عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > مؤامراتٌ تكشفُها الكاميرات

سورية

مشاهدة
281

إعجاب
15

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مؤامراتٌ تكشفُها الكاميرات

أهاجرُ للأشعارِ أنجعِ مَهربٍ
لأنْجِيَ نفسي مِن شقاءِ شعورِها
وأرثي لسُوريَّا التي تمَّ غزوُها
من التُّركِ والأمْريكِ.. ضدَّ سرورِها
لإرضاءِ إسرائيل عادَوا بلادنا
وقامُوا بهدمِ بيوتها وجُسورِها
لتأمَنَ إسرائيلُ شَلّوا أمانها
وعانت من الإرهابِ ما فوق سُورِها*
لتأمَنَ إسرائيلُ شَلّوا حياتها
فصارتْ بلا أمنٍ تنوءُ بنيرِها
يحلق الاستعمار فوق رؤوسها
ليدخلَ في ألبابها وقشورِها
لتتويج خُوَّارٍ بديلَ بواسلٍ
ونشرِ بغاةٍ يعبثون بدورِها..
لتصبحَ في جهلٍ بلا وطنيةٍ
وتخلو من التطويرِ مثلَ حميرِها
يحوكون يومياً عليها تآمراً
بنشرِ أضاليلٍ تُعيث بنورِها
ونشرِ أكاذيبٍ وشرِّ دعايةٍ
لِتنخرَ في تفكيرِها ومسيرِها
بحُجةِ تحريرِ العيونِ من القذى
لقد فقأوها واستبدُّوا بِعُورِها
بحُجةِ تحريرِ الشعوبِ من الأسَى
أعدّوا لها مأساةَ حرقِ جُذورِها
بحُجةِ تحريرِ الشعوبِ من الثأَى
شأَوا بالثأى والشرِّ فوق شرورِها
بحُجةِ تحريرِ الثرى مِن دواعشٍ
تفانَوا بتقسيماتها وعبورِها
فسادُ بلادي إنْ يُقَسْ بفسادهم
يُعَدُّ نجوماً يستضاء بنورِها
سبَوا ثرواتِ النفطِ منها وأرضَها
وراموا انتهاءَ شهيقها وزفيرِها
وقد وصفوا الفوضى ربيعاً مُنَضَّراً
ليُرْسوا خريفاً طائحاً بزهورِها
أصروا على إسقاطها عن بُدورها
ويخشون حتى مِن سماعِ زئيرِها
أصروا على إسقاطِ نهجِ شموخها
وإرساءِ تصحيرٍ بديلَ نضيرِها
أقاموا حصاراً جغرافياً مقززاً
تقيمه أبراجُ الخنا بفجورِها
لقد حرموها أن تعيش بأنعُمٍ
ويسعَون لاستنفادها وضمورِها
وقد شرّعوا الغاز المُسيلَ دموعَها
وقد حَرَّموه أن يسيلِ لدُورِها
يُجازون بالشرِّ الوبيل مُعينها
فتُمنع عبَّاراتُ نِفطٍ لِبيرِها
تعاني انقطاعَ الكهرباءِ وغيرِها
فصار بصيرُ الناسُ مثلَ ضريرِها
فما يهنأ السكانُ بالنورِ ساعةً
سوى ويليهِ الحزنُ من فقْدِ نورِها
فتُخْربُ ثلاجاتُ أكرمِ دولةٍ
وقد سرقوا أموالها مِن قصورِها
وقد حَرَموا المَرضَى دواءً مناسباً
فما مصعدٌ يقوى لحملِ كسيرِها
تُعاني عقوباتٍ تزيد توسُّعاً
وإحراقَ غاباتٍ وخنقِ طيورِها
لقد عطَّلوا شغل الأنامِ وعزَّهم
كما هدروا قُدْراتِ صبْرِ صَبورِها
وقد أحرقوا محصولَ أكلٍ ومشربٍ
وجنّاتِ أزهارٍ ووأْدِ عبيرِها
تفانوا بتجويعِ البلاد لتنحني
لِحُمْقِ سياساتٍ لها وغرورِها
يريدون إنزالَ البلادِ من العُلا
وزادتْ عُلوّاً في عيونِ بصيرِها
وزادت قوى استقلالها ونشورِها
فباءوا بخذلانٍ أمامَ صخورِها
وباءوا بغيظٍ مِن مقاومةٍ أبتْ
خضوعاً وصدّت كيدَهم بسعيرِها
فهل يا تُرى لا يعرفون شُموخَها
ولا دينها الداعي لدحرِ كُفورِها؟
فلو قاطعوها فوق تسعينَ حِجة..
ستأبَى، ولو تشقى طوال دهورها
تُناهض بيع الحقِّ في تطبيعها
وتأبَى التَّراخي في جميعِ أمورِها
لحَى الله أمريكا ربيبةَ لندنٍ
حليفةَ أوغادِ الدُّنا وبُثورِها
تأبطتِ الحظرَ الذي ليس ينتهي
ليقضي على أضواءِ كلِّ بُدورِها
ولو أن أخلاقاً لديها تراجعتْ
لصالحِ شعبٍ غارقٍ بشرورِها
طفيليةٌ هي والفرنجة كلُّهم
عبيدٌ لصهيونٍ بإمرةِ زيرِها
يعادون سوريّا لأجل إبائها
ويرجون فوراً وأْدَها في قبورِها
وصهيونُ فازتْ من سواها بحُلْمها
وقد أدخلت خُوَّاننا في جُحورِها
وقد صهينتْ صحراءَهُمْ وبحورَهم
وقد لوثتْ أمعاءهم بخمورِها
ومَن ظنَّ صهيوناً تسالم شعبه
يعشْ عمره مستخزياً بثُبورَها
وصهيون ذئبٌ والشعوبُ فرائسٌ
وثعلبةٌ في مكرِها وَوُكورِها
ألا فاخرَسوا يا مُدَّعون بأنكم
حماةُ حقوقِ الأرضِ طول عصورِها
ألا فاخرسوا يا مدعون بأنكم
حِراصٌ على حقِّ الشعوبِ بِدُورِها
زعمتم هوى شعبي وبغضَ وُلاتِهِ
وأنتم لبُغّاضٌ لكلِّ جذورِها
حظرتمْ سفاراتٍ بنوكاً موانئاً
قطعتم شرايين المنى ودُرورِها
مُرتَّبنا بعد التقاعد لم يعد
يجيئ لسوريَّا بكل سرورها
وما طيرانٌ نستطيع ركوبه
لفتحِ حسابٍ غيرَ خارجِ سورِها
وأمْلَوا على المسؤولِ في كلِ دولةٍ
يعسِّر للسوريِّ كلَّ يَسيرِها
تضيع قواهُ بين تأشيرِ دولةٍ
وأخرى، ويفنى في عذابِ سفورِها
إذا لم يعشْ في خارجِ القطرِ أو لم يعد
بستِّ شهورٍ لا رجوعٌ لدورِها
فأنتم هدرتم نصفَ أموالِ أسرةٍ
تذاكرَ.. كي تحظى بنصفِ أجورها
تكاليف أسفار تُبَكّي قلوبَها
بِعاداً عن الأبناءِ مغْنَى سُرورها..
فلم تتركوا إلا انطباعاً مقزِّزاً
وسوءَ نوايا أنفسٍ وفجورِها
وأفسدتمو طعمَ الحياةِ على المَلا
هجمتم ككورونا بكلِ شرورِها
جعلتم بلاد المكتفين فقيرةً
عسى تنحني كي تلعبوا بفقيرِها
على ذلها تبنون عزاً مؤقتاً
منَ السُّحتِ يُلْقيكم غداً بسعِيرِها
خَتلتم جميعَ الناسِ دون قِصاصكم
وقد كشَفتْكم كاميراتُ ضميرِها
وذكَّرتمونا قصةً ذاتَ حكمةٍ
ألا فاسمعُوها من قريضِ خبيرِها:
بأمَّينِ للقاضي ادعتْ مُلْكَ طفلةٍ
قضَى قطعَها عدْلاً لِحَسْمِ مصيرِها
فواحدةٌ قد وافقت أخذ نصفها
وأخرى أبتْ إلاَّ سَلامَ صغيرِها
فتلك استجابتْ أن تفوز بنصفها
وتلك أبتْ تبكي بأقصى زفيرِها
فأدرك ذا القاضي الحقيقةَ مانحاً
إلى الأمِّ طفلاً عاد نحو صدورِها
وقد أودعَ الأخرى بسِجنٍ يُدينها
بكذبٍ كبيرٍ لم يكن بمُجيرِها
فهل أيُّ أمّ ترتضي قتلَ طفلها
كما تزعُمون الوُدَّ نحو صغيرِها؟
فيا مَن زعمتم حبّ شعبي كذبتمو
ستَلقُون يوماً ما كنفسِ مصيرِها
لديكم شعورٌ حاسدٌ كشعورِها
لديكم ضميرٌ كائدٌ كضميرِها
وأنتم لِسوريَّا ألدَّ عُداتها
تريدون رُجْعاها لشرِّ عصورِها
برعتم بحرقِ طحينها وتمورِها
برعتم بصيدِ دجاجها وطيورِها
أقمتم هناءات لكم بشقائها
وتعطيلِ سير حياتها وحُبورٍها
علينا جميعاً أن نقاضي حصاركم
نقاطع إنتاجاتكم بجذورِها
***
ويزعم الاستعمار أنه أمُّنا
وهل ترتضي الأمُّ الرَّدى لطيورِها؟
أما يقتل الحكامَ والشعبَ كلَّهمْ
أ ليست سجاحٌ أمَّهُ بفجورِها..؟
فما هو إلا أمُّ كلِّ مغفلٍ
وكل خؤونٍ للبلاِد مُضِيرِها
ألا إنما حكُّامنا الصِّيدُ أمُّنا
وأوساخُهم خيرٌ لنا من عبيرها
لقد خدعتْنا سابقاً كلُّ دولةٍ
تُرَوِّجُ إعلاناتها بهريرِها..
وكنا تأثَرنا بزورِ ادِّعائها
وكنا غُفالى نافخين بكيرِها
ولم يتخَلَّ الحكم عنا لأنه
هو الأمُّ تحنو لو قستْ بشعورِها
وقسوةُ حكامٍ علينا تصونُنا
لأَجدَى لنا من لطفها وحريرها
فإنَّ حريرَ المومساتِ كمائنٌ
وهل مومسٌ إلا وشتْ بسميرها؟
أ ما زمهريرُ الله يقسو لحكمةٍ
ويلفحُ بالنيرانِ غيرَ مُثيرِها؟
أ ما فوق أدرانِ الحقولِ خمائلٌ
نمتْ بازدهارٍ مِن سمادِ خميرِها؟
هنيئاً لسوريّا تنالُ شهادةً
تذودُ عن استقلالها بنُسورِها..
يحوكون يومياً عليها تآمراً
وتبقى على استمساكها بنذورِها..
يريدون تطبيعاً لها بعدوها
وتبقى على استمرارها بنفورها
هنيئاً لسوريا شأتْ وطنيةً
جميع الورى من فضلِ بأس نُمورِها
وما صبرُ أيوبٍ كصبرِ شآمنا
على كل أخطارٍ تحيقُ بدورِها
وما مثلُها في الكونِ حقاً صبورة
ولا تنحني سوريّةٌ لمُغيرِها
كفانا إلهُ العالمين بشيرُنا
بنصرةِ سوريِّا معيدُ نشورِها
غداً يخْلق المولى بإذنهِ خارقاً
لديه كراماتٌ تفيضُ بنورِها
عظيماً قويماً يعربياً يُجيرها
يُضاهي صلاح الدينِ حامي ثغورِها..
سيكسرُكم أنتمْ وسوءَ حِصاركم
ويرمي بكم خلف البلادِ وسورِها..
ولن تشهدوا نصراً يُضاهي انتصارَها
على كلِّ مَن يسعى لسوءِ مصيرِها
خالد مصباح مظلوم

*ما فوق طاقتها 19 ربيع الأول 1442هـ - 5/11/ 2020م
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الأحد 2020/11/08 08:08:02 مساءً
التعديل: الاثنين 2020/11/09 03:13:38 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com