قَدر الصَحافة قَدرَها فَسَما بِهِ |
وَحَبا إِلى المرآة يا مَرحى بِهِ |
أَهلاً بِجبار الجُهود يَطل مَن |
غَرف السَماء مُلوّحاً بِكتابه |
يَستَنزل الإِلهام مِن لَدن الَّذي |
بَرأ العصاميين مِن أَعتابه |
أَكبَرت فيكَ النبل غَير مَوارب |
أَبَداً وَكُنت أَخَذَت مِن أَسبابه |
قَدرت فيكَ سَعي القَوي يَمو |
ج بِالدُنيا وَيَأخذها لدرك طلابه |
يَرفض موار اليَراع بِكفه |
وَيَفيض زخار النُهى بِرحابه |
قلم كَصَعدة ذي يَد فَياضة |
بِالرُمح أَفعَل مِن شَبا قرضابه |
أَفضى إِلى المرآة أَو أَفضَت بِهِ |
للمكبرين عَلاه مِن أَترابه |
أَدب تَفجر في حَواشي نَفسه |
يَجتّر مَن آذيه وَعبابه |
يا ممتري أَدب الحَياة وَمُجتَلي |
صُور الشَباب اليَوم في أَقطابه |
وَطئ الخُمول النابِهين وَهدمت |
ذكرى يدثرها البَلى بِحجابه |
فتقص ناظرتيك وَاِستنفرهم |
مِن ضجعة المَنسي بَينَ قِبابه |
وَاِستَنجَدَ الأَدَب الرَفيع وَعَذبه |
عَوذت مِن ذام الخُمول وَعابه |
قُل للشَباب وَحيِّ فيهِ نَشاطه |
الأَدَبي وَاِستَنهض قِوى كِتابه |
مِن كُل مُزدَهر اليَراع مُثَقَف |
نامي المدارك عَبقَري نابه |
صُونوا مِن العَبث القَريض وَحطموا |
مهرافة الأَقلام بَينَ رِحابه |
وَأنصح إِلى بَعض الشَباب وَقُل لَهُم |
عَني وَبَينَهُم كَثير مَشابه |
لَكن وَددت لَو أَن بَعض مَعارف |
شَيدت فَقامَ بِها عَلى أَشرئبابه |
وَلَكُم جَدير أَن تَعود مَعالم الفُص |
حى لِغائلة الرَدى وَخَرابه |
فَتَعَلموا سحر البَيان يَلن لَكُم |
ما اِعتاصَ مِن رتج القَريض وَبابه |
وَتَرسموا آثار مُدرجة الهُدى |
وَالعلم في أَدَب وَفي أَضرابه |
في الشَرق تَنطلق القَرائح فَجة |
وَالشَرق مُنقَلب عَلى أَعقابه |
وَتَظَل تَهرف بِالقَريض وَما بِها |
سمة الأَديب الحَر في أَصحابه |
ملئ الثَرى أَدَباً فَما مِن ناشء |
في الأَرض لَم يَسجد عَلى مِحرابه |
غَزَت الصَبابة كُل قَلب فَاِعتَلى |
فِنَن القَريض وَصاحَ بَينَ هِضابه |
كُل تَفرعه الهَوى وَأَصابه |
سَهم العُيون النَجل مِن أَحبابه |
لا تَعبثوا بِقداسة الآداب أَو |
لا تسخَروا بِالشَرق في آدابه |
وَالشَرق مَفخرة القُرون وَقَد مَضَت |
حقب تُلاحق في ذَرى أَحقابه |
يُفصحنَ عَن مَجد القَديم وَخَصبه |
وَبَينَ عَن ثَمر النُهى وَلبابه |
في ذمة الفُصحى وَفي أَبنائِها |
ارث العُروبة عائِذاً مِما بِهِ |