وإن سعيد الجد من بات ليلة |
وأصبح لم يؤشب ببعض الكبائر |
فمولاك لا يهضم لديك فإنما |
هضيمة مولى المرء جدع المناخر |
وجارك لا يذممك ان مسبة |
على المرء في الأدنين ذمّ المجاور |
وإن قلت فاعلم ما تقول فإه |
إلى سامع ممن يغادي وآثر |
فإنك لا تسطيع رد مقالة |
شأتك وزلت عن فكاهة فاغر |
كما ليس رام بعد ارسال سهمه |
على رده قبل الوقوع بقادر |
إذا أنت عاديت الرجال فلا تزل |
على حذر لا خير في غير حاذر |
ومن لا يصانع في أمور كثيرة |
يضرس بأنياب ويوطأ بحافر |
ترى المرء مخلوقا وللعين حظها |
وليس بأحناء الأمور بخابر |
فذاك كماء البحر لست مسيغه |
ويعجب منه ساجيا كل ناظر |
وتلقى الأصيل الفاضل الرأي جسمه |
إذا ما مشى في القوم ليس بقاهر |
كذلك جفن رث عن طول مكثه |
على حد مفتوق الغرارين باتر |
وعاش بعينيه لما لا يناله |
كساع برجليه لادراك طائر |
ومستنزل حربا على غير ثروة |
كمقتحم في البحر ليس بماهر |
وملتمس ودا لمن لا يودّه |
كمعتذر يوما على غير عاذر |
ومتخذ عذرا فعاد ملامة |
كوالي اليتامى ما لهم غير وافر |
فارع إذا سافرت في الحمد واعلمن |
بأن ثناء الركب حظ المسافر |
وطاوعهم فيما أرادوا وقل لهم |
فدى للذي رمتم كلال الأباعر |
فإن كنت ذا حظ من المال فالتمس |
به الأجر وارفع ذكر اهل المقابر |
فإني رأيت المال يفنى وذكره |
كظل يقيك الظل حر الهواجر |