عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > لطفي زغلول > القدس في القلب

فلسطين

مشاهدة
4138

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

القدس في القلب

لكِ في القلوبِ منازلٌ ورحابُ
يا قدسُ أنتِ الحبُّ والأحبابُ
لي فيكِ أقدارٌ ولي دارٌ ولي
أرضٌ ولي أهلٌ ولي أنسابُ
لي المسجدُ الأقصى ولي ساحاتُهُ
والمنبرُ المغدورُ والمحرابُ
لي سِفرُ تاريخٍ أضاءَ سطورَهُ
مجداً .. صلاحُ الدّينِ والخطّابُ
لي ذكرياتٌ لي أمانٍ لي رؤىً
لي فيكِ غاليتي .. صِباً وشبابُ
لي فيكِ أحلامٌ وبعدَكِ تنتهي
الأحلامُ .. بعدَكِ تُقفرُ الألبابُ
تاريخُ شعبي في حماكِ مسطّرٌ
شهدتْ عليهِ .. مآذنٌ وقبابُ
يا أمَّ كُلِّ المؤمنينَ تحيَّةً
لولاكِ كُلُّ الأمنياتِ سرابُ
لكِ في النضالِ كتائبٌ وملاحمٌ
لكِ في السّلامِ .. شريعةٌ وكتابُ
لم تَخضعي لم تركَعي يَوماً ولم
تكسرْ شُموخَكِ في الصِّعابِ صِعابُ
يا نسمةَ المجدِ التي ريّاكِ ما
زالت على أيّامِنا تَنسابُ
تاريخُنا .. بكِ أشرقت أيّامهُ
مهما ادّعى الفرقاءُ .. والأحزابُ
يا صبوة لم تخب يوما نارها
بهواك يجمعنا دم وتراب ُ
إنّا على عهد الفداء ووعده
شهدت لنا الازمان والاحقاب
ولقد ورثنا الحَقَّ فيكِ عن الجُدودِ
فنحنُ نَحنُ الأهلُ والأصحابُ
والغاصبونَ حِماكِ ما عرفوا الأمانَ
زمانُهم فيه أسىً وعَذابُ
يا قُدسُ بَعدَكِ لم يَعدْ رشدٌ لذي
رشدٍ .. ولا لذوي الصَّوابِ صوابُ
إنّا حملنا جُرحَكِ الدّامي وما
زالت تُعربِدُ في الصُّدورِ حِرابُ
كيفَ السَّبيلُ إلى سَلامٍ ساعةً
ما دامَ فوقَ ترابِكِ الأغرابُ
بِكِ نَحنُ نَمضي للسَّلامِ معاً
ودونَكِ لن يَسيرَ إلى السَّلامِ رِكابُ
البُعدُ عَنكِ خَطيئةٌ .. البُعدُ عَنكِ
فَجيعةٌ .. البُعدُ عَنكِ مُصابُ
البُعدُ عَنكِ هَزيمَةٌ ومَهانَةٌ
والعَيشُ دُونَكِ لعنَةٌ وعِقابُ
وزَمانُنا مَحزونَةٌ أيَّامُهُ
وفصولُهُ بينَ الفُصولِ يَبابُ
يا قُدسُ مهلاً لا يَصحُّ سوى الصَّحيحِ
ولا يَدومُ البَغيُ والإرهابُ
حاشا لشعبِكِ أن تَلينَ قناتُهُ
شَهدَ الزَّمانُ بأنَّهُ غَلاّبُ
العَهدُ .. أنَّكِ حقُّنا لا تَقنطي
ما دامَ حقٌّ خلفَهُ طَلاّبُ
والوَعدُ وعدٌ أن يكونَ لنا وإن
طالَ الزَّمانُ مع الغُزاةِ حِسابُ
فرسانُ مجدِكِ لم يزالوا في الحِمى
لم يدبروا يوماً ولا هم غابوا
ألعاشقونَ ثراكِ .. ما زالوا على
وعدِ الإيابِ ولن يطولَ غيابُ
يا قُدسُ أنتِ لنا وإن تتغيَّرِ
الأسماءُ والألقابُ والأثوابُ
يأبى عرينُكِ أن تُضامَ أسودُهُ
وتَسودَ ساحاتِ العرينِ ذِئابُ
كم غاصبٍ سمَّاكِ دارَ مقامِهِ
وهماً .. ودارُ الغاصبينَ خَرابُ
خابَ الغزاةُ فما استقرَّ مُقامُهم
مرّوا عليكِ كما يمرُّ سَحابُ
نادى حُماةَ رِحابِهِ .. والمَسجدُ الأقصى
إذا نَادى الحُماةَ يُجابُ
واللَّيلُ مهما طالَ آتٍ فجرُهُ ..
.. ولنا لحضنِكِ عودةٌ وإيابُ
لطفي زغلول
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2007/04/22 07:34:43 مساءً
التعديل: السبت 2023/10/14 11:26:04 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com