خِدَبَّةُ الخَلقِ عَلى تَخصيرِها
|
بائِنَةَ المِنكَبِ مِن حادورِها
|
كَالشَمسِ لَم تَعدُ سِوى ذَرورِها
|
باعَدَ أُمَّ العَمرِ مِن أَسيرِها
|
حُرّاسُ أَبوابٍ عَلى قُصورِها
|
قَلتٌ سَقَتها العَينُ مِن غَديرِها
|
سَجَرَت خَضراءَ في تَسحيرِها
|
كَأَنَّما النابُ لَدى هَديرِها
|
صَرّافَةً بانَت عَلى جُرورِها
|
وَأَتَتِ النَملُ القُرى عَلى بَعيرِها
|
مِن حَسِكِ التَلعِ وِمِن خافورِها
|
يَحُتُّ وَرقاها عَلى تَحويرِها
|
مِن ذابِلِ الأَرطى وَمِن غَضيرِها
|
حَتّى إِذا ما طارَ مِن خَبيرِها
|
عَن جُدَدٍ صُفرٍ وَعَن غَزورِها
|
وَالأُسد قَد تسمَعُ مِن زَئيرِها
|
وَباتَتِ الأَفعى عَلى مَحفورِها
|
تَأسيرُها يَحتَكُّ في تَأسيرِها
|
مَرّ الرَحى تَجري عَلى شَعيرِها
|
كَرِعدَةِ الجِراءِ أَو هَديرِها
|
تَضَرِّمُ القَصباءَ في تَنّورِها
|
تُوَقِّرُ النَفسَ عَلى تَوقيرِها
|
تُعَلِّمُ الأَشياءَ في تَنقيرِها
|
في عاجِلِ النَفسِ وَفي تَأخيرِها
|
مُقتَدِر النَفَسِ عَلى تَسخيرِها
|
بِأَمرِهِ الشادِخِ عَن أُمورِها
|
في قُترَةٍ لَجَّفَ في تَحفيرِها
|
ثُمَّتَ غَمّاها عَلى تَقديرِها
|
لِمُعرِضِ القَوسِ وَمُستَديرِها
|
تَنبَجِهُ الحَيّاتُ في كُسورِها
|
نَبحَ كِلابِ الشاءِ عَن وَقيرِها
|
وَفي اليَدِ اليُسرى عَلى مَيسورِها
|
نَبعيهٌ قَد شَدَّ مِن تَوتيرِها
|
كَبداءُ قَعساءَ عَلى تَأطيرِها
|
لاقَت تَميمُ المَوتَ في ساهورِها
|
بَينَ الصَفا وَالعيسِ مِن سَديرِها
|