وَسَنٌ، وعَينُ الشّوقِ تَقرَعُ بابا | |
|
| لِتنالَ من صَمتِ الجِهاتِ جَوابا |
|
زَارَتْ هُدوءَ الجفنِ غَفوةُ عاشِقٍ | |
|
| والنّومُ أغلَقَ خَلفَهُ الأهدابا |
|
فاستَيقَظَتْ مُقَلُ الزّمانِ بِهَدأتي | |
|
| مُذْ كنتُ تَحتَ العابرينَ تُرابا |
|
بابٌ يَكادُ النّورُ يَكسِرُ ضِلْعَهُ | |
|
| لولا الحقيقةُ ما استَحالَ حِجابا |
|
واستأذَنَتْ عيني، دَخَلتُ ولم يَكُنْ | |
|
| خلفي سِوايَ، ورُبّما قد آبا |
|
نادى مُنادي الرّوحِ: هذا أحمَدٌ. | |
|
| فَذَرَفتُ من ألقِ الدّموعِ حَبابا |
|
خَجَلٌ سَعى بيني وبينَ جَلالِهِ | |
|
| حَقٌّ النّبيِّ بأنْ يكونَ مُهابا |
|
نورٌ وصمتٌ والمَلائكُ عُصبَةٌ | |
|
| حولَ الرّسولِ وما رأيتُ حِرابا |
|
يا سيّدي ... وانتابَ صوتي رِعْشَةٌ | |
|
| شَرَفٌ لِمثلِيَ أنْ ينالَ خِطابا |
|
ظَمَأٌ بِقيعَةِ أحرُفي يَغتالُني | |
|
| حَاشاكَ لمْ تَكُ للعِطاشِ سَرابا |
|
حينَ استَفاقَ الظِّلُّ في أعماقِنا | |
|
| بِهُداكَ جِئتَ مُؤلِّفاً ألبابا |
|
وأتيتَ من رَحِمِ الطّهارَةِ شُعلَةً | |
|
| فأصابَ نُورُكَ أبْطُحاً وهِضابا |
|
بِحِراءَ يَنسابُ الضّياءُ مِنَ المَدى | |
|
| إقرأ وما حَمَلَ الأمينُ كِتابا |
|
وَدَنَا وأحداقُ النّجومِ تلألأتْ | |
|
| لمّا تَدلّى لمْ تَكُنْ مُرتابا |
|
في ليلةِ الإسراءِ بَوْصَلَةُ الهُدى | |
|
| تَخْتالُ بينَ القِبْلَتَينِ شِهَابا |
|
يمضي البُراقُ، وللمَسافَةِ وَمْضَةٌ | |
|
| باسمِ الإلهِ لِتدرِكَ المِحرابا |
|
صَلّيتَ في الأقصى إمامَ مَحَبَّةٍ | |
|
| وَعَرَجْتَ ضوءًا مُتْبِعاً أسبابا |
|
مِن سِدْرَةِ النّورِ اغتَرَفتَ فَضائلاً | |
|
| وَرَجعتَ تَسقي الظّامئينَ شَرَابا |
|
وَزَرَعتَ في الأرضِ الصّلاةَ فأنبَتَتْ | |
|
| في العالمينَ مَآذِناً وقِبَابا |
|
مِن نارِ إبراهيمَ حتّى طَيرِهِ | |
|
| أوَّلْتَ كُنْهَ المُعجِزاتِ صَوابا |
|
بَدرانِ، ذاكَ انشَقَّ حينَ أمَرْتَهُ | |
|
| والغَزوةُ الكُبرى، وكُنتَ مُجابا |
|
أومَأتَ للتّاريخِ وَقْتَ شُرُودِهِ | |
|
| فَغَفَا الزَّمانُ بِمُقلتَيكَ وَذابا |
|
رَوَّيتَ من فَيضِ النّقاءِ نُفوسَنَا | |
|
| لِتصيرَ من بعدِ الأُجاجِ عِذابا |
|
بالحَقِّ وَضَّأتَ الوُجوهَ فأشرَقَتْ | |
|
| وأمَطْتَ عن وَجهِ النِّفاقِ نِقابا |
|
ذِكراكَ في الأيامِ ضوءٌ سابِحٌ | |
|
| يمضي يُجَرجِرُ خَلفَهُ الأحْقابا |
|
فامسَحْ على ضِرعِ الضمائر سيّدي | |
|
| ما غيرُ كَفِّكَ تُبرِئ الأوصابا |
|
وصَحوتُ من رُؤيايَ، قُربي لَهفَتي | |
|
| والذّكرياتُ بِمُهجتى تَتَصَابى |
|
صَلّى عليكَ اللهُ في مَلَكُوتِهِ | |
|
| ما خَاضَ عَبدٌ في الذُّنوبِ وَتَابا |
|
واستقبلَ الفَجرُ الظّلامَ بِنورِهِ | |
|
| أو لَذَّ نَومٌ للعيونِ وطابا |
|
عُذري إذا عَجِزَ البَيانُ بأحرفي | |
|
| أنَّ اشتياقيَ في القَصيدةِ شَابا |
|