عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > أشكوك لله

العراق

مشاهدة
10470

إعجاب
13

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أشكوك لله

لا بأسَ أنْ تقطعِي وَصْلي وتعْتَزِلي
وأنْ أسِيرَ وحيداً راكِباً سُبُلي
حتى الصّخورُ لأقوالي قدِ ارتَجَفَتْ
وأنتِ حتى لِحِسِّ الصَّخْرِ لم تَصِلي!
قطَعْتِ عَهْداً لِغَيْري تُحْرِقينَ دَمِي
ولنْ تُجيبي رِسالاتي ولا رُسُلِي
قد كانَ أكبَرَ ما أصْبُو لهُ خبَرٌ
مِنْكُمْ وإنْ كانَ مكتُوباً على عَجَلِ
ألومُ مَنْ وأنا أمْشي وبَوْصَلَتي
لكُم تسيرُ وإنْ مَالتْ لكم تَمِلِ
ألومُ مَنْ؟ لا عُيُونُ الخِلِّ عاذِرَتي
ولا التّقاليدُ تُعْطي الحَقَّ لِلرّجُلِ
لِكَيْ تَرَيْ أيَّ حُزنٍ عاصِرٍ كَبِدِي
وأيَّ دَمْعٍ ثقيلٍ كاسِرٍ مُقَلِي
أستغفِرُ اللهَ إنْ كانَ الهوى خَطَأً
أو كانَ هذا عِقاباً أصْلُهُ عَمَلِي
أَجِفُّ مِثْلَ رَغيفِ الخُبْزِ مُنْتَظِراً
سِرْبَ العصافيرِ أو سِرْباً مِنَ الحَجَلِ
مَنْ يَعْرِفُ الوَرْدَ جاعَ النّاسُ فانْصَرَفوا
يَسْتَبْدِلونَ أرَقَّ الوَرْدِ بالبَصَلِ
ألومُ مَنْ؟ أنا نفسي غيْرُ مُقْتَنِعٍ
بما فعَلْتُ وغيْري غيْرُ مُنْفَعِلِ
ألومُ مَنْ؟ لا نُجومي ليلةً أفَلَتْ
ولا مَجَادِيفُنا فاقَتْ مِنَ البَلَلِ
شَتّى المِياهِ شَرِبْناها وما عَلِقَتْ
نفسي بها فلِماذا الشّوقُ للوَشَلِ؟
جَهْلٌ هوَ الحالُ أم شوقٌ إلى وطنٍ
أم إنّهُ الشّوقُ للأيّامِ والغَزَلِ
لا تَغْضبي لم يَعُدْ لي في هواكِ ضُحى
وَعْدٌ ولم تَعِدِي وَصْلٌ ولنْ تَصِلي
لا تَغْضَبي لن تَرَيْ مِنِّي سوى عَتَبٍ
ولن يَطالَكِ لا دَمعي ولا أسَلِي
إنْ مَرّكِ الهمُّ عنْ بُعدٍ مَرَرْتُ بهِ
حتى كأنّي لكِ الأدْنى مِنَ الحُلَلِ
أو قُلْتِ آهٍ أقُلْ آهٍ وبي وَجَعٌ
ولنْ تَمُرِّي بمَأساتي ولا عِلَلِي
أشكوكِ للهِ لا أشكو إلى أحَدٍ
لطالَما قلتِ هذا حبُّنا أزلي
أشكو إلى اللهِ قَوماً ها هُنا وقَفُوا
يُراقِبونَ وقوفِي بعْدَ مُرْتَحَلي
إنْ قُلتُ يا ربِّ قالوا عُدْتَ تذكُرُها
فقُلْتُ يا رَبِّ أرجو أنْ يُرُدَّكِ لي
وإنْ ضَحِكْتُ يَقولوا هل تُرى وَصَلَتْ
رِسالةٌ لِلْحَبيبِ الهائِمِ الثَّمِلِ
ولَسْتِ تَدرينَ ما يَعْني تَفَرُّقُنا
وما سَيَعْني بَقاءٌ دونَما أمَلِ
أبكي إليكِ وهذي الناسُ تمْنَعُنِي
وكيفَ صبري وجسْمِي فاضَ بالعِلَلِ
يا ساكنينَ بلاداً لَسْتُ مُدْرِكَها
ولا إليها بهذا الوقْتِ مِنْ سُبُلِ
بِلا وداعٍ تفارَقْنا ولا أمَلٍ
ولا عُهودٍ ولا قَوْلٍ ولا قُبَلِ
كيفَ التَلاقي وهلْ ألقاكِ في زمَنٍ
وأنتِ عنّي كَبُعْدِ الأرض ِعنْ زُحَلِ
ما أبْعَدَ الدّارَ عنْ داري وأقرَبَها
منّي ومَا بيْنَنا بعضٌ مِنَ الدُّوَلِ
وسوفَ تبقينَ في دُنيايَ واحِدةً
وسوفَ أبقى وحيداً راكِباً سُبُلي
ولا تقولي لنا ذلّتْ عقارِبُهُ
فسَاعَتي عَزَّ مَجْرَاها على الأزَلِ
إنْ غِبْتُ عنكم غداً أو جاءَنِي أجَلي
فلنْ تغيبَ مقالاتي ولاجُمَلِي
ولنْ تنالِي مِن الدّنيا سِوى طَرَفٍ
وأنتِ ممّا مضى لليومِ لم تَنَلي
رسالةٌ مِنْكِ أنْ أجْفوكِ قد وصَلَتْ
وغيرُها أيُّ شئٍ مِنْكِ لم يَصِلِ
وَعْدٌ إذنْ مِنْ هنا للمَوْتِ لنْ تجِدي
آثارَ رِجْلي ولا الآثارَ من إبِلِي
وسوفَ أُبْعِدُ جِسْماً عن مَواطِنِكُمْ
ولنْ أمُرَّ لكم يوماً على مَثَلِ
أشكوكِ للهِ شكوى لا يُضَيِّعُها
لأنني لسْتُ بالشاكي ولا النَّذِلِ
أشكوكِ للهِ لا أبكي على أحَدٍ
سِواكِ لامرأَةٍ قَطٌّ ولا رجُلِ
أشكوكِ للهِ إني لا أرى أحَداً
مُعَطَّلاً فيكِ مِثْلِي دائمَ العَطَلِ
أشكوكِ للهِ لا يَنْسى نوافِذَنا
قد أُغْلِقَتْ وبكى الباكي على طَلَلِ
وسوفَ تبقينَ في أُخرايَ لي أملاً
أنتِ التي كنتِ في دنيايَ لي أمَلِي
نعمْ أنا الآنَ أسْتَقْصي مَآرِبَكُمْ
وأسْتَميتُ لِلُقْياكُمْ بلا خَجَلِ
لقد وقعْتُ على رأسي فوا أسَفي
إنّ العَصافيرَ هَدّتْ قِمَّةَ الجَبَلِ
وحيد خيون
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: وحيد خيون
الإضافة: السبت 2007/03/31 12:53:04 مساءً
التعديل: الجمعة 2022/06/03 08:38:25 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com