عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > باب الخليفة...!

فلسطين

مشاهدة
372

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

باب الخليفة...!

ذاتَ يوْمٍ وقفْتُ بابَ الخَليفَهْ
لأراهُ حَقيقةً دونَ خِيفَهْ
فرآني حُجّابُهُ فأتَوْني
بطَعامٍ وكأْسِ ماءٍ نظيفَهْ
سكَبوا لي بها الشَّرابَ بتَرْحابٍ
مَليءٍ بالأُمْنِياتِ اللَّطيفَهْ
سألوني ماذا تريدُ لكيْ نُبْلِغَ
موْلانا فهْوَ يُجْزي ضُيوفَهْ؟!
قُلْتُ: إنّي أريدُ رؤْيتَهُ عنْ
كَثَبٍ...لا في شاشَةٍ أوْ صَحيفَهْ!
أدْخَلوني إليْهِ فاسْتَقْبَلَتْني
داخِلَ القصْرِ جوْقَةُ التَّشْريفَهْ
سِرْتُ فوْقَ البِساطِ حتّى وُصولي
عرْشَ موْلايَ ذا الحِلى المرْصوفَهْ
فبَدا لي بهيْبَةٍ ذاتِ نورٍ
في مُحَيّاهُ والثِّيابُ قَطيفَهْ
فدَعاني جِوارَهُ قائلاً لي:
مرْحَباً بالحَبيبِ ضيْفِ الخَليفَهْ!
نحْنُ في خدْمَةِ الرَّعِيَّةِ فاطْلُبْ
مُلْقِياً لي بصَرَّةٍ ملْفوفَهْ
هذه ألْفُ درْهمٍ ذهَبيٍّ
واسْتَلِمْ غدْوَةً كِتابَ الوَظيفَهْ!
فتَعَجَّبْتُ منْ تواضُعِهِ الجَمِّ
وروحٍ لهُ بدَتْ مأْلوفَهْ!
ثُمَّ جُبْنا نواحِيَ القصْرِ سيْراً
فوْقَ سَجّادٍ أبْدَعوا تفْويفَهْ!
فأراني منَ النَّفائسِ لوْحاتٍ
وتُحْفاتٍ زُخْرِفَتْ مصْفوفَهْ
وأراني أنْواطَهُ عُلِّقَتْ في
ردْهَةٍ قرْبَ عَرْشِهِ وسُيوفَهْ
فدلَفْنا إلى الحَدائقِ تنْداحُ
زُهوراً مُنَضَّداتٍ وَريفَهْ
تتغَنّى الطُّيورُ فيها سَعيداتٍ
ويُدْني الجَنى إليْنا قُطوفَهْ
وأراني خُيولَهُ الحُجْلَ غُرّاً
صافِناتٍ أصولُها موْصوفَهْ
فأُعِدَّتْ لنا مَوائِدُ شتّى
منْ طَعامٍ مُشْهىً جَهِلْتُ صُنوفَهْ
***
سقَطَ الإبْريقُ المُذَهَّبُ منْثوراً
يُذَرّي على البَلاطِ كُسوفَهْ
فإذا بي أصْحو منَ الحُلُمِ الوَرْديِّ
مذْعوراً...بانْفِجارِ قَذيفَهْ
فأراني مسْتَلْقِياً فوْقَ كيسٍ
حشْوُهُ القَشُّ عنْدَ بابِ السَّقيفَهْ
رُبَّ حُلْمٍ في باطِنِ العقْلِ لا يُمْحى
صَداهُ...يُرْخي عليْنا طُيوفَهْ!
وفَقيرٍ يَعيشُ عيْشَ كَفافٍ
ليْسَ مُسْتَجْدِياً عَفافاً رَغيفَهْ!
أصْبَحَ القَصْرُ يسْتَحيلُ على المَرْءِ
دُخولاً مهْما أطالَ وُقوفَهْ!
وغَدا البابُ بالحِراسَةِ موْصوداً
أمامَ الحَناجِرِ الملْهوفَهْ
وغَدا الأمْرُ للبِطانَةِ والنَّهْيُ
فبِئْسَتْ للفاسِدينَ رَديفَهْ!
جلُّهُمْ طاغٍ مستَبِدٌّ زَنيمٌ
يتَعالى عنِ الشُّعوبِ الضَّعيفَهْ!
همُّهُمْ عرْشُهُمْ وتبْذيرُ مالِ
الشَّعْبِ في اللَّهْوِ والأُمورِ السَّخيفَهْ
شُغِفوا بالخَنى فماتوا قُلوباً
غالَها الرّانُ...بالفُسوقِ شَغوفَهْ!
حبيب شريدة

15 / 10 / 2019 م نابلس
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: الأربعاء 2019/10/16 01:24:35 مساءً
التعديل: الأربعاء 2019/10/16 03:15:21 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com