عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > حنينٌ لقرية "بيت أجنادٍ" ثم انطفاءُ الحنين

سورية

مشاهدة
294

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حنينٌ لقرية "بيت أجنادٍ" ثم انطفاءُ الحنين

دموعي لا تَكلُّ من المَسيلِ
على أجنادَ مثلَ مَسيلِ نيلِ
أحنُّ إلى اصطيافي عند خالي
أبي محمودَ توفيقِ الجليلِ
أكاد أُجَنُّ مِنْ حرمان نفسي
من الهضبات فاتنة العقولِ
غداً رُجْعاي للعهد الجميلِ
إلى عهد الترعرع في الحقولِ
إلى عهد الطفولة حيث كنّا
أنا وبَنوه نجري في المَسيلِ
وهم في صُحبتي ليلاً نهاراً
كصحبة كلِّ خيلٍ للصهيلِ
أحنُّ لبيتِ أجنادٍ كفاني
بعاداً عن تمتعيَ الأصيلِ
سما بهمو فؤادي واشتياقي
لمستوياتِ تقديس الرسولِ
فإن لم أغْشَها فوراً سأجني
على نفسي بهجراني الطويلِ..
***
ولكنْ حينَ عدتُ لبيتِ جُندٍ
صُدِمْتُ بوجهها الدّاجي القتولِ
فُجِعتُ بأنها صارتْ كغولِ
كأنّ السَّاكنين من المَغولِ
لقد مات الكبار وما تبقَّى
سوى الأحفاد، أو باغٍ دخيلِ
غزتْها وحشةٌ ووحوشُ غابٍ
وفيها وجهُ جيلٍ غيرِ جيلي
فما قالوا تفضلْ بالدُّخولِ
ولم أسعدْ بحاضرها الخذولِ
وكنت أريد أسأل عن رفاقي
ولكنْ لم أجد أحداً دليلي
تمنيتُ ابتسامتَهم بوجهي
ولكنْ عاملوني كالعذولِ
وكان يهمني فقطِ ابتسامٌ
يذكرني بماضيَّ الجميلِ
تمنيتُ ابتساماً عاطفياً
يُحِقُّ تخيّلي يَشفي فضولي
تمنيت ابتساماً ليس فيه
سوى روح البراءة لا الذحولِ
فهل من جائد لي بابتسامٍ
يُقَيَّمُ بالجواهر والعقولِ؟
أتيتُ الصبح أحسبها جناناً
وفور وُصولها كرِهتْ وصولي
وكنتُ مدَلَّها لأرى ثراها
ولكني هرعتُ إلى القفولِ
رجَعتُ إلى دمشقَ بدون رُجْعَى
لأجنادٍ، ومَجَّتْها ميولي
وأبقيتُ الصداقة لي خيالاً
يتيحُ ليَ البكاءَ على الطلولِ
رأيت تخيلاتي حطَّمتني
وزجِّتني بأنياب الكبولِ
سلكتُ الواقعية لي صراطاً
فما ناب البديلُ عن الأصولِ
أحبكِ من بعيد بيتَ جندٍ
فقربكِ عازفٌ لحنَ العويلِ
ولست بناكرِ الماضي الجليلِ
وفيتُ له بشُكراني الجزيلِ
زرِيتُ فقط بحاضركِ الخَذولِ
ونُحْتُ على الأصائل لا البديلِ
تُنَضِّرنا الطفولة بالأماني..
وتَحْقننا الكهولة بالذبولِ
ويرفعنا الأكارم للأعالي
ويَخْفِضنا البواخلُ للذيولِ
خالد مصباح مظلوم

مهداة إلى روح سيدي خالي الأعزّ الشيخ توفيق محمود آغا موسى (أبي محمود) وإلى أرواح أسرته الكرام البررة جعلهم الله وإيانا من أهالي الجنة. *** تقدمة: "بيتُ أجنادٍ": قريةٌ سورية على كتف بانياس الساحل، جاهدَ سكانُها الأشاوس من آل موسى ومن أهالي بانياس بضراوة ضد الاحتلال الفرنسيِّ الغاشم ، وعلى رأسهم جَدي الشيخ محمود آغا موسى وطردوها من قريتهم ومن قرية ضهر صفرا ومن بعض الجبال المجاورة الممتدة على الساحل.
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الثلاثاء 2019/12/03 04:51:37 مساءً
التعديل: الأربعاء 2019/12/04 01:14:00 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com