لمْ أَكُنْ لِصّاً ولكنْ نَظْرَتي | |
|
| سَابَقَتْني لاخْتِلاسِ الفِتْنَةِ |
|
في ضَجيجِ الحَفْلِ قلبي تَائهٌ | |
|
| لمْ تَكُنْ روحي بِحَجْمِ الفجأةِ |
|
جَلَسَتْ قُربي ولكنْ ما دَرَتْ | |
|
| أنّها قد جَلَسَتْ في مُهْجَتي |
|
رَاحَ يَغزوني أريجٌ نَاعِمٌ | |
|
| كانَ عِطرًا مُمْعِنًا بالرَّوعَةِ |
|
صَاغَ مِن أنفاسِها تَرتيلَةً | |
|
| مِثلَ نايٍ بثَّ رُوحَ النَّغْمَةِ |
|
أَلِفَتْ عيناي لَحنًا سَاحِرًا | |
|
| فَقَرَأتُ الحُسنَ مِثلَ ال نوتَةِ |
|
كُحْلُ عَيْنيها رَمَى كُفَّارَهُ | |
|
| ذَاتَ وَجْدٍ في جَحيمِ الوَجْنَةِ |
|
ثُغْرُها الجُورِيُّ في ألفاظِهِ | |
|
| مُوْقِدٌ فيَّ اشْتِهاءَ القُبْلَةِ |
|
وَحَياءُ الطَّرْفِ مِنّي قد غَفَا | |
|
| وَعَلى الجِيدِ اسْتَفاقَتْ رَغْبَتي |
|
ياقَةُ الفُستانِ كَسلى وَبِها | |
|
| فَرَّ زِرُّ مِن قُيودِ العُرْوَةِ |
|
فَرَأيتُ الصّدْرَ فيهِ قَمَرٌ | |
|
| لمْ يَكُنْ بَدْرًا لِجَوْرِ الغَيمَةِ |
|
كانَ قِنديلَ اشْتِهاءٍ تَرِفًا | |
|
| نُورُهُ بادٍ بِرَغْمِ العَتْمَةِ |
|
مَوْطِنٌ ذاكَ الذي أشهَدُهُ | |
|
| فَعَساني أنتهي مِنْ غُرْبَتي |
|
هَرِمَ الحَفلُ فَقامَتْ وَصَحا | |
|
| خَافِقي مِن عَتمِ تلكَ الغَفْلَةِ |
|
قلتُ: يا حَسناءُ إنّي مُذنِبٌ | |
|
| سَامِحيني خُنْتُ حَقَّ الجيرَةِ |
|
كُنتُ لِصّاً سَارِقًا روحَ الغِوى | |
|
| لمْ يَكُنْ قصدي ولكنْ فِطْرَتي |
|
قالتِ الحَسناءُ: نِلْتَ العَفوَ يا | |
|
| قاطِفًا مِن حَقلِ حُسني زَهْرَتي |
|
فَحَمَدْتُ الحُبَّ أنّي بعدَ أنْ | |
|
| خُنْتُها أدْرَكتُ فيها جَنّتي |
|