عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > سوزان عليوان > شمس مؤقتة (1- 10)

لبنان

مشاهدة
1021

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

شمس مؤقتة (1- 10)

.يُغادرُنا المكانُ
.مربّعاتُ الإسمنتِ أوّلاً، ثمّ المقاعدُ في إثرها
الفراغُ المباغتُ
.يفرضُ تأثيثَ الأرواح
كانَ علينا أن نكونَ أكثرَ صلابةً و بياضًا
كأنّنا الحوائطُ التي تُكَوِّنُ الزوايا
.و تسندُ السقفَ و الظلال
كانَ على أصابعِنا ألاّ ترتعشْ
وعلى الوقتِ
أن يمهلْنا قليلاً
كي نمنحَ اللحظةَ ألوانَ لوحةٍ أخرى
غيرَ البغيضةِ
.غيرَ قتامةِ ملابسِنا
لم نكن نشعرُ بخشونةِ البردِ
.أو بالخفافيشِ العالقةِ بصُوفِ معاطفِنا
كُنّا نسيرُ
كالتماثيل
مقنّعينَ بأحجارٍ من كهوفهم
.كارثةً لا تعني أحدًا سوانا
حملْنا الصناديقَ
ومشينا نحلمُ
بخشبِ التوابيتِ يخضرُّ
.يعودُ أشجارًا نتسلَّقُها
بقلوبٍ صغيرةٍ خبّأناها في الجيوبِ
كعُلَبِ سجائر مجهولةٍ لآبائنا
بخطواتٍ متهدّجةٍ
أنهكتْها الرطوبةُ في أصواتهم
بالمسافةٍ حينًا
وحينًا بالسعال
نزحنا
من وهمٍ إلى آخر
.جذوعًا تركلُ تشوّهاتِها في غبارٍ
من أينَ نبدأ
في مثلِ هذا الخواءِ الشاسعِ؟
وإلى أيِّ هاويةٍ
سيقودُنا الأسفُ؟
.العيونُ لاغيةٌٌ
.الأقدامُ أمطارٌ تتساقطُ بانتظامٍ مُدْهِش
لأبوابٍ أغلقناها على خلافاتهم
سنديرُ ظهورَنا المقوّسةَ و نمضي
وحيدِينَ صوبَ اختلافِنا
كشجرٍ غادرَ غابتَهُ
سنقطعُ كُلَّ الجذورِ التي تَصِلُ ترابَهُمْ بقلوبِنا
كأنّ الذينَ يسكنونَ الصراخَ
ليسوا آباءَنا
كأنّنا قادرونَ على النموِّ و الضحك
بضوءٍ قليلٍ
.دونَهُمْ
نحنُ الآنَ أكثرَ قدرةً على استيعابِ قسوتِهِمْ
وعلى افتعالِ الحنانِ
دونَ نفورٍ
،كلّما احتكَّ جلدُهُمْ بيُتْمِنا
وكلّما عبرتْنا أحضانُهُمْ
مُسْرِعَةً
كأنّها تهابُ ظلالَنا
تذكّرْنا الحانةَ التي احتوتْنا
وليلاً كانَ يُرَبِّتُ على أكتافِنا المتكلِّسةِ
كلّما أحنيْنا على الخشبِ ظهورَنا
مُثقلينَ بهم
.أجنحةً دونَ وظيفة
.لا غربةَ أشدَّ من أصواتهم في النزاعِ
شرودُنا
إذ يزحفُ نحوَ عزلتِهِ
يطمئنُ فئرانًا تقضمُ حوافَّ النومِ
بأسنانٍ حادّةٍ
كأصواتهم
ولأنّ أعضاءَنا ناقصةٌ
.سيئنُّ الخشبُ في المفاصل
من الدخانِ
نُولَدُُ
وليسَ من أرحامِ الأمهاتِ
كما أوهمتْنا العائلةُ صغارًا
لكنَّ المرايا التي تعكسُ كؤوسًا متكرّرةً بينَ الأصابع
ضلَّلَتْ رؤوسَنا
.تلكَ المثقلة بفاكهةٍ حامضة
هذا الدمعُ المنسكبُ في ترابٍ
غيرُ قادرٍ على إعادةِ الروحِ لخلايا الكلوروفيل الميّتةِ في أوراقٍ
لم تنجُ من حريقٍ أشعلناهُ
بأعقابِ السجائر
بغروبٍ تركناهُ وحيدًا وراءَنا
دونَ قصدٍ
دونَ درايةٍ بما يعنيهِ الجحيمُ آنذاك
.و لم تغفرْهُ لنا الغابةُالأمُّ
وإلاّ بماذا تفسّرونَ تعثُّرَنا
بجذورٍ قاتمةٍ
وظلالٍ تتمايلُ
كلّما خطوْنا؟
مغروسونَ في الحرمانِ
حتّى أعناقِنا المتغضّنة
ولا لذّةَ
تحفُّ العروقَ
غير َهواءٍ قليلٍ
.تُسَرِّبُهُ الأجنحةُ العابرةُ لذبولِنا
لم نَكْبُرْ
إنّما المدرسةُ هي التي صَغُرَتْ
بسياجِها المطوِّقِ لبراءتِنا
وأشجارِ السَّرْوِ
.و الباصّات
.ِما كانَ لنا أن نتبعَ خطوَنا على النار
.ما كانَ لأيدينا أن تمتدَّ لتلكَ الكؤوس
لن نألفَ الضغينةَ التي تجمعُنا
وأقدامُنا المثبّتةُ في دائرةٍ
لن تطأ هذه العتمةَ ثانيةً
ربّما، بعدَ أيامٍ قليلةٍ
نعودُ بلا شمسٍ إلى المقهى
.بلا عصافير على الحواف
مُعبّأةٌ بدخانٍ يُبدِّلُ هيئتَهُ
من جبلٍ إلى تمساح
تحدّقُ في عزلتِنا
في مللٍ يبادلُنا ورقَ الكوتشينةِ
وعلبةَ الكبريتِ
فيما الذينَ صلبوا طاقتَنا على خشبِ النماذج
يقتلعونَ الأحلامَ التي لم تنضج
بمناجل تلمعُ
دونَ أن يغيّروا ثيابهم
يهشّمونَ حيواتِنا
بمدنِها الصغيرةِ
.و مقاهيها المبتلّةِ على أرصفةٍ تتآكلُ
أطفالُها الذاهبونَ إلى المدرسةِ شاحبون
كما لو أنّ قلوبَهُمْ تفحّمت في الليلِ
.لتلائمَ البيوتَ التي يعلو بعواميدها الصراخ
سوزان عليوان
بواسطة: الأقستان
التعديل بواسطة: الأقستان
الإضافة: الخميس 2007/04/12 12:28:55 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com