جاوز السحب والفضا فعلاها |
وتعالى الى السما وبِناها |
ذاق طعم العُلى فطاب فأرسى |
في علاها بناءه وادّعاها |
رافعاً رأسه الى الشمس حتى |
أقرضته من ضوئها فتباهى |
ورسا أُسّه على الأرض طوداً |
فأغار الدنيا شموخاً وتاها |
وتناءت أطرافه فتناهت |
مُعْلَماتٍ قِمّاتها فتناهى |
تنضح الماء وُطفه كل وادٍ |
فهو للأرض أرضها وسماها |
علم يسحر النواظر أنّى |
شاهدَته من أي صوب سباها |
هبةٌ في مهابة وجلالٍ |
وجمالٍ من ذي الجلال حواها |
فإذا جئته فيمّم عُلاه |
نحو قماته ويمّم قراها |
بطريق شقّ الجبال صعوداً |
نحو زُهر النجوم حتى رقاها |
فبدا مشرقاً بسود الليالي |
بمصابيحه وليس سناها |
فتراها بين النجوم نجوماً |
قلّدتها عقودها وازدهاها |
*** |
فإذا رمت للأعالي ارتقاءً |
فاجعل القصد روضة تغشاها |
بين تلك النجوم والشمس والبد |
ر وبين الرُبا ونفح شذاها |
عند سيحٍ زها وسفحٍ تباهى |
بـ(رياض السلطان) مذ أنشاها |
جنة فوق (خبّ محلب ) زانت |
فتدانت قطوفها وإتاها |
جنة العين والقلوب فقل في |
غاية الوصف سُرَّ من قد رآها |
*** |
فاسلك الشارع الممهّد واعرج |
لأعالي السما فثَمّ لواها |
وتخيّر سيّارةً تتحدى |
كلّ صعب المراس في مرقاها |
فتسنّم قيادها وتحكّم |
بعِنانات لُجْمِها وقواها |
واحمد الله ذا الفضائل واشكر |
مَن بأيدي عطائه قد بناها |
ذاك قابوس من بناها بعزم |
ذلّل الراسيات حتى اعتلاها |
*** |
قف بأعتاب ذلك الطود واسأل |
عن خفايا الطريق كي توقاها |
تجد الأمن شرطةً وجهازاً |
بقواها مجيبةً من دعاها |
وإذا شمت مركز الجيش فارفع |
هامة الفخر للذي قد حماها |
فهو من شقّها ليفتح باباً |
لبناءٍ ونهضة قد رعاها |
*** |
واسْمُ بـ(الشِيف) نحو أُولى المغاني |
عند يسراك من عُلا مغناها |
فهناك الزاكون قولاً وفعلاً |
(آل زكوان) أهلها في عُلاها |
*** |
ثم جُزها مواصلاً في صعودٍ |
أو نزولٍ أوهادها ورباها |
وترقّب سهم (المناخر) واحذر |
فهي تصلي الأحباب حرّ جواها |
فتيامن إذا بدا لك منها |
لوحة تغمز الغريب رؤاها |
واعبر الجسر فوق وادٍ خصيبٍ |
من جنان خضر وماءٍ رواها |
وتمتع فيها فاللدهر عين |
لا تُرى دائماً فقد لا تراها |
ثم صافح أقيالها (آل صلت) |
من ملوك (العتيك) في علياها |
طنّب الجود عندهم ثم غنّى |
بحكايا أجوادهم إذ حكاها |
دال ملك الجنان فيها إليهم |
بعدما باعها ( الرئيس ) بماها |
ثم جيرانَهم (بني توبةٍ) مَن |
تاب منها عدوها مذ بلاها |
*** |
وإذا ما دعاك من (يَمَنٍ حَيْـ |
ـلٌ) فمِلْ نحوها ولبِّ دُعاها |
فهناك (العُمور) من عمروها |
فغدت جنةً عليلاً هواها |
*** |
وتنبّه (لقلعة العقر) إما |
تصل (العقر) وافتكر في بِناها |
كيف شاد الأجداد حصناً حصيناً |
صدّ عنها عدوها فحماها |
بأيادي سكانها من (عمور) |
و(بني توبةٍ) أسود شراها |
*** |
وتدارك في (القِشع) خفقة قلب |
أنهكته عيونها وعناها |
إذ رعته من (آل زكوان) عينٌ |
بفواغي ورودها ورَواها |
*** |
ثم هبني سلوتُ صبح (سَلوتٍ) |
كيف أنسى (الصبيحي) من سُكناها |
*** |
وتساءلت عن (مصيرة) أنّى |
بان عنها (رواجحٌ) أبناها |
ما تخلّت لما تخلّوا وأبقت |
إسمها راجحاً بمن أسماها |
وأتاحت (لآل زكوان) منها |
إذ أناخوا بقربها مغناها |
*** |
وإذا ما رأيت في الأفق عيناً |
فهي (العين) فاكتحل برؤاها |
بجنان معلقات تدلت |
من عَنان السما بينع جناها |
وبيوت كأنها سابحات |
فوق سحب وضاءة في سماها |
فترى النور من خزائن كُتب |
حفظ الوقف علمها وبهاها |
منذ عهد الإمام من (قيّدالأر |
ض) بقيد العلوم أو أحياها |
تلك وقف من (الرياميّ) شيـ |
ـخ العلم والله بعده أبقاها |
وأتى بعده (أبو زيد) منها |
علماً عالماً فأعلى لواها |
قرية تنجب الكبار لتبقى |
بهمُ الشمسَ وحدها لا تُباهى |
فبنوها (بنو مفرّج) نسلٌ |
من (ريام) قد أقسموا بولاها |
و(العمور) الأُلى ببيت وحيدٍ |
شاركوهم في حبها وبِناها |
*** |
وتمهل متى (الشُريْجة) بانت |
لك منها معالم في عُلاها |
فهي تزهو بعالم من (خروص) |
لم يزل بيته بأعلا رُباها |
(جاعدٌ) إنه (لشيخ رئيس) |
باركتها أنواره مذ رعاها |
كالثريا جنانها قد تدانت |
بجناها وحَليها وحُلاها |
و(بنو راشد) عليها نجوم |
من (ريامٍ) لألاءة بسناها |
وتجلّي انوار (أولاد ثاني) |
فهمُ من (هناءةٍ) أعلاها |
*** |
ثم جُزها وسُق إلى (سيق) وانزل |
عند (بيت الإمام) في مغناها |
بيت مجد وسؤدد شاد (قيدُ الْأ |
رض) بنيانه فأمست تباهى |
وأتى بعده الأئمة فيه |
فتعالى بهم مكاناً وتاها |
وأتى (زاهر الفهود) بعلمٍ |
علماً إنه الكبير فتاها |
و(سعيد الصقور) من طار حتى |
حطّ في (القابل) العزيز فِناها |
ثم أجرى بها بجهد وجدّ |
فلجاً ماؤه (بعزّ) تماهى |
فاحفظي عهدك القديم وقومي |
جدّديه فإنه ما تناهى |
أنت يا(سيق) دُرّة فوق تاج (الـ |
ـجبل الأخضر) العزيز عُلاها |
أنت رمز العُلا و(عاصمة) دا |
نت بعزّ قراه طول مداها |
فسلام عليك مادمت تترى |
بركات منهلّة من سماها |
وعلى أهلك الأُلى بك جاسوا |
ثم داسوا الديار بذلاً وجاها |
بـ(صقور) جوارح و(فهود) |
أو (دغاريّها) علوا بلِواها |
بـ(بني توبة) و(آل فلاح) |
أو (بني نبهان) أثرى ثراها |
*** |
وتطلّع من بعدُ للغرب وانظر |
جنّة ظلها كبرد هواها |
شقها ضفتين (وادي حبيب |
لبنيه) فيا لمن قد بناها |
هجروها مساكناً ورعوْها |
زرع حرثٍ ثمارها مَحْلاها |
قد تهاوت أطلالها من بيوت |
خاويات من أهلها وقواها |
وتراءت مساجد قد علتها |
مسحة الحزن فاستمع شكواها |
غادروها بوارف الظل تدعو |
وتساموا عنها بسيحٍ عَلاها |
هذه سنّة الحضارة تبني |
لبنيها وما عداه عداها |
من (بني توبة) بها أو(فهود) |
أو(شُريقيّين) من أبناها |
أوَ لم يكفهم أجابة دعواهم |
بسقياً بحينها مذ دعاها |
فـ(الإمام الرضا الخليليّ) أبدى |
من كراماتهم لهم فرعاها |
*** |
وإذا رمت للأعالي صعوداً |
نحو (حيْلٍ لمُسبِتٍ) أو سواها |
فادلف الباب من (شُنوت) ففيها |
(العِتْم) و(الدار) جارتا مجراها |
ثم منها إلى (الغُليّل) حيث العلـ |
ـم أرسى صروحه في رباها |
لتُربّى الأجيال فيها وتُنشا |
إنما العلم ماؤها وهواها |
ولْتواصل إلى (العُليْعِلينة) و(الرهـ |
ـضيْن) واسعد بها وحسن لقاها |
وتفقّد (دعن البسيتين) فوق الأخـ |
ـدود إذ أشرفتْ به من عُلاها |
وتطلّع منها إلى (حيل حَدب) |
و(صفَيْ) و(الكهوف) ما أصفاها |
ثم (للشرجة فالمعقل فالفرع فالقا |
شع ) حيث المدى هناك تناهى |
تلك أفيا (بني عويمر) زانت |
بهمُ دورها وزان غناها |
*** |
ثم ميلوا إلى مغاني (الشُريـ |
ـقيّين) أهل الحمى وأهل وفاها |
فاعبروا في الهوا إلى عالم (السو |
جرة) التي قد هوى مهواها |
وقفوا بـ(الخرار) ذوقوا لذيذ الطعـ |
ـم رمانها لطيب ثراها |
ثم (حيل الديار فالمحيبس فالرو |
س) فأدنى (مصيرة) أدناها |
*** |
ولأصحابنا (الجواميد) جند |
وطّنوا وعرها بخير قراها |
فـ(الحُليلات) حلّ فيها بنوها |
مثل (دعن الحمرا) فعزّ بناها |
وترى (عقبة البيوت) تناءت |
وتراءت ( مصيرة) في حلاها |
فتبادر بـ(عقبة الظفر) واظفر |
ببطولاتها وعزم مَضاها |
*** |
هذه هذه المغاني فغنِّ |
بترانيم عازف أشجاها |
واصطبح بالندى بها لؤلؤياً |
طرّز الغصن وشيه بسناها |
وبصوت الشياه والضأن ترعى |
وصفير الراعي إذا ما دعاها |
وغناء الحطّاب بين الروابي |
رددته الفجاج فهو صداها |
وتنسّم برد النسائم منها |
بسهول خضر بسفح رباها |
تجد ( العِلعلان) فيها نضيراً |
زاكياً ريحه وقد زكّاها |
من ألوف من السنين تقضّت |
وقف (العلعلان) يحصي خُطاها |
شامخاً يكتب الملاحم عنه |
وعن (العُتْم) سارداً أنباها |
وعن (البُوت) أو عن (النُمت) زانت |
بحُبياتها وينع جناها |
أو عن (الشحس) عاطراً يتثنى |
مع مر النسيم في مسراها |
وتمعّن في كل نبت ترَ (الجَعْـ |
ـدة) لاذت بصمّ صخر حماها |
تشهد السوح والفيافي عليها |
ناطقاتٍ أحجارها وثراها |
فاسألوا الشمس ثَمّ والبدر عنها |
ونجوم السما فكلٌّ رآها |
إنها قصة الطبيعة بثّ |
الله فيها حياتها بحياها |
فهو سبحانه يُميت ويُحيي |
ليُري الخلق كيف قد أحياها |
*** |
سرّح الطرف في المزارع وانظر |
عجباً في نظامها وغناها |
بين وادٍ من ضفتيه تدانت |
بجناها أشجاره قد حناها |
أو سفوح تدرّجت ناضرات |
ناظرات لسقيها ورواها |
أو جنان تعلقت في جروف |
بين وادٍ هوى وبين سماها |
هذه كلها بساتين بُثّت |
بين وديانها وفوق رباها |
تنتج الزرع والفواكه ينعاً |
بارك الله فضلها ونداها |
مثل (رمّانها) الذي من جنان الـ |
ـخلد أو (جوزها) الذي من جزاها |
وترى (خوخها ومشمشها) |
كالأنجم الزُهر أو كشهب فضاها |
أو تدلت من ( الكروم) عنا |
قيد تدانت بجنيها وعطاها |
هذه كانت الفواكه منها |
ثم زادت بجلبها واجتباها |
فنرى (الخوخ) منه أصناف شتى |
وكذا (المشمش) الذي قد أتاها |
ونرى (اللوز) مثمراً يتحنى |
وكذاك (البرقوق) باللون باهى |
وصنوف (الإجاص) طعماً ولوناً |
وكذا (التوت) كالجواهر تاها |
ثم إن (التفاح) فاح شذاه |
بينما (التين) زاهياً يتلاهى |
و لـ(تين الأشواك) ألوانه الزُهـ |
ـر وأشواكه فحاذر أذاها |
*** |
وأتت نبتة أتى الذكر نصاً |
واصفاً فضلها به فاصطفاها |
قال زيتونة مباركة كاد يضي |
زيتها بنور صفاها |
جلبت للبلاد تعصر زيتاً |
ذهبياً مباركاً بغناها |
*** |
أيها الورد يا جميل المحيّا |
في سفوح من لونه قد حباها |
يا جزيل الهبات ماءً وعطراً |
دُم سخيّاً بنشرها وشذاها |
أنت بين الأحباب همسة شوق |
وغرام بلونه أصلاها |
أنت واو الوصال والحب والعشـ |
ـق ولون الهوى وأنت دواها |
قد ملأت الجنان لوناً بهيّاً |
مثلما تمنح القلوب هواها |
فابقَ للأخضر العليّ بهاه |
وسناه وللجنان حياها |
*** |
وتجوّل في (سيح قطنة) واعجب |
كيف تبني العقول صرح عُلاها |
كيف حالَ اليبابُ أسباب عيش |
جعل الصخر جنةً فجلاها |
بأيادٍ تبني بعزم وحزم |
فتّتت صخرها بصلد قواها |
فترى الطائرات حامت وحطت |
دارجات عليه حتى احتواها |
وترى الطرق فيه مُدت وبُثّت |
من أقاصي القرى إلى أقصاها |
وأقيمت مدارس فأقامت |
صُرُح النور فاهتُدي بهداها |
وتعالت مآذن شامخات |
رافعات لله صوت نداها |
وأديرت دور العلاج بأيدٍ |
ماهرات رحيمة في دواها |
نشرت جهدها بكل مكان |
فجنت صحة بكل قراها |
ولمن جاء زائراً أو مقيماً |
نُزُل تحتفي به في فناها |
وزهت سوقها بكل جديد |
ومفيد لكل من يغشاها |
واستجدّت مجالس فارهات |
ضمت القوم باتساع بناها |
ومبان أخرى مكاتب شيدت |
تخدم الناس أعيناً ترعاها |
ساهرات من الحكومة تحيـ |
ـي ليلها والنهار في أرجاها |
بأيادٍ مُدت تمدّ أُولي الحا |
جات أنّى تعددت في رجاها |
وعماد الحياة من كهرباء |
ومياه وهاتف أو سِواها |
هذه كلها عطايا زعيم |
أغدق الفضل كفه فكفاها |
هو سلطاننا على السلم أعلا |
حكمه راسخاً بما أرساها |
رجل السلم والسلام فأنّى |
قامت الحرب شعلة أطفاها |
ذاك (قابوس) رمز كل سخاء |
ورخاء ونعمة أولاها |
فجّر الله من يديه عيوناً |
فجَرت أنهراً فطاب جناها |
فله الحب والولا ما حيينا |
وله الأجر جنة يحياها |
وله العمر طائلاً بالعوافي |
صاحبته بصحة فارتضاها |
وسلام على النبي عظيم |
وصلاة عظمى ينور سناها |
كلما سبّح الخلائق باسـ |
ـم الله والله سامع نجواها |
وعلى آله الأُلى حفظوه |
ثم أحيوْه سُنّةً أحياها |
وعلى صحبه الذين قفوْه |
خطوةً خطوةً كما قد خطاها |