وَحِيداً عَلَى شَاطِئِ الأُمنِيَاتِ | |
|
| أُطِلُّ عَلَى وَطَنِي فِي الشَّتَاتِ |
|
وأَصبِرُ صَبرِي عَلَى صَيْدِ حُوتٍ | |
|
| و عَيْنِي تَدُورُ بِكُلِّ الجِهَاتِ |
|
أَرَى خَلفَ هَذِي التُّخُومِ دِيَاراً | |
|
| تُنَادِي عَلَى أَهلِهَا فِي ثَبَاتِ |
|
تَقُولُ اْرجِعُوا لِي، ولا تَهجُرُونِي | |
|
| فَتُزْهِقَ رُوحِي يَدُ الظُّلُمَاتِ |
|
تَعَالَوْا لِتَحيَا الأَزَاهِيرُ حَوْلِي | |
|
| و مُدُّوا إِلَيَّ بِطَوقِ نَجَاةِ |
|
تَصِيحُ البُيُوتُ فَمَا مِنْ مُجِيبٍ | |
|
| سِوَى الصَّمتِ والبّحرِ والنَّظَرَاتِ |
|
وقَلبٍ تَفَطَّرَ حُزناً عَلَيْهَا | |
|
| و شَوقِ الرُّجُوعِ قُبَيلَ المَمَاتِ |
|
وفِي غَمرَةِ الصَّمتِ أَبقَى وَحِيداً | |
|
| أُفَتِّشُ فِي دَفترِ الذِّكرَيَاتِ |
|
فتقطع جِنِّيَّةُ الشِّعرِ صَمتِي | |
|
| و تُلقِي بِبَحرِي مِنَ المُغرِيَاتِ |
|
فَأَصطَادُ مَا طَابَ لِي مِن مَعَانٍ | |
|
| و أَمضِي وفِي جُعبَتِي أُغنِيَاتِي |
|
|
هُوَ الشِّعرُ زَادِي ونَبضُ فُؤَادِي | |
|
| و قُرَّةُ عَيْنِي وحُلمُ حَيَاتِي |
|
هُوَ الشِّعرُ رَوَّيْتُهُ مِن دِمَائِي | |
|
| فَحَقَّقتُ بِالشِّعرِ فَرحَةَ ذَاتِي |
|
هُوَ الشِّعرُ حُرِّيَتِي واْنبِعَاثِي | |
|
| كَنُورٍ تَلَألأَ فِي كَلِمَاتِي |
|
أَنَا يَا فَتَاتِي كَنَسرٍ طَلِيقٍ | |
|
| أَطِيرُ إِلَى القِمَمِ الشَّاهِقَاتِ |
|
وأَرفُضُ كُلَّ قُيُودٍ لِأَنِّي | |
|
| أُقَدِّسُ حُرِّيَتِي يَا فَتَاتِي |
|
فَإِنْ شِئتِ فَلتَقْرَئِي فِي عُيُونِي | |
|
| قَصَائِدَ صِدقِي، وفِي قَسَمَاتِي |
|
عَلَى مَرِّ سِتِّينَ مَا خُنتُ عَهداً | |
|
| و لا بِعتُ شِعرِيَ لِلغَانِيَاتِ |
|
نَهَلتُ المُرٌوءَةَ مِن فَيضِ أُمِّي | |
|
| و حَزمُ أَبِي قَد بَدَا فِي سِمَاتي |
|
بِصَدرِيَ عُصفُورُ حُبٍّ يُغَنِّي | |
|
| فَيَسْرِي غِنَاهُ بِكُلِّ الجِهَاتِ |
|
ويَعزِفُ للسِّلمِ أَعذَبَ لَحنٍ | |
|
| عَسَى أَنْ تَلِينَ قُلُوبُ الطُّغَاةِ |
|
زَرَعتُ بِأَرضِي سَنَابِلَ حُبٍّ | |
|
| و رَوَّيْتُ مِن خَافِقِي سُنبُلاتِي |
|
فَلَمَّا نَوَيْتُ الحَصَادَ تَجَلَّتْ | |
|
| بِمِرآةِ عَيْنِي سُيوف الوُشَاةِ |
|
فَأَيقَنْتُ أَنِّي سَأَدفَعُ مِنِّي | |
|
| ضَرِيبَةَ مَاضٍ زَرَعتُ وآتِ |
|
|
سَأَهرُبُ، لَكِنْ إِلَى أَيْنَ يمضِي | |
|
| بُعَيْدَ الهُرُوبِ شِرَاعُ الحَيَاةِ |
|
ومَا عَادَ فِي العُمرِ إِلاَّ الثَّوَانِي | |
|
| و قَطرَةُ نُورٍ ثَوَتْ فِي دَوَاتِي |
|
وهذا اليَرَاعُ الَّذِي قَد شَقِيتُ | |
|
| بِهِ طُولَ مَا مَرَّ مِن سَنَوَاتِي |
|
وبَعضُ الوُرَيقَاتِ مِن فَيضِ رُوحِي | |
|
| سَقَاهَا دَمِي مِن مَعِينٍ فُرَاتِ |
|
هِيَ الإِرثُ بَعدِي وهَل كَانَ أَغلَى | |
|
| مِنَ الشِّعرِ فِي غَيْبةِ المُعجزاتِ |
|