تَأَوَّبَني هَمٌّ مَعَ اللَيلِ مُنصِبُ | |
|
| وَجاءَ مِنَ الأَخبارِ ما لا أُكَذِّبُ |
|
تَظاهَرنَ حَتّى لَم تَكُن لِيَ ريبَةٌ | |
|
| وَلَم يَكُ عَمّا أَخبَروا مُتَعَقِّبُ |
|
وَكانَ هُرَيمٌ مِن سِنانٍ خَليفَةً | |
|
| وَحِصنٍ وَمِن أَسماءَ لَمّا تَغَيَّبوا |
|
وَمِن قَيسٍ الثاوي بِرَمّانَ بَيتُهُ | |
|
| وَيَومَ حَقيلٍ فادَ آخَرُ مُعجِبُ |
|
أَشَمُّ طَويلُ الساعِدَينِ كَأَنَّهُ | |
|
| فَنيقُ هِجانٍ في يَدَيهِ مُرَكَّبُ |
|
وَبِالسَهبِ مَيمونُ الخَليقَةِ قَولُهُ | |
|
| لِمُلتَمِسِ المَعروفِ أَهلٌ وَمَرحَبُ |
|
كَواكِبُ دَجنٍ كُلَّما غابَ كَوكَبٌ | |
|
| بَدا وَاِنجَلَت عَنهُ الدُجُنَّةُ كَوكَبُ |
|
لَعَمري لَقَد خَلّى اِبنُ خَيدَعَ ثَلمَةً | |
|
| فَمِن أَينَ إِن لَم يَرأَبِ اللَهُ تُرأَبُ |
|
وَبِالخَيرِ إِن كانَ اِبنُ خَيدَعَ قَد ثَوى | |
|
| يُبَنّى عَلَيهِ بَيتُهُ وَيُحَجَّبُ |
|
نَدامايَ أَضحَوا قَد تَخَلَّيتُ مِنهُمُ | |
|
| فَكَيفَ أَلَذُّ الخَمرَ أَم كَيفَ أَشرَبُ |
|
وَنِعمَ النَدامى هُم غَداةَ لَقيتُهُم | |
|
| عَلى الدامِ تُجرى خَيلُهُم وَتُؤَدَّبُ |
|
مَضَوا سَلَفاً قَصدَ السَبيلِ عَلَيهِمُ | |
|
| وَصَرفُ المَنايا بِالرِجالِ تَقَلَّبُ |
|
أَلا هَل أَتى أَهلَ الحِجازِ مُغارُنا | |
|
| وَمِن دونِهِم أَهلُ الجِنابِ فَأَيهَبُ |
|
شَآمِيَّةٌ إِنَّ الشَآمِيَّ دارُهُ | |
|
| تَشُقُّ عَلى دارِ اليَماني وَتَشغَبُ |
|
فَتَأتيهِمُ الأَنباءُ عَنّا وَحَملُها | |
|
| خَفيفٌ مَعَ الرَكبِ المُخِفّينَ يَلحَبُ |
|
وَفَرنا لِأَقوامٍ بَنيهِم وَمالَهُم | |
|
| وَلَولا القِيادُ المُستَتِبُّ لَأَعزَبوا |
|
بِحَيٍّ إِذا قيلَ اِركَبُوا لَم يَقُل لَهُم | |
|
| عَواويرُ يَخشَونَ الرَدىَ أَينَ يُركَبُ |
|
وَلَكِن يُجابُ المُستَغيثُ وَخَيلُهُم | |
|
| عَلَيها حُماةٌ بِالمَنِيَّةِ تَضرِبُ |
|
فَباتوا يَسُنّونَ الزِجاجَ كَأَنَّهُم | |
|
| إِذا ما تَنادَوا خَشرَمٌ مُتَحَدِّبُ |
|
وَخَيلٍ كَأَمثالِ السِراحِ مَصونَةٍ | |
|
| ذَخائِرَ ما أَبقى الغُرابُ وَمُذهَبُ |
|
طِوالُ الهَوادي وَالمُتونُ صَليبَةٌ | |
|
| مَغاويرُ فيها لِلأَريبِ مُعَقَّبُ |
|
تَأَوَّبنَ قَصراً مِن أَريكٍ وَوائِلٍ | |
|
| وَماوانَ مِن كُلٍّ تَثوبُ وتَحلُبُ |
|
وَمِن بَطنِ ذي عاجٍ رِعالٌ كَأَنَّها | |
|
| جَرادٌ تُباري وِجهَةَ الريحِ مُطنِبُ |
|
أَبُوهُنَّ مَكتومٌ وَأَعوَجُ تُفتَلى | |
|
| وِراداً وَحُوّاً لَيسَ فيهِنَّ مُغرَبُ |
|
إِذا خَرَجَت يَوماً أُعيدَت كَأَنَّها | |
|
| عَواكِفُ طَيرٍ في السَماءِ تَقَلَّبُ |
|
وَأَلقَت مِنَ الإِفزاعِ كُلَّ رِحالَةٍ | |
|
| وَكُلَّ حِزامِ فَضلُهُ يَتَذَبذَبُ |
|
إِذا اِستُعجِلَت بِالرَكضِ سَدَّ فُروجَها | |
|
| غُبارٌ تَهاداهُ السَنابِكُ أَصهَبُ |
|
فَرُحنا بِأَسراهُم مَعَ النَهبِ بَعدَما | |
|
| صَبَحناهُمُ مَلمومَةً لا تُكَذِّبُ |
|
أَبَنَّت فَما تَنفَكُّ حَولَ مُتالِعٍ | |
|
| لَها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلعَبُ |
|
وَراحِلَةٍ وَصَّيتُ عُضروطَ رَبِّها | |
|
| بِها وَالَّذي تَحتي لِيَدفَعَ أَنكَبُ |
|
لَهُ طَرَبٌ في إِثرِهِنَّ وَرَبُّهُ | |
|
| إِلى ما يَرى مِن غارَةِ الخَيلِ أَطرَبُ |
|
كَأَنَّ عَلى أَعرافِهِ وَلِجامِهِ | |
|
| سَنا ضَرَمٍ مِن عَرفَجٍ يَتَلَهَّبُ |
|
كَسيدِ الغَضا الغادي أَضَلَّ جِراءَهُ | |
|
| عَلا شَرَفاً مُستَقبِلَ الريحِ يَلحَبُ |
|
لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَديدِ تَقاذُفٌ | |
|
| هُوِيَّ رَواحٍ بِالدُجُنَّةِ يُعجِبُ |
|
فَلَم يَبقَ إِلّا كُلُّ جَرداءَ صِلدَمٍ | |
|
| إِذا اِستُعجِلَت بَعدَ الكَلالِ تُقَرِّبُ |
|
قَتَلنا بِقَتلانا مِنَ القَومِ مِثلَهُم | |
|
| وَبِالموثَقِ المَكلوبِ مِنّا مُكَلَّبُ |
|
وَبِالنَعَمِ المأَخوذِ مِثلُ زُهائِهِ | |
|
| وَبِالسَبيِ سَبيٌ وَالمُحارِبِ مِحرَبُ |
|
وَبِالمُردَفاتِ بَعدَ أَنعَمِ عيشَةٍ | |
|
| عَلى عُدَواءَ وَالعُيونُ تَصَبَّبُ |
|
عَذارِيَ يَسحَبنَ الذُيولَ كَأَنَّها | |
|
| مَعَ القَومِ يَنصُفنَ العَضاريطَ رَبرَبُ |
|
إِلى كُلِّ فَرعٍ مِن ذُؤابَةِ طَيّءٍ | |
|
| إِذا نُسِبَت أَو قيلَ مَن يَتَنَسَّبُ |
|
وَبِالبيَضَةِ المَوقوعِ وَسطَ عُقارِنا | |
|
| نَهابٌ تَداعى وَسطَهُ الخَيلُ مُنهَبُ |
|
وَحَيَّ أَبي بَكرٍ تَدارَكنَ بَعدَما | |
|
| أَذاعَت بِسِربِ الحَيِّ عَنقاءُ مُغرِبُ |
|
رَدَدنَ حُصَيناً مِن عَدِيٍّ وَرَهطِهِ | |
|
| وَتَيمٍ تُلَبّي بِالعُروجِ وَتُحِلبُ |
|
وَحَيّاً مِنَ الأَعيارِ لَو فَرَّطَتهُمُ | |
|
| أَشَتّوا فَلَم يَجمَعهُمُ الدَهرَ مَشعَبُ |
|
وَهُنَّ الأُلى أَدرَكنَ تَبلَ مُحَجَّرٍ | |
|
| وَقَد جَعَلَت تِلكَ التَنابيلُ تَنسُبُ |
|
وَقالَ أُناسٌ يَسمَعونَ كَلامَهُم | |
|
| هُمُ الضامِنونَ ما تَخافونَ فَاِذهَبوا |
|
فَما بَرِحوا حَتّى رَأَوها تَكُبُّهُم | |
|
| تُصَعِّدُ فيهِم تارَةً وَتُصَوِّبُ |
|
يَقولونَ لَمّا جَمَّعوا الغَدوَ شَملَهُم | |
|
| لَكَ الأُمُّ مِنّا في المَواطِنِ وَالأَبُ |
|
وَقَد مَنَّتِ الخَذواءُ مَنّاً عَلَيهِمُ | |
|
| وَشَيطَانُ إِذ يَدعوهُمُ وَيُثَوِّبُ |
|
جَعَلتَهُم كَنزَاً بِبَطنِ تَبالَةٍ | |
|
| وَخَيَّبتَ مِن أَسراهُمُ مَن تُخَيِّبُ |
|
فَمَن يَكُ يَشكو مِنهُمُ سوءَ طُعمَةٍ | |
|
| فَإِنَّهُمُ أَكلٌ لِقَومِكَ مُخصِبُ |
|
وَكُنّا إِذا ما اِغتَفَّتِ الخَيلُ غُفَّةً | |
|
| تَجَرَّدَ طَلاّبُ التِراتِ مُطَلِّبُ |
|
مِنَ القَومِ لَم تُقلِع بَراكاءُ نَجدَةٍ | |
|
| مِنَ الناسِ إِلّا رُمحُهُ يَتَصَبَّبُ |
|
وَأَصفَرَ مَشهومِ الفُؤادِ كَأَنَّهُ | |
|
| غَداةَ النَدى بِالزَعفَرانِ مُطَيَّبُ |
|
تَفَلتُ عَلَيهِ تَفلَةً وَمَسَحتُهُ | |
|
| بِثَوبِيَ حَتّى جِلدُهُ مُتَقَوِّبُ |
|
يُراقِبُ إيحاءَ الرَقيبِ كَأَنَّهُ | |
|
| لِما وَتَروني آخِرَ اليَومِ مُغضَبُ |
|
فَفازَ بِنَهبٍ فيهِ مِنهُم عَقيلَةٌ | |
|
| لَها بَشَرٌ صَافٍ وَرَخصٌ مُخَضَّبُ |
|
فَلا تَذهَبُ الأَحسابُ مِن عُقرِ دارِنا | |
|
| وَلَكِنَّ أَشباحاً مِنَ المالِ تَذهَبُ |
|