رَثَوكَ قَبليَ إِذ نَادَاهُمُ الحِبرُ | |
|
| و لُذتُ بِالصَّبرِ حَتَّى أَشفَقَ الصَّبرُ |
|
سَالَت مَدَامِعُهُم مِن حُزنِهِم مَطَراً | |
|
| و مِن جُفُونِي جَرَى دَمعٌ هُوَ الجَمرُ |
|
لَم يَعرِفُوكَ، ولَم يَدرُوا بِآصِرَةٍ | |
|
| أَرسَى دَعَائِمَهَا اْلإِيمَانُ والطُّهرُ |
|
بَغدَادُ نِصفُ قَصِيدٍ فِي حَدِيقَتِهَا | |
|
| قَد أَكمَلَتْهُ قَصِيداً فَارِهاً مِصرُ |
|
أَنتَ الفُراتُ لَهُ، والنِّيلُ كُنتُ أَنَا | |
|
| نَهرَانِ ضَمَّهُمَا فِي حُبِّهِ شَطرُ |
|
قَالُوا ومَا كَذَبُوا: بالأمس كَانَ هُنَا | |
|
| فَقُلتُ: كَانَ هُنَا مَا ضَمَّهَا سِفرُ |
|
فَرُوحُهُ لَم تَزَلْ فِينَا مُحَلِّقَةً | |
|
| كَأَنَّهَا فِي قَنَادِيلِ الرُّؤَى طَيرُ |
|
مَا زَالَ فِي دَوحَةِ الأَشعَارِ حَارِسُهَا | |
|
| يَنَامُ مِن حُضنِهِ مَعشُوقُهُ الشِّعرُ |
|
يَحنُو عَلَيهِ، كَمَا يَحنُو عَلَى وَلَدٍ | |
|
| أَبٌ تَوَضَّأ فِي يَنبُوعِهِ الفَجرُ |
|
مَا زَالَ قِيثَارُهُ الرَّنَّانُ مُنتَظِراً | |
|
| أَن يَرجِعَ اللَّحنُ للأَوتَارِ، والبِشْرُ |
|
مَا زَالَ بَينَ نُجُومِ اللَّيلِ يُؤنِسُهَا | |
|
| حَدِيثُهُ العَذْبُ، يُفشِي سِرَّهُ الثَّغرُ |
|
مَن قَالَ مَاتَ فَقَلبِي لَن يُصَدِّقَهُ | |
|
| و هَل يَمُوتُ لأَصحَابِ النُّهَى فِكرُ؟! |
|
الفِكرُ بَاقٍ وإِن غَابَت مَنَارَتُهُ | |
|
| كَالعِطرِ مَهمَا ذَوَى فِي غُصنِهِ الزَّهرُ |
|
هُوَ الغِيَابُ قَلِيلاً، ثُمَّ يَفجَؤنَا | |
|
| بَعدَ الغِيَابِ بِشِعرٍ مَا لَهُ حَصرُ |
|
هُوَ الرَّحِيلُ لِنَبعِ الشِّعرِ فِي سَفَرٍ | |
|
| يَعُودُ مِن بَعدِهِ مَهمَا مَضَى العُمرُ |
|
دَعُوهُ يَغفُ عَلَى صَدرِ الثَّرَى أَلِقاً | |
|
| أَليسَ مِن حَقِّهِ أَن يَرقُدَ البَدرُ؟ |
|
لا تَزعُمُوا أَنَّهُ قَد مَاتَ أَو غَربَت | |
|
| شُمُوسُهُ، إِذ طَوَى أَضلاعَهُ قَبرُ |
|
لا تَمنَحُوا لَقَبَ المَرحُومِ فَارِسَنَا | |
|
| لَقَد تَرَجَّلَ عَن خَيلِ الهَوَى حُرُّ |
|
أَستَغفِرُ اللهَ مِن وِزرٍ ومِن شَطَطٍ | |
|
| لَقَد شَرَدْتُ بِأَفكَارِي، ولِي عُذرُ |
|
فالعَقلُ لَو جَنَحَت يَوماً سَفِينَتُهُ | |
|
| تلهو بها الريحُ أو يَهوِي بِهَا البَحرُ |
|
هذا هُوَ المَوتُ مَقدُورٌ، فَمَا سَلِمَت | |
|
| مِن نَابِهِ رُسُلٌ هُم أَنجمٌ زُهرُ |
|
مَا كَانَ يُنكِرُهُ إلا ذَوُو صَلَفٍ | |
|
| و لَستُ مِمَّن تَوَلَّى أَمرَهُم كِبرُ |
|
عَبدَ الرَّسُولِ:أَرَاكَ الآنَ مُبتَسِماً | |
|
| فِي جَنَّةٍ، لَكَ فِي فِردَوْسِهَا قَصرُ |
|
مَا كُنتَ تَسكُنُهُ لَو لَم تُقِم أُسُساً | |
|
| بِالصِّدقِ يَرفَعُهَا مِن فِعلِكَ الخَيرُ |
|
تَرَكتَ بَعدَكَ عِلماً نَافِعاً أبداً | |
|
| مَا كَان يَعدِلُهُ .. لَو أَنصَفُوا .. تِبرُ |
|
ولُذتَ بِاللهِ تَرجُو فَيضَ رَحمَتِهِ | |
|
| فَقَرَّ عَيناً إِذَا مَا جَاءَكَ الأَمرُ |
|
واْهنِأ بِمَا زَرَعَت يُمنَاكَ يا نَهَراً | |
|
| طَابَ الحَصَادُ ولَمَّا يَنضَبِ النَّهرُ |
|