إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مرَّ من بابِ غرفَتِها شَاعرٌ عاطلٌ |
وهو يَتلُو الذي بانَ من سِحرِها |
مِلءَ سَمعِ المدى، |
راسماً بالبنفسجِ صورتَها، في سطورِ القَصِيدةِ |
حتى نَمَتْ فَوقَ أهدابِها وَردَةٌ وردتانِ |
وحلمٌ بأجنحةٍ من حنينٍ ومن لهفةٍ وانتظارٍ |
سيأتي غداً! |
غير أنَّ الذي جاءَ |
كان اسمَهَا فِي الجَرِيدَة.. |
مَرَّ مِن بَابِ غُرفَتِها سَارِدٌ |
فارداً عُنقَ هاجسِهِ |
بالتَّأمُلِ في شَرَكِ الحبكةِ المرعبة. |
مرَّ ثانيةً وتفرَّسَ في البَابِ مُبتَسِمَاً |
كادَ يُوقِعُها في شباكِ الحكايةِ |
أو ربما ... |
كادَ لكن تثاءَبَت الحلوةُ المتعبة.. |
كان مرتبكاً حينها |
فغفا مثل نصٍّ قديمٍ على ورقِ المكتَبة.. |
مَرَّ مِن بَابِ غُرفَتِهَا |
عَاشِقٌ يتخبَّطُ |
في كفِّهِ غيمةٌ وربيعٌ وحبٌ فرات.. |
خانَها الصبرُ |
وانحطمت في مدارِ اشتهاءاتِها |
ناطحاتُ الثباتِ |
لِأنَّ بِداخِلِهَا غَابَةً جفَّ أجملُها |
والصحارى تَهُمُّ بها من جميعِ الجهات.. |
مَرَّ مِن بَابِ غُرفَتِهَا |
تَاجرٌ للحرير.. |
فاستَعَارت دَواليبَ جِيرَانِهَا |
لتُخبِّئَ حَاجَتَهَا |
فَتَحَلَّقَ مِن فَوقِهَا مَوكِبٌ للعبير.. |
ااااه لكنَّهُ لا يُفكِّرُ بالحبِّ |
إنَّ الحياةَ بعينيهِ مالٌ |
وجاريةٌ في السرير.. |
حينَ تشبعُ كأساتُهُ من نبيذِ مفاتنِها |
سوفَ يلقي بها في السعير.. |
مَرَّ مِن بَابِ غُرفَتِهَا فَارِسٌ |
بِجَوادٍ كَسيحٍ وقلبٍ جريح.. |
وتُدركُ أنَّ ابتسامتَها |
طِبُّ هذا الهِرَقل الذبيح.. |
ذَرَفَت كلَّ أدمُعِها حسرةً |
وهي تَذكُرُ عَنترةً |
فَتَدَاعَت نوافِذُهَا مِن غُبارٍ ورِيح.. |
مَرَّ مِن بابِ غُرفَتِهَا |
عَسكَرِيٌّ نَيَاشِينُهُ تَحجُبُ الشَّمسَ |
يَفتلُ شَارِبَهُ ويُلمِّعُ جَبهتَهُ |
بلآلِئ أوهامِهِ المالحة.. |
شاهراً في عيونِ الحزينة |
أدهى مخالبِهِ الجارحة.. |
ولكنها انفَجَرتْ ضَحِكَاً |
حِينَمَا عَلِمَت |
أنَّ لِصاً تَعشَّى بِمطبَخِ منزلِهِ البَارِحة.. |
وحلَّى بتفاحتين. |
مرَّ من بابِ غرفتِها واعِظٌ |
بجنودٍ مُجنَّدَةٍ وخُيولٍ مُحَجَّلةٍ، |
دَهَسَت كلَّ أحلامِها |
بحوافر فتوىً يقالُ: سماويَّةٌ |
لم تَرِدْ في كتابِ السماء!! |
فعمَّدَها بالدماء.. |
فَكَّرَت |
ما الذي سوفَ يحدُثُ لو قال عصفورُ عِزَّتِها المتمردُ |
للبربريِّ المُدَجَّجِ بالموتِ: لاااااا |
حين باغتَها بالحديثِ الشريفِ؟ |
وأَوشكَ يقذف وردَ مشاعرِها في جحيمِ خُرافاتِهِ |
قاوَمَت |
لم تُسَلِّمْ لهُ نفسَها |
أَحرَقَت كلَّ تاريخِهِ بفتيلٍ من الكبرياء. |
مَرَّ مِن بَابِ غُرفَتِهَا |
عَامِلٌ لِلنَّظَافَة.. |
كان أصدقَهم في المحبةِ |
أبعدَهم عن سرابِ الخرافة.. |
بَكَت ليلةً |
ليلَتينِ |
ولَحظَتَها أَدرَكَت |
أنَّ كُلَّ احتِيَاجَاتِهَا في الحَياةِ.. |
إضَافَة. |