إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هل مرّ هولاكو عليك أم الجراد؟ |
أم زلزلت زلزالها الأرضون فانفجر الرماد؟ |
وهوت عروش الياسمين وهدّ مضجعنا السهاد؟ |
نيرون احرقنا؟ أم احترقت من البغضاء أفئدة |
وسربلها السواد؟ |
نام الركام على الركام كأنّما |
للحشر كل الكائنات تنادوا. |
لا ظلّ فيها كي ألوذ من الهجير بظلّه |
ولهيبها وقّاد. |
لا حضن فيها كيف ألوذ من الجحيم بحضنه، |
لا رأي فيها كي ألوذ من الجنون برأيه، |
لا خلّ فيها كي أنادمه كما كنا ننادم بعضنا |
وحياتنا أعياد. |
من جحرها انفلتت خفافيش الظلام وهرولت |
عطشى إلى دمنا كأنّ دماءنا ماء بلا طعم |
ورائحة، |
بلا لون وشريان يجمّعها |
وإنّا من سلالة عاشقين توحدا |
وهما الجذور وأهلنا الأحفاد. |
أيجوز بين عشيرتين شقيقتين يوسوس الحسّاد؟. |
أيفرّ من رئتي دمي ليصير ماء؟ |
اسأل بقايا خيمة درست |
وسوف تجيبك الأوتاد. |
أو لم يكن جدّي لجدّك يا ابن عمّتنا طوال الدهر متكئا |
إذا ما ضاقت الدنيا بما رحبت وعزّ الزاد؟ |
ممن ستأخذ أختك الثكلى بثأر فقيدها |
إذ أنت قاتله وجئت معزّيا أو شامتا |
أتسير خلف جنازة المقتول منشرحا وأختك لوعة وحداد؟ |
ماذا تقول لطفلة أضحت بلا مأوى |
إذا ما ساءلتك: أأنت خالي أم عدوّي؟ |
بمن استجارت عندما احترقت ملابسها الجديدة |
فجر يوم العيد؟ |
لا جيرانها هرعوا إليها مثل عادتهم |
.ولا أترابها الأنداد. |
أولم تكن أولى بنجدتها، |
ولكن أنت من حرق الملابس |
فرحة الأطفال، |
أحلام المدينة كلّها. |
أفرحت يوم العيد؟ |
صهرك لم يزرك مهنّئا، لم تجلسا جنبا إلى جنب |
وبيتك فرحة كبرى وحولك يمرح الأولاد. |
يتسابقون وفي عيونهمو من الأحلام ما لم يحصه التعداد. |
أسألت نفسك كيف أورثت الضغينة ناشئا يحبو، |
وطفلا يافعا، |
وفصلت بين شقيقتين فصارتا ضدّين بينهما نمت أحقاد، |
الآن جارك هل يبادلك التحية في الصباح وفي المساء؟ |
وكنتما تتسابقان من الذي يلقي التحية أولا |
ومن الذي يختار ابلغها |
وأجودها |
وأصدقها |
وكان بيتك مرتعا لصغاره وكأنّ بيتك بيتهم |
وكأنّهم أولادك الأكباد. |
وإليك يلتجئ الصبيّ إذا توعّده أبوه |
فتحضن الطفل المسيء مؤنّبا |
ولربّما عاتبت والده على بعض القساوة نحوه |
ولربّما ركن الصبيّ إلى حنانك فترة |
فبسطت أجنحة الأبوّة فوقه |
ولربّما، ولربّما، ولربّما...... |
.أيفرّ من رئتي دمي ليضير ماء؟ |