إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وَمَاذَا إِنْ أَلَحَّ اللَّيْلُ يَشْرَبُ كَأْسَ قَهْوَتِهِ |
صَبَاحًا، ثُمَّ يَجْلِسُ قُرْبَ نَافِذَتِي |
وَيَسْأَلُنِي: |
مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ تَعُودُنِي..؟ |
وَمَتَى تُعِيدُ الْوَقْتَ لِلزَّمَنِ الَّذِي يَنْسَاكَ…؟ |
°°° |
وَمَاذَا لَوْ يَدٌ سَكَبَتْ |
بَقَايَا الْحُلْمِ فِي كَأْسِي |
لِأَشْرَبَ مِنْ يَدِي نَخْبَ انْفِرَادِي |
هَكَذَا أَصْبَحْتُ حَلَّاجَ الْمَرَايَا |
أَلْمَحُ الْأَشْيَاءَ تُصْلَبُ فَوْقَ رَأْسِي |
لَيْسَ يَعْنِينِي اعْتِرَافُكَ إِنْ |
يَدٌ سَكَبَتْ حَنِينَكَ فِي يَدِي.. |
°°° |
تُحَاصِرُنِي بِدَمْعَتِهَا |
كَأَنِّي نَاقِفٌ لَا يُحْسِنُ الْإِصْغَاءَ |
هَذَا اللَّيْلُ لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ |
أَوْ فَقُلْ: إِنِّي بِهَا ثَمِلٌ .. |
عَرَفْتُ بِهَا انْكِسَارِي حِينَ خُضْتُ حُرُوبَ أَحْلَامِي |
وَلَمْ أَفْتَحْ بِهَا قُبَلًا |
وَإِنْ أَعْيَتْنِيَ الْقُبَلُ... |
أَيَا وَجَعَ الْمَرَايَا |
يَا أَتُونَ النَّارِ فِي صَهَدِ الْهَجِيرِ |
يَدَاكِ لَوْ مَرَّتْ عَلَى جَسَدِي |
أَكَانَ لِهَذِهِ الْحُمَّى يَدٌ تَغْتَالُ |
أَوْ وَأْدٌ خَفِيٌّ لِلْمَرَايَا ... |
°°° |
كُنْتِ أَسْئِلَةً تُحَاصِرُنِي |
ضَبَابًا يَنْتَقِينِي بَعْدَ خَوْفٍ |
لَمْ أَعُدْ أَحْتَاجُ ظِلًّا.. كَانَ لِي ظِلٌّ |
وَكُنْتُ كَمَا أَنَا لَيْلًا |
وَأَسْئِلَةً وَكَأْسًا غَارِقًا فِي صَمْتِهِ |
وَأَتُوهُ عَنْكِ.. أَتُوهُ عَنْ نَخْلِي وَرُمَّانِي |
تُحَاصِرُنِي كَأَيِّ سَحَابَةٍ لَا مَاءَ فِيهَا |
تَسْتَفِزُّ هُدُوءَ أَعْصَابِي |
وَتُلْقِينِي عَلَى حَجَرٍ هُنَاكَ .. |
سَأَلْتَقِي الرِّيحَ الَّتِي حَمَلَتْ حَقَائِبَهَا صَبَاحَئِذٍ |
سَأَرْسُمُ وَجْهَهَا فِي مَرْمَرِ الْحُلْمِ الْقَصِيِّ |
فَقَدْ أَرَاكِ وَلَا أَرَى شَيْئًا.. |
°°° |
لِتَطْفُو الْكَأْسُ فِي جَسَدِي طَرِيقٌ وَاحِدٌ |
أَنْ أُشْغِلَ الْمَعْنَى بِبَعْضِ اللَّفْظِ |
ثُمَّ أَسْكُبَ مَا تَبَقَّى مِنْ مَجَازَاتٍ |
عَلَى صَدْرِ اللَّيَالِي .. |
هَكَذَا صِرْتُ الْجَدِيرَ بِكُلِّ هَرْطَقَةٍ. |
تَطُوفُ الْكَأْسُ حَوْلِي |
وَالَّتِي كَالرِّيحِ تَجْلِسُ قُرْبَ مَائِدَتِي |
وَأَسْأَلُهَا عَنِ الرِّيحِ الَّتِي ضَحِكَتْ |
وَأَسْأَلُهَا: |
مَتَى يَأْتِي الرَّبِيعُ وَتَكْبُرُ الْأَشْجَارُ ثَانِيَةً ..؟ |
°°° |
تَأَمَّلْ جَيِّدًا .. |
فِي شَارِعِ الْأَحْزَانِ لَا يَبْقَى لِأَيِّ حِكَايَةٍ أَثَرٌ .. |
يَجِفُّ الدَّمْعُ قَبْلَ الْوَقْتِ |
فَالْإِسْفَلْتُ يَشْهَدُ أَنَّهَا مَرَّتْ |
سَرِيعًا مِثْلَ أَيِّ سَحَابَةٍ أَوْ قُلْ: |
كَأَيِّ رَصَاصَةٍ عَمْيَاءَ طَائِشَةٍ... |
أَيَكْفِي مَا تُخَبِّئُهُ |
لَكَ الْمِرْآةُ مِنْ وَجْهٍ غَرِيبٍ |
كُلَّمَا أَبْصَرْتَهُ قُلْتَ: الصَّبَاحُ هُنَا غَرِيبٌ. |
هَذَهِ الْمِرْآةُ تَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ لِلْهُرُوبِ.. وَلَا مَفَرُّ |
حَوَاجِزُ الْمَعْنَى تُقِيمُ هُنَا مَتَارِسَهَا |
فَلَنْ يَمْضِي سِوَى الْحَرْفِ الْمُدَجَّجِ بِالْعِبَارَاتِ الرَّشِيقَةِ |
يَا يَدِي ... لَوْ تَمْكُثِينَ كَمَا أَنَا |
لَوْ تُمْسِكِينَ بِمَا مَضَى مِنْ وَقْتِكِ الْمُنْسَلِّ بَيْنَ مَدَاخِلِ الْكَلِمَاتِ |
لَوْ تَرْضَيْنَ بِي.. |
أَوْ تَحْلُمِينَ بِجَوْلَةٍ فِي دَاخِلِ النَّصِّ الْجَرِيءِ |
فَقَدْ أَرَاكِ .. وَلَا أَرَى شَيْئًا.. |
°°° |