عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > أبو الصوفي > كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ

عمان

مشاهدة
1733

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ

كم ذا أُدارِي الهوى والنفسُ فِي تلفِ
أُبيت بَيْنَ الأسى والسُّهد واللّهَفِ
ما زلت أرجو وفاءً من عهودِهِمُ
مَا أَقْتلَ الحبَّ مَا لَمْ بالوصال يَفي
جاروا بصدِّهِمُ والجورُ شِيمتُهم
للهِ من حاكمٍ بالصدِّ والجَنَف
تملَّكوا بالهوى قلبي فمذ مَلَكوا
لَمْ يحكموا بسوى الهجرانِ والعَنَف
من لي بهم سادةً بالقَصْد قربُهمُ
لكن يبعدهمُ يقضون بالسَّرَف
همُ أيقظوا فكرتي بالوصلِ فانتبهتْ
حَتَّى دَنَتْ بالوفا قالوا لَهَا انصرِفي
قَدْ فَجَّروا عينَ دمعي من تَباعُدهم
وأَوْفدوا جمراتِ الشوقِ من كَلفي
فاعجبْ لدمعٍ جرى من مُقلةٍ وبها
نارانِ من كَبدٍ حَرّاً ومن شَغَف
أبحْتُهم مهجتي والقلبُ مسكنُهم
ففاز عندهمُ الأضداد بالزَّلَفِ
أحبابَنا رحمةً بالصبِّ ذي وَلهٍ
بزَورَةٍ فعسى تَشفيه من دَنَف
مُعذَّبٌ لعبتْ أيدي الغرام بِهِ
بهمة الهجرِ لعْبَ الريحِ بالسَّعَفِ
تِرْياقُه وصلُكم تُسعفون بِهِ
لَوْ انه بسواكم يشتفي لَشُفي
عانٍ برقْبَته غِلُّ الهوى كمْدَاً
أَنَّى يُفَكُّ أسيرُ الحبِّ من أَسَف
ما أجملَ الصبرَ إِن بالوصلِ قَدْ بخلوا
لكنما الصبرُ من قلبِ المَشوق نُفي
فَوَّقتمُ من نِصال الهجرِ نَبْلَكُمُ
فما لَهَا غيرَ قلبِ الصَّبِّ من هدف
تجري بيَ الريحُ فِي بحرِ الهوى عَسَفاً
إن الهوى قَدْ يجرُّ المرء بالعَنَف
مَا للمُحبِّ وللأيام تُبعِده
إن الحفاءَ لمَودِي الصبِّ للتلف
ما أغدرَ الدهرَ والإنسانُ يطلبه
لَوْ قيل قِفْ عن هواه قط لَمْ يَقف
فالنفسُ بالطبع تسعَى فِي مَضرَّتها
كَأَنَّما خُلِق الإِنسان من جَنَف
كم ذا أخوضُ غمارَ الدهرِ من قلق
فلم أجد ساعةًٍ تخلو من الكُلَف
ويحَ الزمانِ الَّذِي كنا نُؤمِّله
أن يمنحَ الدُّر حَتَّى عَزَّ بالصَّدَف
أَنفقتُه عنفوانَ العمرِ محتسباً
أَنِّي أحلُّ أوانَ الشيبِ فِي غُرَف
جاريتُه مسرِعاً للوصل أرقبُه
فظلّ يمشي الهُوَيْنَا مِشْيَةَ الدَّلِف
عُدْ بالجَفا إِن تَعُد فالصبرُ أجملُ بي
إِن عَزَّ وصلُك مَا أَوْلَى بمُنْصَرَفِ
تَحدو بيَ البِيدَ لا داءٌ فيوهنُها
تُدافع السير بالإرقالِ والوَجَفِ
تَخْطو بِمَنْسِمها فَوْقَ الكَلا وبها
من لاعج الشوقِ مَا أَلَهَى عن العَلَفِ
قَدْ شاقها شَغَفاً مَا شاق راكبَها
تُواصل السيرَ بالنوار والسُّدَفِ
مَا آدَها كُللٌ ثِقْلاً بمن حَملتْ
تَطير بالرَّكْبِ إقداماً إِلَى النَّجَفِ
شددتُ أَكوارَها بالعزم فانبعثتْ
تجرِي بَوْعَساءَ جرياً غير مُنعسِف
حَتَّى إذَا رَمَقت بالبعد عن شَزَر
والخفُّ بالسير يُدمِي صفحة الكَتِف
نَهْنَهْتُها إِذ رأت دوح العُلى بَسَقت
أغصانُها قَدْ زَهتْ فِي روضةٍ أُنُف
تَداخلَتْ ترتمي بالمشي من عَنَق
فقلتُ هَذَا الجَنَى بُشراكِ فاقتطِفي
قالت إِلَى مَنْهَلٍ تَرْوَى العِطاشُ بِهِ
فقلت بالملكِ الميمونِ واكْتَنِفي
أبي سعيدٍ لَهُ كَنَفٌ يُلاد بِهِ
من كل طارفةٍ ناهيكَ من كَنَف
إِلَى ابن فيصلَ قلبِ الملكَ جَوهرِه
تيمورَ غصن العُلى جرثومةِ الشَّرف
تَدَّفقتْ زاخراتُ الجودِ من يده
فلا ترى من نداه غيرَ مغترِف
كَأَنَّما الدُّر والإبْريز شانَهما
بكفه خِسَّةٌ أَدْنَى من الخَزَفِ
لا أَكذِب اللهَ مَا فِي الأرض من ملكٍ
إِلاَّ وعن جودِه بالعجز معترِف
أُجِلُّه شَرفاً من أنْ أُمثِّله
بخاتم أَوْ بمَعْن أَوْ أبى دُلَف
يَسْخُو فيَفْضح من بالجود مُتَّصفاً
فلو رأتْ كفَّه الأنواءُ لَمْ تكِف
بدرٌ بطَلْعته الأيامُ مشرقةٌ
لكنه قَدْ خلا من خطة الكَلَف
لم يَسْتَجِر من صروفٍ ذو مَلَقٍ
يوماً بذِمَّته إِلاَّ وقيل كُفِي
ينسى المكارهَ من قَدْ حَلَّ ساحَته
وراحةُ النفسِ تُنْسِي شدة الطخفِ
قَدْ كَانَ فِي عالم التكوينِ منطوِياً
فِي صُلبِ أحمدَ سِرّاً غيرَ منكشِف
حَتَّى تَمهَّد عرش الملك مستوياً
علا بكرسيه المحفوف بالطُّرَفِ
قَدْ أبرزَ اللهُ للدنيا حقيقتَه
أن كَانَ بالدِّين صَدْعٌ غيرُ مؤتلِف
خليفةٌ ألقتِ الأيامُ أَزْمتَها
بكفه فانبرتْ محفوظةَ الطَّرف
تقلد الملكُ سيفاً كي يذودَ بِهِ
أن يستبيحَ حِمى الإسلام ذو سَخَف
فلم يزل منهجُ الإسلام يرقبُه
فانهجْ لنُصْرته يَا خيرَ منتصِف
إِن الإله قَدْ اسْتَرْعاكَ أَمّتَه
فاحفظْ كَلاءتها صَوْناً من العَجَف
خليفةَ اللهِ إن اللهُ أَهَّلكم
للأمرِ والنهيِ تحيا سنةُ السَّلَفِ
إِن الحياةَ بنشرِ العدل مَنْعَمَةٌ
بعيش صاحبها فِي غاية التَّرف
يقوم بالعز راقٍ فِي أَسِرَّته
مُنعَّماً فِي قصور المجد والشرفِ
أسلافُكم فَخَرت كلُّ الملوك بِهِم
لكنما الفخرُ كلًّ الفخرِ للخَلَف
أئمةٌ وملوكٌ كالنجوم بهم
قَدْ يهتدي الأَكْمَةَ السارون بالعَسَف
كم حومةٍ فِي الوَغى خاضَ مَعامِعها
لَمْ يرجعوا أَوْ يغني السيفُ فِي القَحَفِ
خُطَّتْ مكارمُهم تُتْلَى مُحبَّرة
فِي جبهةِ الدهر لا تُنْسَى مع الصُّحُفِ
كسوتُهم شرفاً إِذ فيك قَدْ جُمِعوا
فاللهُ يَجْمع فِي فردٍ من الأُلُفِ
جاءتك مسرعةً عَلَى عَجَلٍ
فقُم بِهَا مسرِعاً فاحْرِم بِهَا وطُفِ
خلافةٌ بكمُ فَوْقَ السُّها رَتَعت
فاحفظْ دعائمَها من نهضة السُّفُفِ
عانقتُها ورسيسُ الشوقِ يُلزِمها
لَمْ تَقلتْ كعِناقِ اللام للألِف
أنت الكفيلُ لَهَا مَا إِن لَهَا وَزَرٌ
فمن يكنْ بحِماك الدهرَ لَمْ يَخَفِ
إِن الزمان لَسيفٌ أنت قائمُه
مُحكَّم فِي القَضا مَا شئتَ فانتصِفِ
قُلِّدتَه نُصرةً للدين منصلِتاً
لضربةٍ تترك الأعداءَ كالنُّدَفِ
تصون بالجِدِّ وجهَ المجد محتفِظاً
كما تصون وجوهَ العِزِّ والشرف
أبو الصوفي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2005/09/12 10:47:25 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com