عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > يا أجدادَنا الشعراءَ المجانينَ العُذْريِّين

سورية

مشاهدة
323

إعجاب
19

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا أجدادَنا الشعراءَ المجانينَ العُذْريِّين

أيا رَبِّ عوِّضْ كلَّ مَن كان هاويا
وما فاز مِن وصلِ الحبيب الأمانيا
أيا رَبِّ عوِّضْ كلَّ مَن كان هاويا
ورجّى التَّداني لم يشاهد تدانيا
أيا رَبِّ عوِّضْ كلَّ مَن كان هاويا
وما فاز مِن ليلاه إلا التَّجافيا
أيا رَبِّ عوِّضْ كلَّ مَن كان هاويا
ولم يَحْظَ مِن لُبناهُ إلا الدَّواهيا
أيا رَبِّ عوِّضْ كلَّ مَن كان هاويا
إلى القاع وامنحهُ لديك المَراقيا
أحِنُّ على كل المجانينَ سِيَّما
على خيرِ مَن كانوا الهُواة العَذاريا
أحال الهَوَى فيهم قُواهم توانيا
وصَيَّرَهمْ مستعبَدين جواريا
فنقطة ضُعفِ المَرء في النفسِ حُبُّه
تُحِيلُ هِزَبْرَ الغابِ أرنبَ واهيا
تُحيل قُواه والدماغَ سواقيا
من الدمع حتى لا يُريحَ المآقيا
تحيل رؤاه والشعورَ مجاريا
لأنهارِ إسقاءٍ تُنَمِّي القوافيا
أ أحيا أنا بتجاوبٍ وسعادةٍ
وهمْ دون شأني؟ بل أريد التَّساويا
خُلِقتُ بفضلِ الله والأهلِ فاديا
ولم أتَوَجَّهْ أن أكون أنانيا
إلهي أعِنِّي أن أعِدُّ لِحبّهم
مكاناً أميناً يغدقُ السعد صافيا
فأجعل بيتي للمجانينَ موئلاً
أعوِّضُهم عن بؤسِ ما كان ماضيا
أعوِّضُهم بالفعل عن كل ما رجَوا
قديماً بفضلِ الله ثم جهاديا
إلهيَ إني بالخوارقِ مُؤمنٌ
فهيِّئ إليهم من لدُنْك تشافيا..
وأرجوك أن تكسو رُفاتهمو لكي
يَكونوا بإذنك ناضرين زواهيا
ويا ربَّنا ابعثهم جميعاً من الردى
ليأتوا دياري كاسِبين الأمانيا
ويا ربنا اجلبْ كلَّ إلْفٍ وإلفِهِ
إلى منزلي يسْتحْوذون التَّلاقيا
لأنهمو أصحابُ خُلْقٍ مُهذبٍ
يُحبون روحيَّاً وليسوا زوانيا
أ عشاقَ ليلى أجمعينَ تهيؤوا
إلى العيش عندي واستقلُّوا النَّواجيا
أ عشاقَ ليلى أجمعينَ تمتعوا
بليلى ولُبْنَى لن تظلوا بَواكيا
أحباءَ ليلى أو عُفَيْرا وعبلةٍ
وأسماءَ أخرى لستُ أعرف ما هيا
تعالوا لبيتي يا جميلَ بثينة
ومجنونَ ليلى باللقا دَاوِيانيا
أ عشاقَ ليلى أجمعينَ تمتعوا
كمثلي فإني جئتُ عنكم مُحامِيا
تزوَّجتُ ليلى وهي منكم حفيدةٌ
وأنجبْتُ منها يا جُدودُ ثمانيا
تمنَّيتُ أنْ تحْظُوا بليلى كما حَظِي
فؤادي بليلايَ الرَّفاهِ مَلاكيا
هيَ ابنة عمي قد تزوجتُ بعدما
قذفنا التقاليدَ السَّخيفة نائيا
تعالَوا فما ليلاي صَدَّت ولا اشتكَى
ذوُوها ولكنْ أشبعونا تهانيا
فأنتم ضحايا عصرِكم وجنونِهِ
ضحايا تقاليدٍ تُشِيعُ المآسيا
ضحايا جهالاتٍ وفكرٍ معقدٍ
من الكبتِ أصبحتم رقاقاً بَواليا
تحجرتِ الأفهام في عصر ظلمةٍ
فما عاد خَطّابٌ يلاقي الغوانيا
مَزِيَّةَ هذا العصرِ صار منائراً
أزال بحرَّياته كلَّ مافِيا*
*كل عصابة ضالة
سعيدٌ أنا بالزوجِ أعرف مِهنتي
وأعرف كيف الزوجُ يُصبحُ هانيا
سعيدٌ لأني حُزتُ حب حبيبةٍ
تمتعتُ منها ما تمنيتُ كافيا
خذوا النُّصْحَ من أمِّ الفراس ومِنِّيا
فما صدقاتُ النّصْحِ تُنْقص ماليا..
نحاور بعضاً كي نحَسِّنَ وضعَكم
نقدّمُ حَلّاً والمواساةَ ثانيا
رجونا لكم حباً بدونِ مَوانعٍ
يُشيدُ زواجاً رائعاً ومِثاليا
حزينٌ رحلتم دون كسبِ مُرادكم
وحُزتُ أنا حباً ودوداً وحانِيا
حَيِيتمْ حياة تشبهُ القِشرَ والصَّدى
ولستم كمحْيايَ اخترقتُ الخوافيا
وبالرغمِ مِن عيشِ التشردِ في الفلا
بنيتم لفنِّ الشعرِ مجداً مُباهيا
لأنه روحيٌّ يداوي الدَّواميا
يُعَبر عن إخلاصِ من كان فادِيا
لقد أنجبَ الإبداعُ منكم قصائداً
على المنْع ذاعت في الزمان أغانيا
فللمنع سريّاً مَنابعُ جمةٌ
تغذي القوافي قوةً ومعانيا
تمنيتُ شِعري أن يُشابهَ شِعرَكم
ولكنَّ ضُعفاً في البيان عَرانيا
أحاول فنّاً قدْرَ ما حاولتمُ اللقا
ولكنْ بِفنّي قد لقيتُ المخازيا
إذا كنتُ لم أبدعْ جمالاً كشعركم
عسى السِّرُّ أني قد بلغتُ مُراديا
كأنَّ اكتساب الوصل يُنهي المساعيا
إلى صنعِ إبداعٍ يزيد المعاليا
رأيتُ قصيدَ الوصل يهبط هاويا
وأنَّ قصيدَ الصدِّ يَبني المبانيا
لقد أنجبَ اللُّقيانُ عندي قصائداً
تؤكد أني كنتُ بالشعرِ دانيا
تعالوا نؤلِّفْ ألفَ شعرٍ مُعَظَّم
يغذي الوَرى بالهنا لا المآسيا
ونُنتج أشعاراً تُجدد مجدنا
ونشعلُ أقماراً تُنير اللياليا
تعالوا جميعاً واسكُنوا الدهرَ بيتنا
تروا فيه ما يُرضي الهدى والمَعاليا
تعالوا يُكَللْكم إلهي بعِزِّهِ
ويمنُنْ عليكم فوق ما في خياليا
تعالوا لبيتي أمسحِ الجرحَ كلَّه
بحبي وتحناني عليكم وماليا
تعالَوا تروا جُوداً عظيماً يصونكم
ومأوى إليكم حاضناً متفانيا
تعالوا جميعاً عائشين بمنزلي
ترَوا ربَّنا عنكم يصد الدواهيا
تعالوا تروا عندي إياداً مُوالِيا
لكل محبٍّ مخلصٍ مات جاثيا
تروا كل شيئ في دياري مُرَحِّباً
وروضي بلقياكم سيرقصُ زاهيا
سأدعو إليكم كلَّ ليلى مُحِبّةٍ
ستأتي وتَسقيكم حناناً مُعافِيا
ولكنَّ من ليست تحب ستختفي
تواصل منهاج الرَّدَى والتغافيا
أ يُحضِركم ربي إليَّ بجُنْدهِ
ملائكةٍ تزجي إليَّ الأمانيا؟
***
فحمدا لربي قد حداكم لدارِيا
سميعاً كريماً قد حباني رجائيا
ستحيَون في بيتي جميعاً أعزة
وكلٌّ لدَى ليلاهُ يبقى مُحاذيا
فكلٌّ لديه غرفة مستقلة
بها كلُّ ما ترجون فيها التشافيا
صبابتكم تغدو زِواجاً موفَّقاً
وإني لمأذونٌ أُقَرِّب نائيا..
ولن تلتقوا في الدهرِ حفلاً مُرَحِّباً
بكم مثلما تَلقُون مني احتفاليا
وهاكمُ أولادي إليكمْ حفائداً
لكي يخدِموكم مؤمنين مَواليا
وكي يُطعموكم كبسةً ومشاويا
وتبُّولةً، بيتزا، وكوسا، وبامِيا..
وكي تأكلوا أشهى المَحاشيْ دواليا
وكي تشربوا نهرَ العصيرِ سواقيا
دجاجاً بُروستاً، أو مناقيشَ زعترٍ
وترتيل قرآنٍ يُنير المآقيا
ونسمع بيتهوفنْ وموزارَ والغنا
كمثل فريدٍ أسمهانٍ وشادِيا
وكي تَظهروا خيرَ المظاهر، ربُّنا
يُعلِّمكم كيف التمدنُ هاديا
يعلمكمْ ربي الطرائقَ كلَّها
بكل ذكاءٍ تُتقنون المَراقيا
تَطوَّرَ فينا كلُّ شيءٍ: نفوسُنا
ومظهرنا، تجري الحضارة عاليا
وذلك أدنى ما تريده مهجتي
من العون من مولىً يُلبِّي دعائيا
أحِنُّ عليكم لحظة بعد لحظةٍ
وتبقون طول العمر عندي غوالِيا
فداؤكمو يا أهل شعرٍ مُطَهرَّ
فؤادي وروحيَ فَلْتدومُوا حياليا
وأيّة غُصَاتٍ لديكم تكوَّنت
قديماً ستغدو فرحةً وأغانيا..
وأيُّ جفاءٍ حَلَّ فيكمُ سابقاً
بإذنه لن تلقُوا مثيلَه ثانيا
ولن تلتقيكم مشكلاتٌ جديدةٌ
بإذنِ سَميعٍ كم يُجيب دعائيا
أرُوني نُمُوّاً أو ضُموراً بشعركم
وفزتم بليلاكم لأصبحَ راويا..
فأرجوك يا ربي أعِنْهم على المنى
وكن دائماً عنهم وعنيَ راضيا
ويا ربَّنا امنحْهمْ أعزَّ مكانةٍ
إلى غيرهم لم تُعْطِ إلا عَذارِيا
أعنِّي على تحقيقِ كلِّ هنائهم
فأحيا بفضلٍ منك طول حياتيا
ومَن كان ربُّ الكونِ منهاجَ سَيرِه
سيحظى بفضلٍ مِن لدُنْهُ المعاليا
خالد مصباح مظلوم

يا أجدادَنا المجانينَ العُذْريِّين أو: (القصيدة الطريفة) ملاحظة نثرية: كان الشعراءُ العُذْرِيون نموذجاً مثالياً للإبداع الشعريّ الروحيّ المبنيِّ على المنع والصبر والصد والحرمان، وخلقني الله نموذجاً تعبيرياً أو قل (إبداعياً) للزواج الشرعيِّ المتجاوبِ الكامل المبنيّ على الإشباع، وإذا حاولنا مقارنة هذين الفنين المتداخِلَين سنرى منافع الإنتاجين ومضارِّهما أو سنرى درجة الخصوبة الفنية والروحية لكل منهما.. دمشق في 27 صفر 1442 هـ - 15 أكتوبر 2020 م
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: السبت 2020/10/17 06:23:37 مساءً
التعديل: الاثنين 2020/10/19 03:37:13 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com