إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
غَداً .. |
سَوفَ يَقرأُ نَعيِي أُنَاسٌ يُحِبُّونَنِي |
وسَيُعرِضُ عَنهُ الَّذِينَ يَرَوْنَ |
بِأَنَّ حَيَاتِيَ عِبءٌ ثَقِيلٌ |
ومَوْتِيَ سَوفَ يُرِيحُ الجَمِيعْ . |
غَداً .. يَفرَحُ الشَّامِتُونَ |
وتُطفَأُ فِي لَحظَةٍ قُدِّرَتْ فِي كِتَابِيَ |
كُلُّ الشُّمُوعْ. |
ويَذرِفُ بَعضُ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي |
مَا تَيَسَّرَ فِي سِفرِ أَعيُنُهِمْ |
مِنْ دُمُوعْ . |
وقَد يَقرَؤونَ عَلَى رُوحِيَ الفَاتِحَةْ . |
وحِينَ يَعُودُونَ أَدرَاجَهُمْ |
سَوفَ يَختَلِفُونْ . |
وتَعلُو عَلَى مَا تَرَكْتُ مِنَ الإِرثِ أَصوَاتُهُمْ |
فِي جُنُونْ. |
ومِن ثَمَّ يَكتَشِفُونَ |
بِأَنَّ الَّذِي قَد تَرَكتُ لَهُم بَعدَ مَوتِي: |
كَلامٌ يُسَمُّونَهُ الشِّعرَ |
لَيسَ يُبَاعُ ولا يُشتَرَى. |
وبعض القَصَائِدِ لِلمُتَنَبِّي |
وللبُحتُرِيِّ |
وللشَّنفَرَى |
فينصرفونَ و أُنسىَ |
وحينئذٍ يعرفون |
بأَنَّ حَيَاتِيَ كُتِبَ عَلَيْهَا الفَنَاءْ |
وأَعرِفُ |
أَنِّي سَأَرحَلُ عَن أَرضِهِمْ للسَّماءْ |
بِغيرِ وُدَاعٍ |
ودُونَ رُجوعْ . |
** |
نَعَم سَأَمُوتُ |
وتَحمِلُنِي للسَّمَاءِ أَكُفُّ المَنُونْ . |
بِدُونِ أنيسٍ |
ولا أَصدِقَاءٍ |
ولا عَاشِقِينَ ولا كَارِهِينْ . |
ولَكِنَّنِي بَعدَ مَوتيَ سَوفَ أُغِيظُ الَّذِينَ تَمَنَّوْهُ لِيْ |
حِينَ يَمتَشِقُونَ دَوَاوِينَ شِعرِي . |
وحِينَ سَيَغمُرُ أَعيُنَهُمْ نُورُ فَجرِي . |
ويُذهِلُهُم مَا تَخَبَّاَ بَينَ السُّطُورِ |
مِنَ الكِبرِيَاءْ . |
نَعَم سَأَمُوتُ |
لأنِّي سَأَرفُضُ عَيشِي بِأَرضِ الرِّيَاءْ . |
وأَرفُضُ |
.. يَا شِعرُ .. |
أَنْ يَشتَرِيَكِ ذَوُوُ سُلطَةٍ |
أَو تُعَلِّقَ هَامَتُكَ المُشرَئِبَّةُ |
فَوقَ حَنَاجِرِ أَهلِ البِغَاءْ . |
أَنَا أَيُّهَا الشِّعرُ سَوفَ أَمُوتُ |
لتحيَا أَبِيّاً |
بِأَفئِدَةِ الفُقَرَاءْ . |
تُسَامِرهُمْ |
وتقُصُّ عَلَيهِمْ حِكَايَةَ شَاعِرْ . |
قَضَى نَحبَهُ فِي شُمُوخٍ |
لِيَبْعَثَ مَيْتَ الضَّمَائِرْ . |
ويَزرَعَ فِي تُربَةِ الحَالِمِينَ |
بِفَجرِ الكَرَامَةِ |
قمحَ البشائِرْ. |