إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يقولونَ: ماتوا .. |
ومن لم يموتوا فقد كبروا، |
وعلى قاب قوسٍ وأدنى، من الموت، باتوا |
وأما الصغارُ: فليستْ لديهم هنا ذكرياتُ |
سينسَوْنَ ما قالهُ الميتونَ، ويحيَوْنَ حيث همُ، |
وستمضي الحياةُ .. |
كعادتهِ، منذ ستين عاماً، |
يسيرُ إلى الخلفِ، حينَ يسيرُ، |
وتسبقهُ، إنْ مشتْ، سلحفاةُ! |
عليه عبارةُ لا للرجوعِِ، |
وتملأ أبوابَهُ الملصقاتُ |
ومَن فيهِ، لا يحسِبون لوقتٍ حساباً |
ولا ينزلونَ، |
ولا ينطقون سواها: خذوا .. |
ولا يسمعونَ سوى قولِ هاتوا .. |
ويمضي زمانً، |
فيبزغ نجمٌ جديدٌ، يشيرُ له أنْ توقفْ! |
وتحملُهُ فوق أكتافها التضحياتُ! |
ويصعدُ، يجلسُ، يسمعُ، |
يَقبَلُ، يبصمُ، يخلعُ، فالراكبونَ عراةُ! |
وتُسمعُ شَكْشكَةٌ، ويلفُّ المكانَ دخانٌ كثيفٌ، |
وتنطلقُ الصافراتُ .. |
وللمرة الألفِ، |
تنزلُ مائدةٌ من سماء الكلامِِ، |
عليها فُتاتُ! |
*** |
كعادتهِ، منذ ستين عاماً |
يسيرُ إلى الخلفِ، حين يسيرُ |
ويسخر منهُ ومن راكبيهِ المشاةُ |
ويصرخُ فيه الشتاتُ: |
أتنسى البحارُ شواطئها، والعصافيرُ أعشاشها؟ |
وبلا جذره هل يعيش النباتُ؟ |
أينسى المحبون أول حب لهم يا غزاةُ؟! |
هنا الرملةُ، اللدُ، يافا، الجليلُ، القبابُ، هنا زكريِّا |
هنا اللاجئونَ، |
هنا اللاجئاتُ! |