إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الألوان |
جاء لها في الورقة أنّ الشاعر مسكون بالريحان |
وسرّ الألوان |
وجمّع في الأبيات حنين اللوحات |
وجمّع ما يقدر من صمت وضجيج يملؤه |
جمّع من بيدره القمح |
وجمّع برقوق الروح |
وقال لها من أنت إذن |
أيتها السيدة الذاهبة بعيدا في أفق الوحدة والصحراء |
بساتيني مشرعة الأسوار |
وحرّاسي يغفون |
ولا قاطف إلاّ الريح |
ولا ملكوت لنقشي من أنت؟ |
لماذا يبحر صوب ديارك هذا الشاعر أبدا |
دون وصول |
ولماذا يمنع من فاكهة الأرض نشيدا ودخول |
*** |
ولماذا تكذبه الألوان لماذا تكذبه الأوراق |
وتنكره الأشعار وتنكره السيدة الشفقيّة |
دون سؤال أو هم تبعثه غربة هذا المخلوق |
ولون يديه المائل للصفرة والموت |
فلا تشرق يوما وتزور حرائقه الليلية |
وسط خرائب الموجودات الأولى |
وبنفسجة الحسرة |
أيّ ندى يتشوّق أيّ جدائل |
ولماذا الأشعار تضيع |
لماذا يذبل هذا الورق الساقط من أشجار القلب |
وتنفيه الريح بعيدا عن ساحة غرفتها |
لا يعرف أين يقرّ |
ولا يعرف أين يفرّ |
ولا كيف يهيء شعر النسيان |
ولماذا تتكسّر فيه الأغصان؟ |
*** |
بردت قهوته الآن |
ورماد سجائره صار إلى النسيان |
والوقت مضى .. |
سيغيب إذن في صمت الشارع |
أو خلف الكثبان |
قال لها سيدتي |
ستظلّ عيونك أغنيتي |
وتظلّ الألوان |
أجمل ما تمنحه الروح |
وأكمل ما تبدعه الشفتان |
وتظلّين معي وعدا |
وبقايا من حلم كان |
لا أعرف إن كنّا سنرى اليوم الآتي |
أو أنّا في بعض الأحيان |
نتقابل |
أو أني أشرب قهوتك الطيبة |
وألمح في عينيك الأشجان |
لا أعرف سيدتي |
يا قبرّتي الضائعة بعيدا |
في صمت شوارع عمّان .. |
غزالة كنعان |
جاءته الحرب وكان يوّدعها |
جاءته الحرب وكان على شرفتها |
جاءته الحرب وكان يخبيء في جنبيه |
نرجستين ولا يحكي |
جاءته الحرب وما كان لديه |
إلا دمه ويداها |
والقيد |
جاءته الحرب |
جاءته بيروت |
جاء صراخ الله وكان يهيء قدّاسا |
وتراتيل تليق بيوم عابر |
كان يجانس بين أصابعها الناحلة |
وبين الأغصان |
بين جدائلها وسنابل مقصوفة |
ويرى الطوفان |
جاءته الحرب وكانيودّعها |
كان على باب حديقتها |
منطفئا وترصّعه الفضّة |
كان خريفا من ورق وذبول |
كان على باب حديقتها يهوي |
كإناء فخاريّ |
ليس له في الأرض سرير |
ليس له مائدة أو مقهى |
أو أسبوع من فرح أو قمح |
أغلق باب حديقتها ومشى دون وداع |
وتلّفت نحو ستائر بيضاء |
ستائر واضحة كالدمع |
وأفق تتشابك فيه الأشياء |
كان المغرب مرتبكا وخجولا |
أضيق من حفرة |
كان بلا إيقاع |
أغلق دفترها واستقبل يوما عاديا |
واستقبل أخبارا أخرى |
وجرائد أخرى |
جاءت صبرا |
جاءت أيام دراسته في الجامعة هناك |
وجاء البحر |
جاءت غرفته المتواضعة فما الأمر! |
جاء اللحم البشريّ رصاصّيا |
جاء الأفق رماديّا |
جاءته غزالة كنعان وماتت بين يديه |
جاءته الكنعانيات وحيدات |
إلاّ من أطفال الكنعانيين |
جاءته البريّة |
جاءته عصافير الأرض من الشيّاح |
جاءته النافذة الأولى |
ورأى شمل العائلة |
راى المفتاح |
ورأى .. |
*** |
ماذا بعد؟ |
ماذا بعد؟ |
جاءته الحرب وما كان لديه |
إلاّ دمه ويداها |
والرّد |
دم الزنبقة |
للأغاني طقوس المحبّين |
للنهر أسراره والبراري ولي |
هذه الفسحة الضّيقة |
ودم الزنبقة |
ولي الآن هذا الفلك |
أن أدور وحيدا وأصرخ في غرفة مغلقة |
هذه الأرض سيّدتي محرقة |
والبلاد التي زرتها في الضحى |
لم تعد في البلاد |
دخلت قميص السواد |
للأغاني طقوس المحبّين لي أن أغنّي الضنك |
خبزنا مشترك |
يومنا مشترك |
أيها القلب يا سيّدي يا أنيس التعب |
يا كروما من اللوز يا وطنا |
من حقول القصب |
ما الذي يسكن الآن فيك وكيف أسمّي اللهب! |
والجنون الذي يملأ الحلقة |
هذه الأرض سيّدتي محرقة |
يا سفينة يا بحر لا أسأل الآن |
لا أحتمي بملاذ |
لم يعد في ظلال المساءات من مطر |
لم تعد يا مساء الرذاذ |
لم تعد زنبقة |