إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مذ صار يبكي من جراح عذابهِ
|
ركب المجاز على سطور كتابهِ
|
صوت الغراب يضج في تأويله
|
لكنه ما خان صوت غرابهِ
|
لا باب ينقذه إذا التمسَ الهدى
|
فأنا الذي غربلْتُ وجه سَرابهِ
|
للهِ منْ فعلِ النساء بعَقْلِه
|
رقَّصْنَهُ لي قبلَ كشف نقَابِهِ
|
مذْ عَانَدَتْهُ على المجون مليحةٌ
|
غَضِبَتْ عَليه وَطارَ عَقْلُ صَوَابهِ
|
كمْ راودَتْنِي كي أكونَ حبيبها
|
وأبى يميل القلبُ عنْ آدابهِ
|
يا حسنها لمَّا تَحدَّرَ دمْعُهَا
|
كم تتقنُ الكلماتُ شتمَ جَنَابهِ!
|
يكفيهِ صورةُ شبهِ أنثى ناهدٍ
|
كي تَستفزَّ بهِ سيولَ لُعابهِ؟!
|
أنا والمجازُ معًا تفلسفنَا الرؤى
|
أما مجازكَ فالقُصُورُ هَوى بهِ
|
ما كنتَ يوما لحنًا ناعمًا
|
أو كنتَ منْ نصْبو إلى محرابِهِ
|
فاقرأ مَجَازَكَ إن أتيت كطالبٍ
|
واسمعْ كباقِي الجمعِ منْ طُلَّابِهِ
|
أنا بيدر الأشعارِ وَابْنُ جنُونِهَا
|
لا كافَ تعلو فوقَ كافِ خِطَابِهِ
|
كمديحه كهجائه كمجازه
|
كلٌّ لهُ حقٌّ على أعتابِهِ
|
شهد الفرزدق لي بأني فوقَه
|
وجريرُ أسلمني دقيق حرابهِ
|
أنهلُّ كاللَّيْلِ المُحِيطِ صَوَاعِقًا
|
ليرابطَ الخفَّاشُ في سردابهِ
|
أنهلُّ ناريًّا لأحرقَ ذيلَهُ
|
حتى ينوحَ بهِ على أعقابِهِ
|
أنْهَلُّ جنيًّا ليذهبَ عقلهُ
|
ويموتُ ألفًا منْ شقاءِ إيابهِ
|
أنا أيها الموبوء من لبس العلا
|
لما شجاك الحسنُ في أثوابهِ
|
ما غبتَ إلا حينما زلزلْتَ قَهْ
|
رًا منْهُ لما ذقت سوطَ عذابهِ
|
والقولُ كشَّفَ عن فسادِ مُخَنَّثٍ
|
لَعِب المجون به على أعصابهِ
|
من يلبس المعنى القميء كغاية
|
لا باب للتأويل في أبوابهِ
|
أنا يا حقود أعفُّ عنْ ذيل الخنا
|
معراجه اللوطيُّ وجهُ ضبابهِ
|
لست الذي يرغي على صَالُونِهِ
|
ويقايضُ التبجيلَ من أصحابِهِ
|
أو منْ معَ النسوان يجلد ليلهُ
|
حتى تفوح الريحُ منْ أصلابِهِ
|
فالعنْ غباءك إن أطعت غروره
|
نَّ وقل: لَحنْتُ القولَ في إعرابهِ
|
واقرأْ قصائدهنَّ سفر غِوَايَةٍ
|
واسترْ أباكَ فلا حياءَ ببابهِ
|
حقلِي أصيلٌ لَا يضير سنابلي
|
كلبٌ عوى وتركتُ ردَّ جوابهِ
|
حجر المجازِ ينوبُ عنْ نفسي التي
|
غلبتْ معانيها رؤى سيَّابهِ
|
أتلو النشيد فتستفيق حمامةٌ
|
ويحارُ عقلُ التيسِ في أسبابهِ
|
شمسُ المدار تَدور حوليَ أنجمٌ
|
لهمُ أناخَ الشعرُ شهدَ رضابهِ
|
حتى الغرابُ رأيت فعلتَهَا بهِ
|
مذْ ذاق طعمَ الخمرِ منْ أكوَابهِ
|
أنا منجلٌ للظُّلْمِ إنْ ترك الهدى
|
أشتطُّ في تقريعِه وعقابه
|
سفر الأناشيد الجميلة جنتي
|
لا لحن إلا ناب عن زريابهِ
|
أتلو المواعظَ والمواجدَ فطرةً
|
وتهابُ رهطُ الجهلِ نبحَ كلابهِ
|
ناداكَ كهفٌ كيْ تُتَمِّمَ فرْضهُ
|
لولا رأيتُ النارَ في أخشابِهِ
|
فاهجعْ إلى دير المجانة إنما
|
طفلُ الفجورِ «حضورهُ كغيابهِ»
|