أيا صاحِ مهْلاً قدْ غَوَتْكَ الوَقائِعُ | |
|
| وأخْنَتْ على حالِ الفِراقِ الطَّبائِعُ |
|
فما يسْتوي قلْبانِ: قلْبٌ مُفارِقٌ | |
|
| وقلْبٌ يَوَدُّ القُرْبَ لوْلا المَوانِعُ |
|
فإنْ كتَبَ الرَّحْمنُ بيْنَهُما الرِّضى | |
|
| فلا بدَّ أنْ يوْمُ اللِّقاءِ يُسارِعُ |
|
فمنْ يقتَربْ باعاً إليَّ فإنَّني | |
|
| سأقْرُبٌهُ باعَيْنِ والصَّدْرُ واسِعُ |
|
ومنْ ينْأَ عنّي كارِهاً فهْوَ خاسِرٌ | |
|
| وما انْقَطعَتْ بعْدَ الفِراقِ المَهايِعُ! |
|
فِراقانِ في هذي الحَياةِ: مُؤَقَّتٌ | |
|
| إلى أنْ تَلافاهُ القُلوبُ الرَّواجِعُ |
|
وآخَرُ لا لُقْيا لديْهِ مُؤَبَّدٌ | |
|
| تُسَبِّبُهُ ثَمَّ المَنِيَّةُ فاجِعُ |
|
لَنا الصَّبْرُ والسُّلْوانُ يا صاحِ فيهِما | |
|
| وليْسَ كَما قيلَ: العَزاءُ المَدامِعُ! |
|
فكمْ بكَتِ الخَنْساءُ صخْراً بلوْعَةٍ | |
|
| وكادَتْ لديْها أنْ تَذوبَ الأضالِعُ! |
|
فما أرْجَعَتْ صخْراً سُيولُ دموعِها | |
|
| وما خَمَدَتْ بيْنَ الضُّلوعِ المَواجِعُ |
|
ولكنَّها لمّا أٌنيرَ فؤادُها | |
|
| بإسْلامِها واسْتَعْذَبَتْهُ المَجامِعُ... |
|
وألْقَتْ بعهْدِ الجاهِلِيَّةِ خلْفَها | |
|
| وفي قلْبِها نورُ الهِدايَةِ ساطِعُ |
|
تَهَلَّلُ لاسْتِشْهادِ أبْنائِها رِضىً | |
|
| إذِ احْتَسَبَتْ أنْ همْ لديْها وَدائِعُ |
|
دعَتْ ربَّها حمْداً ليجْمَعَها بهِمْ | |
|
| بجَنّاتِهِ والقلْبُ للهِ خاضِعُ |
|