الرَّاكِضُونَ على الدُّرُوبِ جُمُوعُ | |
|
| يَتَدَافَعُونَ.. وكُلُّهُم مَدفُوعُ |
|
يَتَسَاءَلُونَ.. ولا مُجِيبَ.. فَكُلُّهُم | |
|
| يَتَسَاءَلُونَ.. وكُلُّهُم مَفجُوعُ |
|
والصَّمتُ يَخفِضُ رَأسَهُ مُتَعَجِّبًا | |
|
| مِمَّا يَقُولُ سُكُوتُهُ المَسمُوعُ |
|
وحَفِيفُ أجنِحَةٍ.. كَأَنَّ هَوَاءَها | |
|
| مَطَرٌ.. وأَفئِدَةَ الأَنامِ شُمُوعُ |
|
أُمَمٌ على أُمَمٍ تُسَاقُ.. وخَلفَها | |
|
| صَخَبٌ بُكَائِيُّ الصَّرِيخِ، هَلُوعُ |
|
والأَرضُ جَاثِيَةً تَدُورُ.. كَأَنّها | |
|
| جَمَلٌ عليه عَشَاؤُهُ مَوضُوعُ |
|
واللَّيلُ يُمسِكُ بِالجِدَارِ، ويَرتَمي | |
|
| نحو الرَّصِيفِ.. كَأَنّه مَصرُوعُ |
|
وصُرَاخُ أَزمِنَةٍ تَمُوتُ.. وساعَةٌ | |
|
| سَكَتَت.. وخَوفٌ رَأسُهُ مَرفُوعُ |
|
والمُهطِعُونَ المُقنِعُونَ رُؤُوسَهُم | |
|
| في سَكرَةِ الرَّمَقِ الأَخِيرِ هُجُوعُ |
|
واليَومُ ليس بِجُمعَةٍ.. لكنّهم | |
|
| جُمِعُوا.. فَقَلَّبَ كَفَّهُ الأُسبُوعُ! |
|
|
وأَنا أُطِلُّ على الخَريطةِ شَاحِبًا | |
|
| كَدَمِي، وكُلِّي رَهبَةٌ وخُشُوعُ |
|
بين الجُنُونِ وبين رأسِي شَعرَةٌ | |
|
| قُطِعَت.. فَكُلُّ تَوَاصُلٍ مَقطُوعُ |
|
لولا انطِفاءُ النَّاسِ كُنتُ سَأَلتُهُم: | |
|
| أَهِي الشَّريعَةُ؟ أَم هُو المَشرُوعُ؟! |
|
أَتُراهُ حانَ الوَقتُ كي يَتَشَابَهَ ال | |
|
| مَخلُوقُ بين يَدَيَّ والمَصنُوعُ؟! |
|
نابَت عن العَشرِ الأَصَابِعِ رِعدَةٌ | |
|
| وعن الكَلامِ تَنَهُّدٌ ودُمُوعُ |
|
يا طَائِرِينَ على الغَمامةِ.. لا أَرَى | |
|
| أَنِّي سَأَظمَأُ بَعدَكُم وأَجُوعُ |
|
أَأَطِيرُ مِن هذي القِيامَةِ، قاصِدًا | |
|
| تِلكَ القِيَامَةَ؟! إِنَّهُ لَوُقُوعُ |
|
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ، إِلَّا خالِعًا | |
|
| جَسَدِي.. وصَوتِي مِن فَمِي مَنزوعُ |
|
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ قَبلَ جَنازةٍ | |
|
| فُصحَى.. عليها رَايَةٌ، ودُرُوعُ |
|
وأُريدُ كَالأَسلافِ قَبرًا وَاسِعًا | |
|
| فَأَنا تُرابٌ، بِالتُّرابِ وَلُوعُ |
|
وأُريدُ صَمتًا كي أَنَامَ، فقد مَضَى | |
|
| عُمُرِي، وبَابُ سَكِينَتِي مَخلُوعُ |
|
وأُريدُ شاهِدَةً تَقُولُ: هُنا غَفَا | |
|
| مِن أَلفِ عامٍ شاعرٌ مَطبُوعُ |
|
أَنا لن أُجِيبَ الصَّوتَ، حتى يَنتَهي | |
|
| هذا الصُّدَاعُ، ويَغفُوَ المَصدُوعُ |
|
أَأَقُولُ لِلمَوتِ: انتَصَرتَ؟ وفي دَمِي | |
|
| جَمرٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدٍ مَزرُوعُ؟ |
|
وعلَيَّ مِن أَثَرِ السُّهادِ سَحَابَةٌ | |
|
| غَبراءُ أَشرَبُ جَمرَها وأَضُوعُ |
|
أإِلى القَضَاءِ أُحِيلُ كُلَّ قَضِيَّةٍ؟! | |
|
| إِنَّ التَّعَلُّلَ بِالقَضَاءِ خُنُوعُ |
|
أَنا لستُ مِن يَومِ الحِسَابِ بِهاربٍ | |
|
| فَأنا الحِسَابُ بِفَاقَتِي مَشفُوعُ |
|
أَفَيُسأَلُ المَحرُومُ عن لا شَيئِهِ | |
|
| وعلى السُّؤَالِ يُحَاسَبُ المَمنُوعُ؟! |
|
لكنَّ بي سَهَرًا.. أُريدُ قَضَاءَهُ | |
|
| فَأَنا بِنَومِي لا الخُلُودِ قَنُوعُ |
|
|
ويُقالُ لِي: قد نِمتَ أَلفًا كامِلًا | |
|
| فاصعَد بِطِينِكَ أَيُّها اليُنبُوعُ |
|
وعلى اسمِكَ اللهمَّ أَحمِلُ مَوطِنِي.. | |
|
| وعَلَيَّ مِنهُ قَدَاسَةٌ ولُمُوعُ |
|
وعلى اسمِكَ اللهمَّ أَبدَأُ هِجرةً | |
|
| أُخرَى، ودَربًا ما إِليهِ رُجُوعُ |
|
فَأَرَى قَرَاصِنَةً تُدَاسُ رِمَالُهُم | |
|
| ولهم عليها أرؤُسٌ وضُلُوعُ |
|
ولَهُم مَقَامِعُ مِن حَدِيدٍ.. بُورِكَت | |
|
| أيدِي الغِلاظِ، وبُورِكَ المَقمُوعُ |
|
وأَرَى سُرَاقَةَ يَستَغِيثُ.. فَأكتَفِي | |
|
| بِالقَولِ: إنّك مِثلَنا مَتبُوعُ |
|
وأَرَى بَنِي سَبَأَ الذين تَفَرَّقُوا | |
|
| بعد السَّقِيفةِ شَملُهُم مَجمُوعُ |
|
وأَرَى جَهَنَّمَ تَستَجِيرُ بِربّها | |
|
| مِن قادِمِينَ حِسَابُهُم مَدفُوعُ |
|
ويَصِيحُ عَبدُ الدَّارِ: أَين مَفَاتِحِي.. | |
|
| أَمِنَ الخِدَاعِ تَعَلَّمَ المَخدُوعُ؟! |
|
وتَصِيحُ آمِنَةٌ ومَريَمُ: خَلفَنا | |
|
| وعلى الصَّلِيبِ: مُحمَّدٌ ويَسُوعُ! |
|
وأُفِيقُ مِن نَومِي القَصِيرِ، وما انتَهَى | |
|
| لَيلِي الطَّويلُ، ولا انتَهَى الموضوعُ |
|