عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > إلغاء اللقاء بين مجنون رفاه ومجانين ليلى..

سورية

مشاهدة
302

إعجاب
21

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلغاء اللقاء بين مجنون رفاه ومجانين ليلى..

تمهيدٌ شعري:قال قبس بن الملوح مجنون ليلى رحمه الله:
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوِّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
***
رجوْتُ مجانيناً أحبُّوا لياليا
بأن يَقْطنوا بيتي بعون إلهيا
سألتُ إلهي أن يُجيبَ دعائيا
إذا قال كُنْ، فوراً يُحِقُّ الأمانيا
سألتُ رفاهي هل تريدين مُكْثَهم
لدينا؟ أجابت لا، فذُقتُ المخازيا
تغار إذا حلَّ المجانينُ بيتنا
تقول اختلالٌ قد يحل بداريا
أضافت: جنوني مستَحَبٌّ بحُبها
كريهٌ بأخرى غيرِها لو تَساليا
تحدَّتْ جنوني أن يكونَ بغيرها
وقالت حبيبِي لن تكون سوى ليا
ويا ربَّنا الأنثى تظلُّ غيورةً
وعانيتُ من هذا طوال حياتيا
فما هي ترضى باهتمامي بغيرها
ولو همُ أمواتٌ مشَوا بمناميا
ولم ترضَ أن يستهْجنَ الناسُ قصتي
وقالتْ عساهم أن يُروكَ التحاشيا
خجلتُ كثيراً من رجُولة ذاتيا
أ آخذ وعداً ثم أُخفِقُ وافيا؟
لقد خاب ظني أنْ سأُخْلِفُ موعِدي
وما همَّها أني أحِسُّ انتقاصيا
تعودتُ منها الانصدام والانزوا
ولم تُهْدِ لي حتى اعتذاراً مُواسيا
ولم تُبْدِ إعجاباً بشعريِ موازيا
لقوة أشعاري بهم، بل تقاليا
وأدركتُ أني دائماً تحت أمرِها
ولا أملك الأشياء حتى تراجيا
ومهْما أطالبْ لا أفُزْ بمطالبي
فهل تحتَ نعلِ الكل صار مُقاميا؟
لكلِّ عبيدٍ في الوجود حقوقُهم
سواي أنا خالي الحقوق حياتيا
وتمنعني من أن أمارس مهنتي
بغَمرِ البرايا رحمةً وتآخيا
إلى ما سأبقى مِن رفاهي مُعانيا
منَ الظلم أقضي العمرَ كلَّه شاكيا؟
فليس بوُسْعي أن أقيم صداقةً
مع الناس حتى صرتُ أبدو أنانيا
وليس بوُسْعي أن أقابل زائراً
ولا مستجيراً، أو صديقاً مُعانيا
وليس بجَيبي أي نقد يعينني
لأبني داراً لليتامى وناديا..
وليس بوسعي أخذُ حبة خردلٍ
من البيتِ إلا أنْ تصُدَّ عطائيا
إذا خِلتُ أني لا أراها ورائيا
وأشرعُ إعطاءً أراها أماميا
وتعطي مساكيناً يَفزْنَ حنانها
ولكنْ حناني ليس يلقى تساويا
وتلهو دواماً في مشاعرِ عزتي
فترثي أحاسيسي دوامَ هوانيا
فيا ربِّ جنِّبني المجانين كلهم
وإلا تلَقُّوا من رفاهي الدواهيا
وحتى ولو رقَّقْتَ يا رَبّ قلبَها
إذا لم تطوِّرْها ستُفني الأمانيا
ويا رب بغِّضني بها لستُ راجيا
ولا شيءَ منها فهي ضدُّ رجائيا
وما عسفُ أمريكا شأى عسْفَ زوجتي
بلِ اْثناهما يستحوذان احتجاجيا
وحالةُ أوروبّا كحالة زوجتي
تحارب آمالي لأصبح خاليا
أ توشكُ زوجي أن تكون مثيلَها
وتحرقَ حتى منتجات بلاديا؟
وتقطع عني الكهرباءَ مع الكَلا
تُحَرِّمُ مازوتاً يُدَفِّي عياليا..؟
وتجنح في الآلام سيارتي على
طريقٍ بلا بنزينَ تقضي اللياليا؟
وليس بجَيبي أي نقدٍ يُجيرني
لأركب باصاً حين أتعب ماشيا
وأصبحَ عقلي غيرَ عقليَ ساهيا
وقد صار كفي فارغاً متوانيا
وصار فؤادي قاسياً لا مُباليا
وكان قديماً حانياً متفانيا
أرانيَ معتوهاً منحتُ النواصيا
لزوجي، وقد أصبحتُ أرجو التَعافيا
وحقاً كما قال اْبنُ سلمى بشعرهِ
سيُظلَمُ مَن لا يظلِمُ الناسَ قاسِيا
فقلتُ لنفسي رغم كل تألمي
عفا الله عنها ولْيَهَبْها دمائيا
ويا عجبي بالرغمِ من كل جَورها
أراها مثالاً للعدالةِ عاليا
وبالرغم من تنكيلها بمشاعري
أراها ملاكاً للَّطافةِ شافيا
ولما رأتني ساهماً متأذيا
أتت في انكسار كي تُهَدِّئَ باليا
وقالت: حبيبي خالدٌ دمتَ صاغيا
لأغربِ موضوعٍ نعُدُّهفاضيا
تعال نناقشْ ما تريد بمنطقٍ
وإن كان ما تسعى إليه خياليا
فأرجوك حاورْني بكل لطافةٍ
فأنت حبيبي لن تمَلَّ حِواريا:
أ تعْلمُ لو حقاً رضيتُ بما ترى
بأضيافنا فالبيت ليس مؤاتيا؟
أ تدري تماماً كم عديدُ ضيوفنا؟
أجبتُ: جميعاً يبلغون ثمانيا:
جميلٌ، وقيسٌ، والكُثَيِّرُ، توبةُ
ولم تأتِ أسماءٌ سواها لِباليا
فقالت: همو أضعافَ ما قد حسِبْتَه
فرُحْ واقرأ التاريخَ دمتَ معافَيا
لقد قيل لي أعدادُهم فوق وُسْعنا
وبيتك لا يكفي، فكفَّ مَلاميا
وتعلم أني لا أقصِّر عن فِداً
لأجلك، لكنِّي أريكَ النَّواهيا
نسيجُكَ نوعٌ عاطفيٌّ مؤهَّلٌ
لتفديَ بالأرواحِ حتى المُرائيا
لديك اندفاقٌ بالسَّخاءِ قبِسْتَه
من الغيم لا تُبقي لنفسك باقيا
وأعشقُ إنسانيّةً فيك جمّة
تسالم حتى حين تصفو الأعاديا
إذا كنتُ أقسو أو أمانع حاجة
فذلك من خوفي تَجُرُّ المآسيا
تُضِيع كنوزَ الأهلِ لحظةَ رأفةٍ
بأي عُداة يُظهرون تصافيا
فقلتُ إذا وافقتِ يا نورَ عيشتي
سأطلبُ من ربي يزيد المبانيا
وإنْ لن تريدي أن أخطَّط مطْلقاً
فحقكِ عندي أن أزفَّ اعتذاريا
فقالت أ ترضى أن نخاصم بعضنا
لأجل خيالٍ ليس يَسقي ظواميا؟
فقلتُ لها كلا افعلي ما ترينهُ
أراك سبيلاً للتفاهمِ ساميا
فقالتْ أدام الله حبِّي أماميا
وزاد التصافي بيننا والتَّساميا
وقلتُ لها حقاً كلامُكِ واعلمي
بأني لو قابلتُهم مِتُّ غاشيا
وكم كنتُ أخشى يا رفاه لقاءهم
وقد برزوا كالمومِياء أماميا
تصورتُ كم قد كان يجْفَل خافقي
مجرد أن يأتوا لأجل لقائيا
فإمّا سآوي خلف ظهركِ خائفاً
وإما سأجري للفلا مُتَواريا
فقلت لربي لستُ أرضى المخازيا
لزوجي، ولكن بتُّ أرضَى المَعاليا
ومهما رأتها النفسُ ذاتَ تعسُّفٍ
أرى العدلَ فيها دائماً والتساويا
وأخجل كم أرهقْتُها باستعادةٍ
لبعضِ ديوني كلَّفَتْها الغواليا
وكنتُ كما لي قال خيرُ صحابنا:
تهُدُّ المباني وهي تبني المبانيا
وتنجيكَ دوماً من سجون سياسةٍ
ومن تُهَمٍ شتى تُشيب النواصيا
فقلتُ نعم ما قلتَهُ الحقُّ ناقصاً
وأكمِلُ لولاها فقدتُ صوابيا
وكم هي أوصتني وما كنتُ واعيا
وكم هي أنجتْني وما كنت وافيا
وكم هي رقّتني، وما كنتُ راقيا
وربَّتْ ليَ النسلَ السَّوِيّ المثاليا
حَيِيتُ غريراً واهباً كلَّ ماليا
إلى الناس حتى كِدْتُ أصبِحُ حافيا
فخيركمو من كان خيراً لأهلهِ
وكنت لكل الناس خيراً وهاويا
فمِن بعد أن أودَى اللصوص بماليا
ذوتْ صِحتي واهتزَّ صرْحُ سلاميا
فمن فرط نصابين عاثوا بثروتي
توَجّبَ أنْ زوجي تصونَ اقتصاديا
وأصبَحَ شرعيّاً يحقُّ لها الوَلا
وأضحى صواباً أن تحوز اقتياديا
وصار عليها من غبائي حمايتي
وإلا يُلاقي النسلُ منِّي المَهاويا
لحَى الله كُفّاراً جَنَوا بنِهابِهِم
عليَّ فلم أقدرْ أساعدُ عانيا
شكرتُ اتخاذ الحزم من عقلِ زوجتي
وقرَّرتُ أن لا أرهقَ الزوجَ ثانيا
مطيعٌ دواماً كلَّ آراءِ زوجتي
وصرتُ لآرائي خصيماً مُجافيا
فيا ربِّ ساعدني لألغيَ دعوتي
مجانينَ ليلى أن يزوروا دياريا
لأجعلَ وِجدانَ القرينة راضيا
ولو أنهم كانوا عليَّ غواليا
وأصبحتُ أدعو لا يقرِّبُ نائيا
ويتركُ مَن في قبره الدهرَ ثاويا
فما عاد لي طولَ الحياة عَلاقةٌ
بهم غيرُ شعر قد درَسناه ساميا
وما عدتُ أرضى أي درس مُجدَّدٍ
ولا أيَّ تخطيط لأحْيي البَواليا
ألا أيها المجنونُ دمت مُجَنَّنا
ودُمْ أيها المحروم أسوانَ طاويا
ولا تصحبوني لستُ قطُّ صديقَكم
تناسيتُ عنكم كل ما كان ماضيا
جميع ثقافاتي تكوْنُ قرينتي
وأجثو إليها شاكراً ومُواليا
أيا رَبِّ لن أخطو بتاتاً بدونها
ولو خطوة قد تجعل العيش نابيا
ولاسيَّما أصبحتُ شيخاً مهشَّماً
وتبقى رفاهي لي طبيباً وهاديا
أرى قلبها يحنو عليَّ مُكافيا
يُكِنُّ إليَّ الاحترام المُواسيا
وإني لَمحتاجٌ إليها مُحاميا
نبيهاً جديراً أن يَقود عِنانيا
على كل حال قد ولدتُ قصيدةً
وجئتُ بأخرى كي أغذي القوافيا
خالد مصباح مظلوم

تمهيدٌ نثري: بعد زواجي من رفاه أصبح لقبي: مجنونَ رفاه دمشق الاثنين في 8 ربيع الأول 1442 هـ - 26 أكتوبر 2020 م
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الأربعاء 2020/10/28 02:40:02 مساءً
التعديل: الأحد 2020/11/01 02:34:53 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com