إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
حِينَ اختلس النظرة مِني |
كَانَتْ كل قواي |
اختلستْ مِنه القبلاتْ |
*** |
بين دروب اللحظة هَذِي |
كَانَتْ تِلكَ النظرةُ |
توغلُ فيَّ |
تَرْسمُ في صَلصال النهْر |
المتكئ على أوْصالي |
ديكورًا مختلفًا... |
لهبًا... وظِلالاً... |
وذهولاً... ومُحيَّا... |
*** |
كَانَ قويًا |
فنانًا |
مجنونا |
موسيقيَّ اللمساتْ |
يبرُقُ مِنْ كفيهِ النَّورُ |
وكَانَ الأفقُ يصلي |
فوقَ جبينِه |
*** |
كَانَ الصَمْت القائِلَ |
والذاكرة المُحتشدةْ |
اليعسوب الضَّالَ |
الأشياءَ الحمقاءْ |
*** |
كَانَ المِسكُ يعَربِدُ |
بينَ شواطِئ ثَغرِهْ |
كَانَتْ كُلُّ زهورِ الكونِ سبَايا |
لا يُعتَقْنَ |
إلا حِينَ يَمُرُّ |
ويسقيهِنَّ شذَاهْ.. |
كَانَتْ كُلُّ النِّسوةِ |
يَتمنيْنَ |
لوْ مِنْ بابِ الرَّأفَةِ |
مَرَّ.. وحَيَّا... |
*** |
حِينَ يجئُ.. |
كَانَ الدَّربُ يُهللُ |
والجُدرانُ تُغَنِّي |
والعُصفورُ الفوقَ الشُرفَةِ |
يرْقُصُ |
أَجْري نَحْوَ المِرآةِ |
وأُشْعِلُ ضوْءًا أَوْهَنَ |
أفتحُ بابَ القلب |
وأَستقِبلهُ... |
*** |
كَانَ يُدخِّنُ |
ينفثُ كُلَّ المَاضِي |
يستنشقني |
ويُدثرُني بالرّئتَيْن |
*** |
كَانَ عَنيفًا |
يرمِي في صَحَراءِ القَلْب عصاه |
يَنْمو العُشبُ الذابِلُ |
تُزْهِرُ في أوْصالي |
كُلَّ الأشْجَارِ المِنسيَّة... |
*** |
حِينَ يخاصمُ |
كَانَ يُكابِرْ |
يَرْكَبُ مُهْرَ عِنادٍ آخَرْ |
ويُباغِتني |
بتلصُّصِهِ مِنْ هاتِفِهِ |
*** |
حِينَ تنام رعونَةُ كَفِّي فِي كَفَّيْهِ |
كَانَ النَّهر الغَضُّ |
يَمُدُّ سياجًا نُورانيًا |
ويظلِّلنا |
وأنا |
أَرْشُقُ في مِعْطَفِه |
رِقَّةَ خَصْري |
أتركُ بعضًا مِنْ مكياجي |
فَوقَ قَمِيصِهْ.. |
*** |
كُنَّا حِينَ نسيرُ على الكُورْنِيشِ |
يتأبَّطُني: |
كُوني في التَّاريخِ امْرأةً |
يقطَعُ خَطْوي |
يركُضُ حَوْلي |
يَخْطفُ حافِظَتي |
يُلْقِي بالأوراقِ الثَّكلى |
صوْبَ النِّيلِ |
فتطفو فوقَ الماء حُروفُ الوَجْد الأُولَى |
فيناديها.. تأتِي مُسرِعةً |
يأخُذُ أجْملَ حَرْفٍ فيها |
نَسألُ: |
ماذا لوْ أبْحَرنَا فيِه |
معًا...؟!! |
هيَّا نبْحِرُ فيهِ معًا.... |
*** |