِ
هما أسعد الناس في بِرِّ أمٍّ
وإنفاقِ ما هو مِن نِعْمتيكِ
تعالي فنحن بدونك عُمْيٌ
وكلُّ جَمال يشير إليكِ
طيوفك تسألنا أين أنتِ
ونخشى من الحاسدين عليكِ
تعالَي يغازلُك الأقحُوانُ
وسحرُ البنفسج يرنو إليكِ
يهيم الغروب بذوقكِ يبقَى
يَحيك فَساتينهُ بيديكِ
وينسج قزُّ الغيوم ِ حَريراً
يغطي الفضاءاتِ مِن فِكْرتيكِ
تعالي فلا طعمَ يحلو بدون
ك أو دونما أسرتيكِ
تعالي فلن يرحم الله شخصاً
يسدُّ المسالكَ عمداً عليكِ
فلستِ الوحيدة من أخفقتْ في اك
تساب الأماني تماماً إليك
جميعُ الملوكِ الأباطرُ ماتوا
ولم يعتلوا مستوى ركبتيكِ
وما أنت وحدك في الكركبات
فكل امرئ في المتاعبِ هَيكِ
ونُنْذركِ اليومَ إن لم تُقيمي
لدينا فإنّا نُقيمُ لديكِ
نعيش سوياً هنا في قُرانا
ونسكن يا طفلتي مقلتيكِ
تعالي أ لستِ بشوقٍ إلينا
أ ترضين نبقى بلا وجنتيكِ؟
تعالي نحِسُّ الإلهَ ضميناً
يحقق يا طفلتي مُنْيتيكِ
تعالي أيا مَن بحاجةِ دعمٍ
يقوِّي اقتصادك يُعْلي يديكِ
تعالي فإن الإله كفيلٌ
بما تحلُمينه من والديكِ..
تعالي فأختاكِ تحتَ تَصرُّ
فِكِ الحُرِّ، أي مثلما أخويكِ
هنا النايُ والآنُ ذخرٌ إليكِ
وإنّا جميعاً لمُلْكُ يديكِ
تعالَي سأجلب من إخوتيكِ
ومن كل صَوب إياداً إليكِ
تعالَي فما قلتُ إلا وفَيتُ
فلبّيكِ هيّا لنجري إليكِ
فلستِ بظَلاَّمة لسواكِ
ولكن لنفسكِ، رِقي عليكِ
فؤوبي سريعاً إلى والديكِ
كما أبْتِ عُمْرا إلى ولديكِ
نحب ابتسامك قنديلَ ليل
يتيح لنا الهدْيَ من قمَريكِ
أنا كنتُ مثلَكِ حيرانَ لكنْ
هَدتني كواكبُ من مقلتيكِ
أنا كنت مثلك طفشانَ لكنْ
أنِستُ من الأنسِ في خافقيكِ
ألا فاتركي كلَّ ضيق عليكِ
وعودي سريعاً إلى أبويكِ
وكنتِ لنا دائماً خيرَ عون
ونحن نكِنُّ الوفاء إليكِ
وإن كان صعباً فراقُ بنيكِ
تعالوا جميعاً إلى منزليكِ
لقد أشبعتْنا فتاتُكِ نبلاً
وأكلاً بجودٍ كجودِ يديكِ
تعالي لنا معَها وأخيها
فلبَّيكِ أنتِ وصهر لديكِ
تعالوا جميعاً لأرض الشآمِ
فإنَّ الشآمَ فراديسُ أيْكِ..
تعالي وإلا انشلالٌ لدينا
تعالَي وإلا انشلالٌ لديكِ
تعالي لِنَخرُجَ من ظلمتيكِ
وكي تُسعفينا بكلتا يديكِ
وأمُّك أمُّ الإدارة تدري
وتفعل ما هو يجْدي عليكِ
ومنكِ التوكل والامتنانُ
لفضل تعالى المُحبِّ إليكِ
خَدَمْتِه جداً لذا سوف يُرْبي
بأنعُمه يا فتاتي عليكِ..
تعالي يحنُّ إليك اليتامَى
ويأوي الأيامَى إلى معطفيكِ
تعالي فأعماقُهم لك تدعو
وتلهج بالشكر في أذنيكِ
تعالي سريعاً إلى جنَّتيكِ
ولا تهجرينا ومرحَى إليكِ
تعالي سريعاً إلى جنَّتيكِ
تعالي سريعاً إلى جنَّتيكِ
خالد مصباح مظلوم
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: السبت 2019/10/12 01:05:13 مساءً
التعديل: السبت 2019/10/12 03:17:59 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com