إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
القصيد الأخير |
هدي القصيدةُ قد تكونُ هيَ الأخيرةُ في جرابي |
لَملَمتُ أشلائي لأكتُبَها. |
ها ساعتي أزفتْ، |
أرى روحي تُرفرِفُ في الفضاء البرزخيّ حمامة |
تَعبتْ من السفر الطويل |
وهدّها الحلم السرابُ |
كانت طفولتها كأعذب ما يكونُ |
وما دَرَتْ انّ الكهولةَ مِلؤها الأتعابُ |
ها ساعتي ازفتْ، |
ملَلْتُ الانتظار ومنْ يعشْ |
ستين عاما فالمزيد عذابُ |
ها لحظتي اقتربتْ |
سئمت من الزمان الداعشيِّ تسوسُهُ السفهاءُ والأذنابُ |
سيسير خلف جنازتي |
الفقراءُ |
والبسطاءُ |
والندماءُ |
والأعداءُ |
والأصحابُ |
والشامتونَ وبعضُ منْ سيّان هم حضروا وانْ همْ غابوا |
ستسير خلف جنازتي لمياءُ تلطم خدّها |
وتصيح: وا أبتاهُ كيف تركتنا |
زُغبَ الحواصلِ والمصيرُ ضبابُ |
يا أنبلَ الشعراءِ |
اسْخاهُمْ يدا |
يا صاحبَ القلب النقيِّ خذلتنا |
اخترتَ الرحيلَ وأنت بَعْدُ شبابُ |
قد كُنتَ ترعى والديكَ برِقّةٍ وتَلطُّفٍ |
وكأنّ والدكَ الصبيّ |
وامّكَ البنتُ الرضيعُ، كأنّهم ما شابوا |
وبسطتَ أجنحة الأُبُوّةِ والأمَومةِ فوق اخوتك الصغارِ |
فما تفرّقَ شملهم أو خابوا |
إنّي أرى بين الجموعِ منافقا |
سيقول في تأبينِكَ: انطفأتْ شرارةُ ثائرٍ |
قد كانَ... |
كانَ... |
وكانَ... |
كنتُ أحبّهُ وأجلُهُ |
ويحبّهُ ويُجلّهً الشعراءُ والكتّابُ |
قد كانَ |
كانَ |
وكا.... ويذرفُ دمعة التمساحِ وهو المفتري الكذّابُ |
اوَ لَمْ يبادلْكَ المودّةَ بالاساءة يا أبي |
لكنّ حلمك كان فيضَ سحابةٍ |
هطلتْ فأزهرَ مُقفرُ ويبابُ |