إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في طريق الليل |
ضاعَ الحادث الثاني |
وضاعت زهرة الصبّار |
لا تَسَل عني |
لماذا جنتي في النار |
جنتي في النار |
فالهوى أسرار |
والذي يُغضي |
على جمر الغضى أسرار |
يا الذي تُخفي الهوى |
بالصّبر .. يا بالله |
كيف النار تخفي النار؟ |
يا غريب الدار |
إنها أقدار |
كل ما في الكون |
مقدار وأيام له |
إلّا الهوى |
ما يومه يوم |
ولا مقداره مقدار |
لم نجد فيما قطار العمر |
يدنو من بقايا الدرب |
من ضوء على شيئ |
وقد ضَجّ الأسى أسراب |
كنت تدعونا وأسرعنا |
وجدنا هذه الدنيا |
محطات بلا ركاب |
ثم سافرنا |
على أيامنا أغراب |
لم يُوَدِّعنا بها |
إلّا الصدى أو نخلة |
تبكي على الأحباب |
يا غريباً يطرق الأبواب |
والهوى أبواب |
نحن من باب الشجى |
ذي الزُخرُف الرمزي |
والألغاز والمغزى |
وما غنّى |
على أزمانه زرياب |
كلنا قد تاب يوماً |
ثم ألفى نفسه |
قد تاب عمّا تاب |
كل ما في الكون |
أصحابٌ وأيامٌ له |
إلّا الهوى |
ما يومُه يومٌ |
ولا أصحابه أصحاب |
نخلة في الزّاب |
كان يأتي العمر |
يَقضي صَبوَة فيها |
ويُصغي للأقاصيص |
التي من آخر الدنيا |
هنا يُفضي بها الأعراب |
هب عصف ريح |
وا يوماه يوماً |
وانتهى كل الذي |
قد كان من دنيا |
ومن عُمرٍ |
ومن أحباب |
ها هنا ينهالُ في صمتٍ |
رماد الموت |
يخفي ملعب الأتراب |
كم طرقنا بابَك السري |
في وَجدٍ وخوفٍ |
لم تُجِبنا |
وابتعدنا فرسَخاً هجراً |
فألفيناك سكراناً جوابات |
فلم نَغفِر ولم تَغفِر |
كلانا مُدَّعٍ كذاب |
كل غيٍ تاب |
إنما غيّي |
وغيّ فيك قد غابا |
وراء النرجِس |
المكتوب للغيّاب |
قد شُغِلنا ليلةً بالكأس |
والأخرى بأخت الكأس |
والكاسات إن صَحّ |
الذي يَسقيكَ إيّاها |
لها أنساب |
يا غريباً بابه |
غرب الحِمى |
مفتوحةٌ للريح |
والأشباح والأعشاب |
قُم بِنا |
نَفحُ الخُزامى طاب |
ننتمي للسِّر |
لا تسأل |
لماذا ألف مفتاح |
ومفتاح |
لهذي الباب |
لا تَسَل |
من عادة أن تكثر الأقوال |
فيمن ذاق خَمر الخمر |
في المِحراب |
لم يقع في الشك |
إلّا أنه |
مِن لسعَة الأوساخ |
تنمو خمرة الأعناب |
لم يَقُل فيها |
جِناساً أو طِباقاً |
إنما إطلاق |
نَبِّه العشاق |
مُدنَف أودى بلا هَجرٍ |
ولا وصل بباب الطاق |
مرهَق من خِرقة الدنيا |
على أكتافِه |
لم تَستُر الأشجان |
والإشراق والأشواق |
لم يَكن أغفى |
وحَبّات الندى سالت |
على إغفائِه شوطاً |
ودبَّ الفجر |
في أوصاله رَقراق |
آه مِما فزّ من إغفاءةٍ |
لم تَلمَس الأحداق |
أي طير لا يُرى |
إلاّ بما ينجاب |
عن ترديده البُني |
سعف النخل والأعذاق |
مُوغِل في السر |
مُندَسّ بنار الماء |
في الأعماق |
يا طائراً يَحكي |
لماءٍ أزرقٍ |
بالوَجدِ في الأعماق |
ما أبعدَ الأعماق |
لم يفق يوماً |
ولم يأبه بِمَن قد فاق |
مُشفِقٌ مُشتاق |
كله إطراق |
أثملته الخمر صحواً |
فانبرى يبكي |
وأطفال الزمان الغرّ |
ضَجّوا حوله سخرية |
في عالم الأسواق |
قل لأهل الحي |
هل في الدور من عشق |
لهذا المُبتَلى تِرياق |
نأمَةٌ في العشق تكفي |
نقطة تكفي |
فلا تُكثِر عليك |
الحبر والأوراق |
كل ما في الكون |
تنقيطٌ له |
إلّا الهوى |
إحذر |
فبالتنقيط نَهوي |
واسأل العشاق |
هاك كأساً لم يَذُقها |
شارِبٌ في الدنيا |
موشاة بحبات الندى |
سلطانُها سلطان |
إنها جسر الدُجى |
في المعبر السري |
فلتَعبُر ولا تُنصِت |
لِمَن أعياهُم |
الإدراك والإدمان |
لم يَكُن إيوان كِسرى |
مثلما إيوانها إيوان |
إن كأسَ الله هذي |
مِسكُها رُبّان |
هذه دربٌ وقد تُفضي |
إلى بوابةِ البُستان |
إنما انفَضَّ |
الندامى والمغني |
فاتَّئِد في وَحشَتي |
يا آخرَ الخِلّان. |