سُلِلْتَ من قَمَرٍ رَقّتْ مفاتِنهُ | |
|
| والثّغرُ ينْقُطُ من لُقْيانِهِ الشَّهْدُ |
|
غَزا المَشيبُ وُلوعَ الصَّبرِ في كبدي | |
|
| فأزْمَعَ الهجْرَ عمّنْ دأبُهُ العِنْدُ |
|
فأوجُ سَعْدهِ لو أُسْقى بماءِ شَجى | |
|
| فَيُوْهِنُ القلبَ تَجريحًا وَيَشْتَدُّ |
|
لو تنْثُرُ الشّمسُ فَوْضى الدِّفءِ في كَبدي | |
|
| فالليلُ يَكنُزُ في ميلادِهِ البَرْدُ |
|
هاتِ الحنينَ لِوعدٍ غار في لُجَجٍ | |
|
| فَموْقِدُ العِشْقِ يُذكي نارَهُ الفَقْدُ |
|
تَنْسَلُّ من لُمَعِ الأشواقِ بارقةٌ | |
|
| حَيِيَّةٌ بِنديمِ المِسْكِ تَعتَدُّ |
|
واعتادَني الخزنُ فالأشواقُ إنْ صَفَحَتْ | |
|
| إثْمَ الشِّفاهِ فلا ذمٌّ ولا حَمْدُ |
|
فَيا خَضيرَ القوافي تَحْتَفي بِدَمي | |
|
| دمعًا مُراقًا إلى كفَّيْكَ يَرتَدُّ |
|
يَضوعُ عِطْرُكَ في ثَوْبي فأفْطُمهُ | |
|
| عنْ وردةِ الخدِّ آهٍ منكَ يا خدُّ |
|
كلُّ المصابيحِ في لُقياكَ مُظْلِمَةٌ | |
|
| يُنْدي الوِصالَ بأرْداءِ الهوى الصّدُّ |
|
وفي حَنينٍ لِأَوْطانٍ على جَسَدي | |
|
| شِيدَتْ وهُدَّتْ يُجافي قدَّها القَدُّ |
|
لمْ أنْسَهُ! قَسَمًا بالرّوحِ لو نَطَقَتْ | |
|
| فحينَ أَشْهَرَ وعْدًا أطْرَقَ العَهْدُ |
|
فارْحَمْ أَنيني فليْسَ الحبُّ في قَلمٍ | |
|
| ولا القصيدُ لَعِشقٍ في الهوى جُنْدُ! |
|
ذَرائعُ الشّوقِ ملَّتْ نَزفَ أوْرِدةٍ | |
|
| واللهُ يَعْلَمُ لوْ أضْنَيْتَ ما القَصْدُ! |
|