عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > لا تقرأ كَيلا تسرق

سورية

مشاهدة
244

إعجاب
12

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا تقرأ كَيلا تسرق

بصِبايَ حاز المبدأُ اْستحساني
وبِشَيْبَتي قد فاز باْستهجاني
***
الفضلُ في شعري إلى القرآنِ
وحديثِ سيِّدنا الرسول الباني
فهُما أساسُ مبادئي وبياني
ويليهما التثقيفُ من جُبرانِ..
وقرأتُ بعد الشيبِ للقبّاني
دون التأثُّر.. واقتنىَ استحساني
عهدُ التأثر قد مضى معَ مَن مضَوا
كجميلِ بثْنة والفتى الحمْداني
وكذلك اْبنِ الطيِّب المتفاني
واْبنِ الملوَّحِ والجميلِ الحاني
وبحافظ إبراهيمَ، شوقي، كلِّ ما
بمدارسٍ فرضوه للغِلمانِ..
والحمد للمولى أخذتُ إجازةً
في مصرَ زادت من تحسُّن شاني
يا ليتني وافقتُ أصبح قارئاً
كُتُبَ الثقافة لَاستنارَ جَناني
لَغمرتُ كل الكون بالتَّحنانِ
ونفختُ فيه أرهفَ الخفقانِ
لسفحتُ أدمعهم كما الفيضان
وحقنْتُهم بنقاوةِ الوجدانِ
العار أني قد عَدَدتُ قراءتي
كجريمة السرقاتِ والبهتانِ
رفضي القراءة كان أسوأ مبدإ
كنت اعتنقتُه في جميع زماني
رفضي القراءة كان شرَّ سخافةٍ
ومقابراً وأدتْ قُوى إمكاني
بصباي حاز المبدأ استحساني
وبِشَيبتي قد فاز باستهجاني
لولاه لامتزجَ الوجود بخافقي
وغرستُ كل ثقافتي ببياني
وتنضر الجمهور من أغصاني
عَزَفَ اللحونَ على وجيب جَناني
لَشَغفتُ كل نُهاهُ بالإحسانِ
وقصلتُ منه غريزة العدوانِ
ولفزتُ بالتطويرِ للأذهانِ
في شَغلها بالحبِّ والعُمْرانِ..
ينبوع عاطفة أنا بطبيعتي
لكنها ضعفتْ مع الأزمانِ
فني يجفّ لقلة استبياني
يَحْكي انتقاصَ الماء في البُستانِ
بل جف دمعي ما تبقّت بركةٌ
أو قُدرة فيه على الجَريانِ
لم يبْقَ لي نبعٌ يمدَّ بياني
وتعطلتْ موسوعةُ التَّحنانِ
أسَفي أُرَاوِحُ دائماً بمكاني
بل قد يعود إلى الوراءِ حِصاني
خالد مصباح مظلوم

تمهيد للقصيدة: الفضل على شِعري وشاعريتي لربيَ الله سبحانه وتعالى، ثم لحواسِّيَ الخمس، ثم للمقررات المدرسية والجامعية، ولِما يتسرب إلى سمعي من الإذاعة والتلفاز من أغنيات وأفلام وغيرها، أما فضل مطالعتي الشخصية الخاصة فكانت ضئيلة ونادرة لعدة أسباب أوَّلها: لم يكن في بيتنا أي كتب سوى ما كان يستعيره شقيقي أحمد من زميله أحمد نوح من بعض كتب جبران، أما السبب الثاني فهو ضعْفُ نظري لاسيما في عيني اليسرى التي فيها حُبيبات تكتنف العصب البصري لا تمَكِّنني من أن أرى سوى قرابة عشرين في المئة، كما ويعتريهما ضغطٌ شديد يسمى الجلوكوما اكتشفه فيهما طبيبٌ إسباني أوصى ابني تراث بأخذي إليه فأجرى لي عمليتين بعينيَّ الاثنتين قبل قرابة 3 سنوات في مشفىَ خاصٍّ شهير بمدريد وأعطاني الطبيب اسم قطرة لأستعملها مدى الحياة، ولكنه لم يستطع إزالة تلك الحبوب المتجذرة بالعصب البصري، أما السبب الثالث فهو مبدئي المتخلف المتزمت الذي اختلقتُه واعتنقتُه أَلا إنه مبدأ: لا تقرأ كَيلا تسرق، الذي تحدثتُ عنه في بعض كتبي، وقد لفتَ انتباه الباحثة النجيبة هاجر مصطفى عمارة، في رسالة ماجستيرها عن شعري هذا المبدأ الذي أدى بي إلى مقاطعة المطالعة وحرمني من النضج والتطور الذي تستحقه قريحتي الربانية، تماماً كما أدّتْ بعضُ المعتقدات والعادات الخرافية بالشعوب إلى حرمانها من بعض سعادتها وحضارتها: بصِبايَ حاز المبدأُ اْستحساني= وبِشَيْبَتي قد فاز باْستهجاني وإني لأعترف بخطئي وأقدم اعتذاري لأني أنتجتُ للناس أدبا انعزاليا كاسدا عقيماً لم يَستفدْ ولم يُفِدْ.. وأعترف أيضا هو أني لا أقتني في بيتي إلى اليوم أي كتاب ما عدا المصحفِ المقدس، وما عدا بقايا من نسخِ كتبي المنشورة التي وصل عددها إلى المئة وسبعة عشر كتابا مطبوعا، كما ولديّ عشراتُ المخطوطات غير المطبوعة والتي تنتظر النشر بفارغ الصبر. أما السبب الرابع فهو قلة تَقبُّلي لاستقبال أو استيعاب أية ثقافة بل حتى تقبلي للقيام بواجباتي في العمل بسبب انشغال مخي القسري بالتأليف والإرسال في معظم النهارات والليال.. ولا أخفي عليكم أني مستعد أن أقضي عشرين ساعة متواصلة في إفراغ منتجاتي الفنية إلى الأوراق وإخراجها للنور، وغير مستعد أن أقضي ربع ساعة في مطالعة أي موضوع آخر أو لقاء أي ضيف، أو حضور أي احتفال أو موعد. وأخيرا وباختصار: ليتني خرجتُ على مبدئي الهدام الذي حاكته نفسي واتَّبعته منذ صباي، وكان يجب عليّ الوعي بأن أؤمن بمبدأ بَنّاء مغاير له هو: اقرأ أيها الإنسان لتستنير وتنير، وتزيدَ من قُدرتك وقُدرة القرَّاء على تطوير التفكير والتأثير، تفاعلْ بدلا من أن تتكاسل، أو اهجر التناسلَ المنغوليَّ غيرَ المتكامل، إذا كنتَ لستَ أباً جديرا بحمل مسؤوليته المقدسة.. *** 7 نوفمبر 2020م
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الجمعة 2020/11/13 08:16:59 مساءً
التعديل: السبت 2020/11/21 03:12:34 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com