عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > جمال مرسي > أو فكن في المغرَقين

مصر

مشاهدة
389

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أو فكن في المغرَقين

لَيسَ يعنِينِي .. كَثِيراً .. مَنْ تَكُونْ؟!
لا أُبَالِي
إِنْ تَوَضَّأتَ بِمَاءِ الوَردِ
أَو دَمعِ العُيُونْ .
لَيسَ يُغرِينِي إَذَا كُنْتَ وَسِيماً
لَكَ دُونَ النَّاسِ كَارِزْمَا
فَتَختَالُ كَطَاوُوُسٍ بَهِيِّ اللَّونِ بَينَ المُعجَبِينْ .
أَو بَدَتْ غَمَّازَةٌ فِي الخَدِّ
كَالبَدرِ اْتِّسَاقَا .
أَو نَمَا فِي اللِّحْيَةِ السَّوْدَاءِ فُلٌّ
فَتَأَلَّقتَ اْئتِلاقَا .
وتَحَدَّثْتَ إِلَيْنَا بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ .. فِي الخِطَابَاتِ .. مُبِينْ .
ليس يعنِينِي إِذَا مَا اْختَرتَ نَهجاً سَلَفِيّا
أَو طَرِيقاً نَاصِرِيّا
أَو يَسَاراً سِرتَ فَوقَ الدَّربِ
أَو نَحوَ اليَمِينْ .
لَيسَ يعنِينِي إِذَا مَا جِئْتَ مِن دِلتَايَ
أَو أَقصَى جَنُوبِي .
طَالَمَا قَدْ جِئتَ مِن مَيْدَانِ عِشقِي يَا حَبِيبِي
فَحَمَلتَ الثَّورَةَ البَيْضَاءَ
فِي الصَّدرِ الرَّحِيبِ .
وعَلَى رَأسِكَ حُلمُ المُتعَبِينْ .
لَيسَ يعنِينِي إِذَا مَا كُنتَ فِي الرَّيعَانِ
أو سِنِّ الكُهُولَةْ .
لا، و لَنْ تُبهِرَ عَيْنِي كُلُّ أَنوَاطِ البُطُولَةْ .
والشِّعَارَاتُ الَّتِي مِن شَاشَةِ التِّلفَازِ
والمِذْيَاعِ تَسرِي ..
وبِهَا زَيَّنتَ أَورَاقَ الصُّحُفْ،
وعَلَى الجُدرَانِ جَاوَزتَ بِهَا حَدَّ التَّرَفْ،
لَيسَ تَعنِي لِي سِوَى بَعضِ القَرَفْ،
إِنْ أَتَتْ تَحمِلُ زَيفاً مِن رَئِيسٍ
أَو كَذَا خُيِّلَ لِي
قَدْ جَاءَ مِنْ مَاءٍ و طِينْ .
لَيسَ يعنِينِي
إِذَا مَا جِئْتَ مَحمُولاً عَلَى أَكتَافِ أَنصَارِكَ
مَفتُوناً بِهِمْ فِي كُلِّ صُبْحٍ
ومَسَاءْ .
أَو خَطَبْتَ الخُطبَةَ العَصمَاءَ فِيهِمْ
بِاْقتِدَارٍ و دَهَاءْ .
قَدْ أَغُضُّ الطَّرْفَ عَن أَشيَاءَ فَاقَتْ
كُلَّ حَدٍّ لِلغَبَاءْ .
إِنَّمَا أَزأُرُ
إِنْ ضَيَّعتَ حَقَّ الشُّهَدَاءْ .
وتَخِذتَ القَهرَ مِعرَاجاً و مَسرَى
فَتَعَالَيْتَ
كَمَا الفِرْعَونِ فِي وَادِيَّ
عُمراً
مُنذُ آلافِ السِّنِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيبٍ جَدِيدٍ:
إِنَّ لِلكُرْسِيِّ لَو تَدرِي بَرِيقاً
كَالنُّضَارْ .
يُذهِبُ الأَبصَارَ،
يُغرِي
بِاْمتِشَاقِ السَّيفِ فِي وَجهِ النَّهارْ .
رُبَّمَا يُغوِيكَ كَالشَّيطَانِ أَن تَفقَأَ عَينَ الفَجرِ
أَنْ تُطفِئَ نُورَ البَدرِ
أَنْ تَبقُرَ بَطنَ النَّهرِ
أَو تُحرِقَ قَلبَ الآمِنِينْ .
رُبَّما يُغوِيكَ أَن تَزرَعَ عِفرِيتاً شَقِيّاً
فِي جِهَازِ الهَاتِفِ المَحمُولِ
فِي المَقهَى
وفِي المِترُو
لِكَي يَأْتيكَ بِالأَخبَارِ مِن قَبلِ اْرتِدَادِ الطَّرْفِ
أَو نَبضِ الوَتِينْ .
رُبَّمَا يُغوِيكَ أَن تَصلِبَ فِي كُلِّ صَبَاحٍ
أَلفَ حَلاَّجٍ أَبَى أَن يَجعَلَ الأَشعَارَ مِنْ جُندِ الأميرْ.
والدَّوَاوِينَ سِجِلاَّتٍ تُبَاهِي
بِفُتُوحَاتِ الأَمِيرْ .
ولِقَاءَاتِ الأَمِيرْ .
ونِسَاءِ القَصرِ و المِكيَاجِ
والأَتبَاعِ و الأَشيَاعِ و المُنْتَفِعِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيْبٍ جَدِيدٍ:
رُبَّمَا تَصحُو عَلَى دَاءٍ عُضَالٍ
لَم تَكُنْ تَعرِفُهُ قَبلَ الرِّئَاسَةْ .
فَاْستَمِع للُّنصحِ
إِن جَاءَ طَبِيبُ القَصرِ يُسْدِي:
سَرَطَانُ المَالِ يَنمُو فِي شَرَايِينِ السِّيَاسَةْ،
لَو يُبَاعُ الشَّعبُ فِي سُوقِ النِّخَاسَةْ،
حِينَهَا يُستَأْصَلُ الدَّاءُ المُهِينْ .
أَيُّهَا القَادِمُ مِن غَيْبٍ إِلَى غَيْبٍ جَدِيدٍ:
بَيْنَنَا المَيْدَانُ فَاْحذَرْ
أَنْ تُعِيدَ الأَمسَ ‘
إِنَّ الأَمسَ قَدْ أَضحَى دُخَاناً فِي سَمَاءِ الطَّامِحِينْ .
كُنْ نَخِيلاً شَامِخاً لا يَنْحَنِي
إِنَّ نَخلِي لا يَنِي
كُن كَمَا فِي الحُلمِ أَبصَرتُكَ نَجماً
يُوسُفِيّا
أَو فَكُنْ فِي المُغرَقِينْ .
جمال مرسي

2012523م
بواسطة: جمال مرسي
التعديل بواسطة: د. جمال مرسي
الإضافة: الخميس 2020/10/08 05:48:28 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2021/03/23 11:15:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com