عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > غَفوةٌ على سَرير البَرزَخ

اليمن

مشاهدة
527

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

غَفوةٌ على سَرير البَرزَخ

الرَّاكِضُونَ على الدُّرُوبِ جُمُوعُ
يَتَدَافَعُونَ.. وكُلُّهُم مَدفُوعُ
يَتَسَاءَلُونَ.. ولا مُجِيبَ.. فَكُلُّهُم
يَتَسَاءَلُونَ.. وكُلُّهُم مَفجُوعُ
والصَّمتُ يَخفِضُ رَأسَهُ مُتَعَجِّبًا
مِمَّا يَقُولُ سُكُوتُهُ المَسمُوعُ
وحَفِيفُ أجنِحَةٍ.. كَأَنَّ هَوَاءَها
مَطَرٌ.. وأَفئِدَةَ الأَنامِ شُمُوعُ
أُمَمٌ على أُمَمٍ تُسَاقُ.. وخَلفَها
صَخَبٌ بُكَائِيُّ الصَّرِيخِ، هَلُوعُ
والأَرضُ جَاثِيَةً تَدُورُ.. كَأَنّها
جَمَلٌ عليه عَشَاؤُهُ مَوضُوعُ
واللَّيلُ يُمسِكُ بِالجِدَارِ، ويَرتَمي
نحو الرَّصِيفِ.. كَأَنّه مَصرُوعُ
وصُرَاخُ أَزمِنَةٍ تَمُوتُ.. وساعَةٌ
سَكَتَت.. وخَوفٌ رَأسُهُ مَرفُوعُ
والمُهطِعُونَ المُقنِعُونَ رُؤُوسَهُم
في سَكرَةِ الرَّمَقِ الأَخِيرِ هُجُوعُ
واليَومُ ليس بِجُمعَةٍ.. لكنّهم
جُمِعُوا.. فَقَلَّبَ كَفَّهُ الأُسبُوعُ!
***
وأَنا أُطِلُّ على الخَريطةِ شَاحِبًا
كَدَمِي، وكُلِّي رَهبَةٌ وخُشُوعُ
بين الجُنُونِ وبين رأسِي شَعرَةٌ
قُطِعَت.. فَكُلُّ تَوَاصُلٍ مَقطُوعُ
لولا انطِفاءُ النَّاسِ كُنتُ سَأَلتُهُم:
أَهِي الشَّريعَةُ؟ أَم هُو المَشرُوعُ؟!
أَتُراهُ حانَ الوَقتُ كي يَتَشَابَهَ ال
مَخلُوقُ بين يَدَيَّ والمَصنُوعُ؟!
نابَت عن العَشرِ الأَصَابِعِ رِعدَةٌ
وعن الكَلامِ تَنَهُّدٌ ودُمُوعُ
يا طَائِرِينَ على الغَمامةِ.. لا أَرَى
أَنِّي سَأَظمَأُ بَعدَكُم وأَجُوعُ
أَأَطِيرُ مِن هذي القِيامَةِ، قاصِدًا
تِلكَ القِيَامَةَ؟! إِنَّهُ لَوُقُوعُ
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ، إِلَّا خالِعًا
جَسَدِي.. وصَوتِي مِن فَمِي مَنزوعُ
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ قَبلَ جَنازةٍ
فُصحَى.. عليها رَايَةٌ، ودُرُوعُ
وأُريدُ كَالأَسلافِ قَبرًا وَاسِعًا
فَأَنا تُرابٌ، بِالتُّرابِ وَلُوعُ
وأُريدُ صَمتًا كي أَنَامَ، فقد مَضَى
عُمُرِي، وبَابُ سَكِينَتِي مَخلُوعُ
وأُريدُ شاهِدَةً تَقُولُ: هُنا غَفَا
مِن أَلفِ عامٍ شاعرٌ مَطبُوعُ
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ، حتى يَنتَهي
هذا الصُّدَاعُ، ويَغفُوَ المَصدُوعُ
أَأَقُولُ لِلمَوتِ: انتَصَرتَ؟ وفي دَمِي
جَمرٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدٍ مَزرُوعُ؟
وعلَيَّ مِن أَثَرِ السُّهادِ سَحَابَةٌ
غَبراءُ أَشرَبُ جَمرَها وأَضُوعُ
أإِلى القَضَاءِ أُحِيلُ كُلَّ قَضِيَّةٍ؟!
إِنَّ التَّعَلُّلَ بِالقَضَاءِ خُنُوعُ
أَنا لستُ مِن يَومِ الحِسَابِ بِهاربٍ
فَأنا الحِسَابُ بِفَاقَتِي مَشفُوعُ
أَفَيُسأَلُ المَحرُومُ عن لا شَيئِهِ
وعلى السُّؤَالِ يُحَاسَبُ المَمنُوعُ؟!
لكنَّ بي سَهَرًا.. أُريدُ قَضَاءَهُ
فَأَنا بِنَومِي لا الخُلُودِ قَنُوعُ
***
ويُقالُ لِي: قد نِمتَ أَلفًا كامِلًا
فاصعَد بِطِينِكَ أَيُّها اليُنبُوعُ
وعلى اسمِكَ اللهمَّ أَحمِلُ مَوطِنِي..
وعَلَيَّ مِنهُ قَدَاسَةٌ ولُمُوعُ
وعلى اسمِكَ اللهمَّ أَبدَأُ هِجرةً
أُخرَى، ودَربًا ما إِليهِ رُجُوعُ
فَأَرَى قَرَاصِنَةً تُدَاسُ رِمَالُهُم
ولهم عليها أرؤُسٌ وضُلُوعُ
ولَهُم مَقَامِعُ مِن حَدِيدٍ.. بُورِكَت
أيدِي الغِلاظِ، وبُورِكَ المَقمُوعُ
وأَرَى سُرَاقَةَ يَستَغِيثُ.. فَأكتَفِي
بِالقَولِ: إنّك مِثلَنا مَتبُوعُ
وأَرَى بَنِي سَبَأَ الذين تَفَرَّقُوا
بعد السَّقِيفةِ شَملُهُم مَجمُوعُ
وأَرَى جَهَنَّمَ تَستَجِيرُ بِربّها
مِن قادِمِينَ حِسَابُهُم مَدفُوعُ
ويَصِيحُ عَبدُ الدَّارِ: أَين مَفَاتِحِي..
أَمِنَ الخِدَاعِ تَعَلَّمَ المَخدُوعُ؟!
وتَصِيحُ آمِنَةٌ ومَريَمُ: خَلفَنا
وعلى الصَّلِيبِ: مُحمَّدٌ ويَسُوعُ!
وأُفِيقُ مِن نَومِي القَصِيرِ، وما انتَهَى
لَيلِي الطَّويلُ، ولا انتَهَى الموضوعُ
يحيى الحمادي

28-7-2020
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الأحد 2020/08/09 06:13:15 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com