إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
باب القدس موصد... |
أين أنتم؟ |
أين رحلتم؟ |
هنا الباب موصد |
والريح تصفر |
وطفلة تصرخ |
والليمون يهترئ في بيسان! |
تعالوا... |
انظروا من ثقب الحضارة |
من جيل المنفى |
من وطن الزيتون |
من ماء عكا |
انظروا إلى قدس التاريخ |
أيا قدس أترينهم يموتون؟ |
هنا البحر الميت يستغيث! |
هنا بحر من أمواج حيفا ويافا |
هنا بحر من أشبال فلسطين |
وصبية يعانقون التراب |
تعفّر أوجههم دماء نظيفة |
ويعانقون أقلام الريح |
يعانقون الشهادة في المخيلة |
ويعانقون أرض القدس! |
تنهمر أياديهم كالحجارة |
تنهمر في زوبعة الزمن |
والريح تصفر |
والباب موصد |
أوصدوه بأناملهم |
أوصدوه برغم الطعنات |
والدماء تشلي وهم يزغردون |
لا يدخله سوى صوت غليظ |
صوت الخيانة في انبلاج |
والفجر يراقب في ذهول |
والبحر في موجه غار |
مشهد سوريالي النغمات |
قسمات شرق بغيض يموت! |
صوت الخيانة يعلو |
يحاول شق الباب |
يحاول تقويضه |
يحاول هدمه |
وسكين في حدقة الريح يهوي |
وتعوي سكاكين بني إسرائيل |
تعوي فوق جراحنا |
تعوي انهمارا وإصرارا |
ونعوي غيظا |
وتتكاثر الطعنات على الباب |
ويبقى الباب الخشبي يعاند |
يبقى موصدا رغم أنوفهم |
خشبية هي عقولهم |
غارقة هي عقولنا... ناعسة |
ترتع في أحلام الزمن |
والزمن يستعيدك يا قدس |
يستعيدك ويستعيد زفراتنا |
يستعيد زغردة الصغار |
ويستعيد الباب منهم.. أولئك الوحوش! |
أين أنتم؟ |
أين رحلتم؟ |
هذا الباب موصد |
والريح تصفر |
وأم تنتحب |
والزيتون يُقتَلع |
وصوت الريح في صفير... |
يداوم الهدم هذا الزمن |
وتُُهدَم أمواج البحر |
تُُهدَم بوابة القدس |
وتبقى صامدة صامدة |
رغم إصرارهم صامدة |
وبحرهم يرغي زبدا في فقاع |
وتنهال الطعنات |
لا... لم تتوقف |
وتأخذهم نوبات الجنون |
زوبعة جنون الأحرار قادمة |
والباب لا يزال موصد |
رعم الصرير موصد |
وصوت الخيانة في إصراره يموت! |
د.سليم صابر |
إيطاليا في |