إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تداعت صروحٌ ومات الشبابْ |
بدهرٍ عقيمٍ وأرضٍ يبابْ |
مصير الحياة بكفِّ الردى |
فكمْ من شقيٍّ غدا |
من الموت للموت يستسلمُ |
لأنَّ الظلام يسود المدى |
وقد فاض ملءَ دُجاه الدمُ |
فكيف تموت الحياة؟ |
على مذبح الروح والأمنيات |
وكيف يعود السنا والجمالْ |
بحقل ٍ تفجَّر بالسنبل ِ |
على ضفّة النهر والجدول ِ |
كأنّي أعود إلى المنزل ِ |
وأرتاح في جنّةٍ بالخيالْ |
خيالٌ وأطيافه ما تزالْ |
خيالٌ مُحالْ .. |
فمُذ كان قابيل كان الدمُ |
شعاراً لإنسانها الأولِ |
وكان الدجى والردى يجثمُ |
على كلِّ مَن بالسنا يحلمُ |
ومُذ كانت الأرض كانت خرابْ |
وإنسانها كان منها إليها |
ترابٌ يُوارى عليه الترابْ |
وما زال يحيا عليها .. |
ضياع ٌ.. شقاءٌ .. عذابْ |
وأشباح تعدو وراء السرابْ |
مكبلةً بالقيود |
حقيقة هذا الوجود |
ستبدو لإنسانها المُتعَب ِ |
بموتٍ سيطويه في غيهب ِ |
ويكشفُ سرَّ الخلود |
خلودٌ سيفضح زيف الحياة |
ويُبدي حقيقتها العارية |
وأسطورة العنفوان الغبي |
*** |
تمرّ السنين شقاءً وآه |
وظلمٌ يُذلّ الجباه |
فها نحن بعضٌ لبعضٍ عبيد |
وبعضٌ لبعضٍ إله |
له الحمدُ في ما يريدْ |
وفي ما يراه.. |
ليعبث فينا زمانُ الحديدْ |
وتُطلق فينا يداه |
فما نحن إلا ركام الحياة |
وألعوبةً في أكفِّ الطغاة |
عبيدٌ .. ولسنا عبيدْ .. |
مضى العمر منّا شقاءً عذابْ |
ومات الشبابْ.. |
أكانت حراماً رياض الخيال؟ |
علينا إذ اهتزّ قلبٌ ومال |
إليها إلى عالم الذكريات |
ومهد الحياة.. |
أم اكتنفتنا ظلال الطغاة؟ |
فمات الجمال وعمّ الخراب |
ومات الشباب |
فيا للعذابْ.. |
إلهي دعوناك َ أن تستجيبْ |
وأنت القويُّ المجيب القريبْ |
فهلّا سحقت الوجود؟ |
وكُلَّ القيود.. |
وزلزلت أرضك بالظالمين |
وحكّمت فيهم سيوف القدر |
لتحيا سقر.. |
ولبّيتها صرخة الثائرين |
فأمطرتنا بالردى والدماء |
لتغسلَ أيامنا من ثمود |
فنحيا وتحيا العباد |
وتفنى ثمودٌ وعاد |
تبارك هذا المطر |
هو القدر المنتظر |