كَأَن لَم أَقُد سُبحانَكَ اللَّهُ فتيَةٌ | |
|
| لِنَدفَعَ ضَيماً أَو لِوَصلٍ نُواصِلُه |
|
عَلى عَلَسِيّات كَأَنَّ هُويَّها | |
|
| هوِيُّ القَطا الكُدرِيُّ نَشَّت ثَمائِلُه |
|
وَفارَقتُهُم وَالدَّهرُ مَوقِفُ فُرقَةٍ | |
|
| عَواقِبُهُ دارُ البَلى وَأَوائِلُه |
|
وَأَصبَحتُ مِثلَ السَهمِ في قَعرِ جَعبَةٍ | |
|
| نَضِيّاً نَضاً قَد طالَ فيها قَلاقِلُه |
|
وَأَصبَحتُ تَرميني العِدى عَن جَماعَةٍ | |
|
| عَلى ذاكَ رامٍ من بَدَت لي مقاتِلُه |
|
فَمِنهُم عَدوّ لي محالٌ مَكاشِحٌ | |
|
| وَآخَرُ لي تَحتَ العِضاةِ حَبائِلُه |
|
وَعادِيَةٍ تَعدو عَلَيَّ كَثيبَةٍ | |
|
| لَها سَلَفٌ لا ينذر القتلَ قاتِلُه |
|
فَناشَدتُهُم بِاللَّهِ حَتَّى أَظَلَّني | |
|
| مِنَ المَوتِ ظِلٌّ قَد عَلَتني عَوامِلُه |
|
فَلَمّا اِلتَقَينا لَم يَزَل مِن عَديدِهِم | |
|
| صَريعُ هَواءٍ لِلتُّرابِ جَحافِلُه |
|
وَلَو كُنتُ لا أَخشى سِوى فَردِ مَعشَرٍ | |
|
| لَقَرَّ فُؤادي وَاِطمَأَنَّت بَلابِلُه |
|
وَسِرتُ بِأَوطاني وَصِرتُ كَأَنَّني | |
|
| كَصاحِبِ ثِقلٍ حُطَّ عَنهُ مثاقِلُه |
|
أَلَم تَرَني حالَفتُ صَفراءَ نَبعَة | |
|
| لَها رَبَذِيٌّ لَم تُثَلَّم مَعابِلُه |
|
وَطالَ اِحتِضاني السَّيفَ حَتَّى كَأَنَّهُ | |
|
| يُناطُ بِجلدي كَشحُهُ وَحَمائِلُه |
|
أَخو فَلَواتٍ حالَفَ الجِنَّ وَاِنتَفى | |
|
| مِنَ الإِنسِ حَتَّى قَد تَقَضَّت وَسائِلُه |
|
لَهُ نَسَبُ الإِنسِيِّ يُعرَفُ نَجرُهُ | |
|
| وَلِلجِنِّ مِنهُ شَكلُهُ وَشَمائِلُه |
|
وَجَرَّبتُ قَلبي فَهوَ ماضٍ مُشَيَّعٌ | |
|
| قَليلٌ لِخلانِ الصَّفاءِ غَوائِلُه |
|
وَساخِرَةٍ مِنّي وَلَكِن تَبَيَّنَت | |
|
| شَمائِل بَسّامٍ عِجالٍ رَواحِلُه |
|
قَليلُ رِقادِ العَينِ تَرّاكُ بَلدَةٍ | |
|
| إِلَى جَوزِ أُخرى لا تَبِن مَنازِلُه |
|
عَلَى مِثلِ جَفنِ السَّيفِ يَرفَعُ آلَهُ | |
|
| مَصاصاتُ عتقٍ وَهوَ طاوٍ ثَمائِلُه |
|
وَوادٍ مَخوفٍ لا تُسارُ فجاجُهُ | |
|
| بِرَكبٍ وَلا تَمشي لَدَيهِ أَراجِلُه |
|
بِهِ الأُسدُ وَالأَشبالُ مَن عَلِقَت بِهِ | |
|
| فَقَد ثَكَلَتهُ عِندَ ذاكَ ثَواكِلُه |
|
تَباشَرنَ بي لَمّا بَرَزتُ لِعادَةٍ | |
|
| تَعَوَّدتُها وَالعادُ جَمٌّ خَوابِلُه |
|
فَقُلتُ تَنَكَّبنَ الطَريقَ لِمُختَطٍ | |
|
| أَخي شُقَّة غولٍ عَلى مَن يُنازِلُه |
|
فَكَلَّمتُ مَن لَم يَدرِ ما عَرَبِيَّةٌ | |
|
| وَمَن عاشَ في لَحمِ الأَنيسِ أَشابِلُه |
|
فَلَمّا التَقَينا خامَ منهُنَّ خائِم | |
|
| وَآخَرُ ذو طَيرٍ تَحومُ حَواجِلُه |
|
فَما رُمتُ جَوفَ الغيلِ حَتَّى أَلِفتُهُ | |
|
| وَأَعجَبني أَسرابُهُ وَمَداخِلُه |
|
فَإِنِّي وَبُغضي الإِنسَ مِن بَعدِ حُبِّها | |
|
| وَنَأيِيَ مِمَّن كُنتُ ما إِن أزايلُه |
|
لَكَالصَّقرِ جَلَّى بَعدَما صادَ قُنيَةً | |
|
| قَديراً وَمَشوِيّاً تَرفُّ خَرادِلُه |
|
أَهابوا بِهِ فَاِزدادَ بُعداً وَهاجَهُ | |
|
| عَلى النَأي يَوماً طلُّ دَجنٍ وَوابِلُه |
|
أزاهِدَةٌ فِيَّ الأَخِلاءُ أَن رَأَت | |
|
| فَتى مُطرَداً قَد أَسلَمَتهُ قَبائِلُه |
|
وَقَد تَزهَدُ الفِتيانُ في السَّيفِ لَم يَكُن | |
|
| كَهاماً وَلَم تَعمَل بِغشٍّ صَياقِلُه |
|
فَلا تَعتَرِض في الأَمرِ تُكفى شُؤونَهُ | |
|
| وَلا تَنصَحن إِلا لِمَن هُوَ قابِلُه |
|
وَلا تَخذِلِ المَولى إِذا ما مُلِمَّةٌ | |
|
| أَلَمَّت وَنازِل في الوَغى من يُنازِلُه |
|
وَلا تَحرِمِ المَرءَ الكَريمَ فَإِنَّهُ | |
|
| أَخوكَ وَلا تَدري مَتى أَنتَ سائِلُه |
|