إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يناسبها وهي تهرب منّي |
يناسبها أن أغنّي |
وأن أجمع الروح أجمع هذي الشظايا |
وما يتناثر من خفقان الجوارح |
لا أحتسي في صباح الخميس سوى |
صوتها |
من بعيد يجيء |
ومن مقعد من أمامي يجيء |
فما بيننا غير طاولة غير نادله |
غير كوبين |
غير خريف ومنفى |
وغير رصيف التعب! |
لماذا تصير الأغاني حطب! |
يناسبها وهي تهرب منّي |
يناسبها أن أغنّي |
وترشقني بالرماح أشورية |
كيف تهطل برّاقة في سحاب يديها |
وتأتي الفراشات تأتي إليها |
تحوم وتهوي |
وحزني يأوي .. إليّ .. |
ويومي ليس يضيء |
ومن آخر الأرض من بيتها |
في أقاصي الجبل |
يطلّ إذن وجهها ويجيء: |
بريد الليالي الوحيدة لا أصدقاء |
ولا ضوء مقهى |
بريد الهديل |
بريد الصحارى التي صاحبتني |
فما مسحت بالمناديل حزني |
ولا تركتني |
أعالج هذا الرحيل |
بريد الكتاب الذي لا أصل |
فيا أيّها الغامض المشتعل |
ويا أيّها السرّ |
يا أيّها المستقر الذي لا يقّر |
الذي لوّن الأفق بالفضة البابليّة |
والأقحوان الغريب |
وأعطى شفافية الكائنات |
وأعطى يدي صمتها المتكّبر أعطى |
البدايات |
أعطى المساءات أعطى الوشاح |
وأعطى الرياح |
ممراتها باتجاه قلوعي |
أعطني لحظة لأعدّ ضلوعي |
ومن بعد يا سيدي الغامض المشتعل |
أعني أعطني جمرة |
وأعط عمري نايا |
يناسبها وهي تهرب منّي |
يناسبها أن أغنّي |
وأن أجمع الروح أجمع هذي الشظايا |
أنا النهر والنهر ثوبي ولا ثوب لي |
أنا الحجل المرتحل |