صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ | |
|
| وَرَأى الْيَقِينَ وَلَمْ يَجِدْ مُتَعَلَّلاَ |
|
وقضى لبانتهُ معيّة َ منكمُ | |
|
| وَرَأَى عَزِيمَة َ أَمْرِهِ أَنْ يَفْعَلاَ |
|
وَرَأَى أَبَا حَسَّانَ دُونَ عَطَائِهِ | |
|
| فتبيّنتهُ العينُ أسمرَ مقفلا |
|
فَشَرَى حَرِيبَتَهُ بِكُلِّ طُوَالَة | |
|
| ٍ دهماءَ سابغة ٍ توفّي المكيلا |
|
وغدا منَ الأرضِ الّتي لمْ يرضها | |
|
| وَاخْتَارَ وَرْثَاناً عَلَيْهَا مَنْزِلاَ |
|
فَطَوَى الْجِبَالَ عَلَى رِحَالَة ِ بَازِلٍ | |
|
| لاَ يَشْتَكِي أَبَداً بِخُفٍّ جَنْدَلاَ |
|
تغتالُ كلَّ تنوفة ٍ عرضتْ لها | |
|
| بِتَقَاذُفٍ يَدَعُ الْجَدِيلَ مُوَصَّلاَ |
|
بجنوبِ لينة َ ما تزالُ براكبٍ | |
|
| تذري مناسمها بهنَّ الحنظلا |
|
تدعُ الفراخَ الزّغبَ في آثارها | |
|
| منْ بينِ مكسورِ الجناحِ وأقزلا |
|
نحُّ الحناجرِ ما يكادُ يقيمها | |
|
| تدعُ القعودَ منَ التّصرّفِ أجزلا |
|
آلَى إذَا بَلَغَتْ مَدَافِعَ تَلْعَة | |
|
| ٍ وَعَلاَ لَيُبْلِغْهَا الْمَكَانَ الأَطْوَلاَ |
|
وَكَأَنَّهُنَّ أَشَاءُ يَثْرِبَ حَوْلَهَا | |
|
| جرفٌ أضرَّ بهنَّ نهيٌ بهّلا |
|
وكأنَّ جزية َ تاجرٍ وهبتْ لهُ | |
|
| يَوْماً إِذَا اسْتَقَبْلَنَ غَيْثاً مُبَقِلاَ |
|
|
| ٍ يَكْرُفْنَ شِقْشِقَة ً وَنَاباً أَعْصَلاَ |
|
وَإذَا سَمِعْنَ هَدِيرَ أَكْلَفَ مُحْنِقٍ | |
|
| عدلتْ سوالفها إذا ما جلجلا |
|
فَالْعَبْدُ قَدْ أَعْنَتْنَ أَسْفَلَ سَاقِهِ | |
|
| وَعَدَلْنَ رُكْبَتَهُ سِوَاهَا مَعْدِلاَ |
|
فتركنهُ حلقَ الأديمِ مكسّرًا | |
|
| كالمسحِ ألقيَ ما يحرّكُ مفصلا |
|
دَسِمَ الثِّيَابِ كَأَنَّ فَرْوَة َ رَأْسِهِ | |
|
| زرعتْ فأنبتَ جانبها فلفلا |
|
لاَ يَسْمَعُ الْحَبَشِيُّ وَسْطَ عِرَاكِهَا | |
|
| صَوْتاً إِذَا مَا الْعَبْدُ أَوْرَدَ مَنْهَلاَ |
|
إِلاَّ تَجَاوَبَهُنَّ حَوْلَ سَوَادِهِ | |
|
|
وَلَقَدْ تَرَى الْحَبَشِيَّ وَهْوَ يَصُكُّهَا | |
|
| أَشِراً إِذَا مَا نَالَ يَوْماً مَأْكَلاَ |
|
يَرْمَدُّ مِنْ حَذَرِ الْخِلاَطِ كَمَا ازْدَهَتْ | |
|
| ريحٌ يمانيّة ٌ ظليمًا مجفلا |
|
لا خيرَ في طولِ الإقامة ِ للفتى | |
|
| إلاّ إذا ما لمْ يجدْ متحوّلا |
|