اسف مرّ وَآهات أَمر |
وَالتِياع مَلأ القَلب شَرر |
وَعَصيّ مائر مُنهَمر |
يَتَدلى زمراً بَعد زمر |
كَم عَظيم مَشَت الدُنيا بِهِ |
في جَلال وَمَشى فيهِ القَدَر |
زَهَت الغَبراء مِن وَطأَتِهِ |
وَنَهى ما شاءَ فيها وَأَمَر |
فَإِذا ما اِنقَضَ عَن آخره |
قَضي الأَمر عَلَيهِ فَاِندَثَر |
اِنظُر الأَيّام في دَورَتِها |
نَظر الثاقب رَأياً وَفكر |
وَاِعرض الأَمس وَأَمسا قَبلَهُ |
وَتَقَلب بَينَ أَحضان العَصر |
تَجد الأَيام في كَثرَتِها |
اخوات بَعضها شبه الأَخر |
لَيسَ إِلا صُورة واحِدَة |
كَررت حَتّى تَراءَت كَالصُور |
هِيَ كَف الدَهر وَالدَهر بِها |
يوسع الغادة أَخذاً بِالطرر |
تَوسع الأَفكار قَتلاً كُلَّما |
جالَ بَعض الشَيء مِنها وَخَطَر |
قُم عَليم انظُر نَفاثات الأَسى |
كَيفَ تَشتَق وُروداً وَصَدر |
أَخلَصوا السَعي لَهُ وَاِستَنزَفوا |
كُل ما في ذرعهم مِن مُصطَبر |
إِن أَحرى الناس بِالخُلد الألى |
وَهَبوا العلم شَباباً وَكبر |
كُلَّما مَدَ يَداً رَعاشة |
نَحوَ ذاكَ العَرض شاكَتها الإِبَر |
عَبَثاً حُلول أَن يَخفضه |
مُقذع القَول وَوضاع السَير |
رَفَعته الناس في هاماتهم |
وَاِعتَلى عَرش حَياء وَخَفر |
أَنتَ باق خالد مدكر |
حَيث لا تَبقى مَع المَوت الذكر |
أَنتَ سباق وَلَكن لِلعُلى |
أَنتَ جَبار وَلَكن في الفكر |
لَكَ آثار النَبيين الأَلى |
مَلأوا العالم ذِكرى وَأَثَر |
عَزمات دُونَها بَرق الدُجى |
وَمَضاء دونَهُ لَمح البَصَر |
كُنت يا بن النَفر البيض فَتى |
جاءَ لِلكون بِهِ أَي نَفَر |
جَره المَوت عَلى شقته |
فَتَثنى عَلى الأُخرى اِنكَسَر |
أَينَ صَوت سامهُ المَوت البَلى |
وَيَراع بَينَ كَفيك عَثر |
أَيُّها الثاوي عَلى بلقعة |
وَالمَواري بَينَ هاتيك الحُفَر |
إِنَّما مَوت عَليم عظة |
لَيسَ كُل المَوت لِلناس عبر |
تَتَراءى كَشُعاع مُدمن |
قُدرة اللَه عَلى سَطح الزبر |
أَحكَمت رَصفاً وَمَعنى مِثلَما |
أَحكم البناء مَصقول الجدر |
كَتم كَالآي في مَقطعها |
صَعبها سَهل وَمَبغاها عسر |
وَصَحافي مَشينا خَلفَهُ |
وَاِقتَفَينا في المَواضيع الأَثَر |
يَنفث السحر وَمِن مَنطَقه |
طالَما اِهتَزَت مُتون وَغَدر |
شاعر الفُصحى وَما عودَها |
هَذر القَول إِذا عَمَ الهَذر |
أمة تَفقد فيهِ امة |
وَبِلاد ثَكلت مِنهَ الأَبَر |
لا يَقوم الدَمع بِالدَمع لَهُ |
كَيفَما اِنسابَ وَمَهما يَنهَمر |
كُل مَن قيلَ لَهُ ماتَ اِنزَوى |
يَعصر القَلب بِكَف مِن حَجَر |
خَفَقت أَفئدة وَاِضطَرَبَت |
يا لِهَول اليَوم أَكباد البَشَر |
لَفَهُ المَوت عَلى مدرجة |
وَرَماهُ الدَهر في كَف الغَير |
أَسرَعَت دُون عَليم فَمَضى |
مُسرِعاً دُون سَميكات الستر |