إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أنثى تروق أخا الهيام حسناء فارعة القوام |
جسم رشيق زانه عنق حكى عنق النعام |
جذابة تغريك طلتعها فتدنو في اهتمام |
وتحس أن لقاءها يشفي الصدور من الأوام |
وإذا حرمت القرب منها فالجوانح في ضرام |
عرفت بطهر القلب لم يعلق به خبث اللئام |
ينبك ظاهرها بما في قلبها وبلا كلام |
بنت الصعيد كريمة من طينة القوم الكرام |
قنوية، لكنها بيضاء كالبدر التمام |
قنوية خلعت عباءتها وألقت الاحتشام |
وكأنها بنت الزما لك في السفور والاقتحام |
ثارت على قعر البيوت فلا تحب بها المقام |
إلا إذا هجم الشتا بالبرد يصحبه الغمام |
فتحجبت تلك الشهور وكل شهر طول عام |
حتى إذا ولد الربيع مع الزهور والابتسام |
ودنا هجوم الصيف أعجبها الخروج على الدوام |
فبدت من الشرفات ضاحكة تجاذبك الغرام |
لا تستحي من وافد يرنو إليها باهتمام |
فإذا دنا منها دنت فورا، وأسلمت الزمام |
ليست ترد يدًا تلامسها ولو كفي غلام |
تلقاك في وضح النهار وإن أردت ففي الظلام |
وإذا اقتربت تريدها وتروم منها ما يرام |
أفضت إليك بصدرها دون امتناع أو خصام |
وحبتك فاها العذب تلثمه ولا تخشى الملام |
وتحوط كفك خصرها وهي المطيعة في سلام |
والناس حولك ينظرون يهنئونك باحترام |
ومن العجائب أنها لتحب من كل الأنام |
حتى التقي المستقيم بها تعلق واستهام |
ما كفه عنها تقاه ولا نهاه أن استقام |
لا لا تسيئوا الظن فهي طهورة طهر الغمام |
كلا، ولا عرفت خنا أو نالها يوما أثام |
قنوية لكنها رقت كأقداح المدام |
هي لا تحب سوى العشير أخي التلطف والوئام |
إن لم تعاملها برفق قد يفاجئها السقام |
ولربما منيت بجرح لا يكون له التئام |
والكسر فيها ليس يجبره نطاسي العظام |
ولرب عنف قد يعرضها لأن تلقى الحمام |
ماذا دها بنت الكرام ومن رماها بالسهام؟ |
كانت فتاة الحي ليلى كل قيس مستهام |
ليست تنافسها هنالك مدمزيل أو مدام |
واليوم قد أضحت تنازعها بنات العم سام |
هذي هي الدنيا، فليس لكائن فيها دوام |
أعرفت من أعني؟ لعلك قد فهمت من المقام |
قل لي: أبنت قنا ترى أم يا ترى بنت الحرام؟ |