إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في غيابِك.. |
يحتلُّني الوقتُ |
يَنْصُبُ في ولهي خيمةً |
ويُنادي على الميتينَ بأسمائِهم.. |
في غيابِك.. |
تغدو الدقائقُ أزمنةً من غُبارٍ |
تُطِلُّ على جبلٍ مُنهكٍ |
من مُطاردةِ الغيمِ |
تجتازُهُ |
وتَحُطُّ على سطحِ عاشقةٍ في الجوارِ. |
في غيابِك.. |
أرسمُ نافذةً في جدارِ الحديقةِ |
أمحو جدارَ الحديقةِ |
أرسمُ ورداً وأشتمُّهُ |
ثمَّ أرسمُ رائحةً |
كلُّ ألوانِها لا تؤدِّي إليك. |
في غيابِك.. |
يختبئُ العشقُ |
خلفَ احتمالِ العناقِ |
وبينَ شُقوقِ الهواجسِ |
تحتَ رمالِ الحنينِ |
ويمضي بعيداً بعيداً |
إلى سدرةِ المُنتَهَى. |
في غيابِك.. |
يسَّاقطُ الشوقُ |
تدهَسُه عرباتُ الظنونِ |
وتلتهمُ النارُ أطرافَهُ |
والبقيةُ تأكلُها العاصفة. |
في غيابِك.. |
لا شيءَ غير السرابِ |
يُعربِدُ في: خافقٍ |
مُترَعٍ بالفراغِ، |
وروحٍ يذوِّبُها الصبرُ |
والأمنياتُ الكُسالى. |
في غيابِك.. |
ينقصُني كلُّ شيءٍ |
ويؤلمُني كلُّ ما لستِ فيهِ |
يَضيقُ الزمانُ المكانُ |
ولا شيءَ غير الفجيعةِ |
في داخلي تتسع. |
في غيابِك أسهرُ |
أُشعِلُ قنديلَ ذاكرتي |
أترقَّبُ همسَ الجهاتِ |
أُرتِّبُ في ضفةِ الحلمِ |
موعدَنا المنتظر. |
في غيابِك.. |
أخرجُ من غرفتي |
وأُغَنِّي |
لأدخُلَ في وحشتي |
كالغريبِ وحيداً |
وليس معي غير مطلعِ أغنيةٍ |
أتحاشى بهِ صخبَ الانتظارِ |
ووحلِ الملل. |
في غيابِك.. |
كلُّ القصائدِ مكتوبةٌ بالرمادِ |
وكلُّ الجرائدِ |
داخلةٌ في طقوسِ الحدادِ |
وكلُّ الشوارعِ مُتخمةٌ بالأنينِ |
وكلُّ الأزِقَّةِ موبوءةٌ بالقلق. |
في غيابِك.. |
تبدو المدينةُ |
صحراءَ عانسةً |
لا الصباحُ يُقلِّمُ أظفارها |
لا ولا الليلُ يُؤنِسُها بالغناءِ |
ولا فرقَ ما بين يومِ غيابِك عني، |
ويومِ القيامة. |
في غيابِك.. |
صارت تَجِفُّ الحياةُ |
وتنكسرُ الأغنياتُ |
فعودي أنا خائفٌ وحزييييين. |