يأَبى التأسّيَ انهاءَ الأَسى الجَلَدا | |
|
| فإِنَّ نَعيَ رَداهُ لِلعَزاءِ ردا |
|
أَذكى بِقَلبيَ ناراً لا خُمودَ لَها | |
|
| قَول النُعاةِ شِهابُ الدينِ قَد خَمدا |
|
فالعَينُ بعدكَ عَينٌ وَالفُؤادُ لَظىً | |
|
| نارٌ فَلا رقأت دَمعاً وَلا بَردا |
|
شأى بِكَ الدَهرُ وَهناً كانَ أَصلحهُ | |
|
| إِذ كُنتَ تُصلِحُ منهُ كُلَّما فَسَدا |
|
مَن لِلفَتاوي ِذا أَعيَت غَوامِضُها | |
|
| يَحِلُّ مُشلكها المُستَصعبَ العُقَدا |
|
منِ لِلخصومِ إِذا أَبدتِ شَقاشِقَها | |
|
| وَمالَ جامِحُها في غَيِّهِ لَدَدا |
|
لَيث بلغتَ المَدى المَحتومَ في أَجَل | |
|
| فَما لِوَجدي وَحُزني ما حَييتُ مَدا |
|
وَلم ينلكَ عِزاءٌ في الوَرى كَرَماً | |
|
| إِنَّ الوَرى وارِدُ والحَوضَ الَّذي وَرَدا |
|
إِنَّ الرَزيَّةَ فَضلٌ لَستَ مُحصيَهُ | |
|
| لَيسَ الرَزيَّةَ أَن لا تُحصيَ العَددا |
|
تَعجَّب الناسُ مِن حُزني فَقُلتُ لَهم | |
|
| ما مِثلُ رُزئي حزني كائِن أَبَدا |
|
خِرقاً يُخالُ عَييّاً مِنِ تكرّمهِ | |
|
| وَماتَ لا سَبَداً أَبقى وَلا لَبَدا |
|
قَد كُنتُ أَقلقُ مِن بَينٍ أَقولُ غَداً | |
|
| يَفنى فَكَيفَ بِبين لا أَقول غَدا |
|
لِمَن أُبقي دُموعي بعد فُرقَتِهِ | |
|
| وَالدَهرُ لَم يُبقِ لي مِن بعده جَلَدا |
|
لَم تُبقِ لي بَعدهُ الأَيامُ منفَسةً | |
|
| فَما أُبالي أَغابَ الخَلقُ أَم شَهِدا |
|
لَهفي عَلى طيبِ عَيشٍ قَد نَعِمتُ بِهِ | |
|
| في مَربعٍ ناضِرٍ في ظله نَفَدا |
|
مهذب الدينِ امّا قائِلٌ رَشَداً | |
|
| يَهدي الأَنامَ وَإِمذا فاعِلٌ سَدَدا |
|
لا يَبعُدن كَرَمٌ في التُربِ غَيَبه | |
|
| ريبُ المَنون وَلا جودٌ وان بَعَدا |
|
|
| سُلِبتَ منه وَأَعطي الصَبر وَالجَلَدا |
|
ما لِلمَعالي ثَكالى مِنكَ مَوئمَةً | |
|
| إِذ كُنتَ والِدَها وَالخِدنَ وَالولَدا |
|
وَيا سَحاباً عَلى أَهلِ التُقى هَطِلاً | |
|
| وَيا شِهاباً لِشيطان الخَنا رَصَدا |
|
وَيلُ لدافِنه وارى تقىً وَنَدىً | |
|
| وَمَدَّ إِلى دينِ السَخاءِ يَدا |
|
وَيلُ له إِذ يُواريهِ وذا | |
|
| شَماتَةٌ فيواري الوَجدَ وَالكَمَدا |
|
يُلام في السَرَف المَذموم فاعِلُهُ | |
|
| فَكَيفَ مَن لا قَضى حَقّاً وان جَهدا |
|
يَلقاكَ يَسأل أَن يُعطى فان قَبلَت | |
|
| منه العَطايا الَّتي ما مِثلُها حَمِدا |
|
وان بَكاهُ الأَعادي راحِمين ضُحىً | |
|
| لَمّا ثَوى فَلكَم أَبكاهُمُ حَسَدا |
|
أَما كَفى الأَرضَ ما ضَمَّت فَقَد كَفتَت | |
|
| تُقىً وَأَطهَرَ خَلقٍ فَوقها جَسَدا |
|
صَلّى عَلَيهِ الَهُ العَرشِ في المَلأ ال | |
|
| أَعلى وَوالى لَهُ مِن لُطفِهِ مَدَدا |
|