إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا صغيري: |
أسعدَ اللهُ مساءَكْ |
أسعدَ اللهُ لياليكَ الحزينَهْ |
وحَماكَ اللهُ مِنْ أَظْفارِ أيدينا الأمينَهْ |
واشْتِهاءاتِ نوايانا الدَّفينَهْ |
أَيُّهذا اللاّبِسُ الصَّخْرَ على الجِلْدِ.. |
فَما أَبْهى رِداءَكْ! |
أَيُّهذا العابِرُ الجرحَ إلى الجرحِ.. |
فَما أَشْهَى بَلاءَكْ! |
يا صغيري: |
أَشْكَلَ الأَمْرُ علينا، |
وَأُلو الأَمْرِ لدينا في صراعٍº |
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ في التِّيهِ إباءَكْ |
أَيُّهُمْ يَمْهَرُ في الجَدْبِ شِتاءَكْ |
وَيُواري خَلَلَ السَّوْأَةِ |
مِنْ تَحْتِ السَّماواتِ العِجافِ المُسْتَكينَهْ!! |
أَسْعَدَ اللهُ مساءَكْ |
أَيُّها السَّاكِنُ في أَشباحِنا |
تَبْغي مَضاءَكْ |
أَيُّها الدَّارِجُ في أَرواحِنا مثْلَ الحِكايَهْ |
أَيُّها الطَّالِعُ فينا كالغِوايَهْ |
تَتَهَجَّى لُغَةً غيرَ التي نَعرِفُ، |
إِنَّا يا صغيري |
نَتَهَجَّى لُغَةً واحِدَةً مُنْذُ البِدايَهْ |
ليسَ تعني كيفما قَلَّبْتَها إلاَّ انْتِهاءَكْ!!! |
نَحْنُ أَبناءَ السَّكينَهْ |
نَحْنُ مِنْ فَوْقِ مَطايانا البَدينَهْ |
نحنُ أعني الملايينَ اللعينَهْ |
نحبِسُ الرِّيحَ، ونبتاعُ انْطِفاءَكْ |
وَنُباريكَ إِلى ضِدٍّ لِنَغْتالَ غِناءَكْ |
وَنُعِدُّ اللغَةَ الوُسطى، |
وَنبني مِنْ أَحاجِيِّ قَوافيها رِثاءَكْ! |
يا صغيري.. |
لَمْلِمِ الآنَ سَماءَكْ |
ليسَ في الأرضِ سوى الصَّخْرِ، |
فَرَتِّبْ في ثنايا الأُفْقِ بالصَّخْرِ علاءَكْ |
ليسَ في الأرْضِ سِوى مِقلاعِكَ الوَحْيِ، |
فَرَتِّلْ كيفَما تَهْوى فِداءَكْ |
ليسَ في الأَرْضِ سِوى الأَرْضِ، |
وما نحْنُ عليها غيرُ أَكباشٍ سمينَهْ |
في مَراعيها سَجينَهْ |
تَلْهَثُ السِّكِّينُ في أَوْداجِها الصُّفْرِ المتينَهْ.. |
لَمْلِمِ الآنَ سَماءَكْ |
قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ في أَيدي بَوادينا رَهينَهْ |
لَمْلِمِ الآنَ ضِياءَكْ |
إِنَّهُ الليلُ المُسَجَّى في توابيتِ المَدينَهْ |
إِنَّهُ البَحْرُ.. وَقدْ أَعْمَلَ كُلٌّ أَلفَ فَأْسٍ في السَّفينَهْ |
يا صغيري: |
عَبَرَ الرُّبْعُ إلى الكُلِّ، فهذا وطنٌ خالٍ، |
فلا تنظُرْ وراءَكْ |
كُلُّهُمْ أَذْعَنَ، |
فارْفَعْ في زَمانِ الخَفْضِ لاءَكْ |
وَتَيَقَّظْ.. |
إِنَّكَ الآنَ على أَبْوابِ واديكَ المُقَدَّسْ |
وعلى مَرْمى المُسَدَّسْ |
والخُلاصَهْ: |
سَتُوافيكَ على مَفْرِقِ عَيْنَيْكَ رَصاصَهْ |
وَسَتَنْهالُ على ظَهْرِكَ زَخَّاتُ الرَّصاصْ |
لا مَناصْ.. |
فامْضِ لا تَرْتَدَّ للخَلْفِ ولا تُرْهِقْ دِماءَكْ |
سوفَ يَأْتي في غَدٍ يوْمُ القِصاصْ |
سوفَ يأتي... |
فَتَقَدَّمْ.. |
إِنَّكَ الآنَ على بابِ الخَلاصْ |
وامْضِ عَنَّا.. |
لا تُصَعِّر خَدَّكَ الشاحِبَ للنَّاسِ، |
وَصَعِّرْ كَفَّكَ الضَّارِبَ بالفاسِ، |
وَسِرْ في الأرضِ مُخْتالاً، |
وَلَمِّعْ كِبْرِياءَكْ |
أَنْتَ في حِلٍّ إذا ما جَنَحَتْ كَفُّكَ للسَّيْفِ، |
لِتَسْتَأْصِلَ داءَكْ |
أَنْتَ في حِلٍّ إِذا أَنْفَذْتَ في الرّيحِ لِواءَكْ |
امضِ عَنَّا.. |
دُسْ على الأَخْضَرِ واليابِسِ مِنَّا |
دُسْ علينا.. وعلى كُلِّ خَطايانا، |
ولا تَخْلَعْ حِذاءَكْ |
هكذا تُنْتَزَعُ الحُرِّيَّةُ الحَمْرا... |
أَطالَ اللهُ للحُرِّيَّةِ الحَمْرا بَقاءَكْ!! |
*** |
يا صَغيري: |
أَسْعَدَ اللهُ صَباحَكْ |
أَسْعَدَ اللهُ دِماءَ الأبرياءِ |
إِذْ يَفِرُّونَ إِلى الفَجْرِ، وفي آثارِهِمْ تَهْوي |
خَفافيشُ المساءْ |
وَعلى تَوْقيعِ نَبَّاطاتِهِمْ تَشْدو قَواميسُ الإباءِ |
وَتَذوبُ النَّشْوَةُ الكُبرى على ثَغْرِ الفضاءِ!! |
أَسْعَدَ اللهُ صَباحَكْ |
أَيُّها الساري إلى هَوْلِ الصَّحاري، |
وَدَمُ الفَجْرِ يُحَنِّي بِالجِراحاتِ جَناحَكْ |
أَيُّها الساري إِلى عُقْمِ الصَّحاري: |
هذهِ الصَّحراءُ وَكْرُ الأِشقياءِ |
هذهِ الصَّحْراءُ لم تُطْلِقْ سباياها، |
ولم تَرْفُلْ بِأَثْوابِ الجَلاءِ |
وهي منذُ اغتالَها الصَّمْتُ بِسِكِّينِ الغَباءِ |
لم تَمُتْ.. |
لكنَّها لم تَحْيَ إلاَّ في الخَفاءِ |
فإذا ما صَمَتَتْ كالمومِياءِ |
وَإذا ما نَطَقَتْ كالبَبَّغاءِ!! |
يا صَغيري.. يا أَميرَ الشُّهَداءِ |
أَسْعَدَ اللهُ صَباحَكْ |
هذه الصَّحْراءُ لنْ تَرْضى فَلاحَكْ |
لو تَفَجَّرْتَ على أَبوابِ عَيْنَيْها أَنينا |
لو تَقَطَّرْتَ على أَعتابِ واليها حنينا |
وَتساقَطْتَ شَظايا |
لو نَثََرْتَ الوَرْدَ والمِسْكَ على بابِ دهاليزِ الخَطايا |
لو تَهالَكْتَ وَأَخْلَصتَ النَّوايا |
لو حَمَلْتَ الهِنْدَ والسِّنْدَ على كَفَّيْكَ.. |
وازْدَدْتَ هَدايا |
لو تَشَكَّلْتَ كما تَبْغي المَرايا |
هذهِ الصَّحراءُ لا ترْغَبُ في كلِّ العطايا |
هي لا تَطْمَحُ إلا أَنْ ترى فيكَ السَّبايا... |
والضَّحايا |
وهي منذُ البَدْءِ.. مُنْذُ الحجَرِ الأَوَّلِ تَسْتَجْدي اجْتِياحَكْ |
هي ما يُقْلِقُها أَنْ تَرى أَصفادَها تلهَثُ في إِثْرِكَ |
لكنْ.. لا تَرى فيها سَراحَكْ |
يا صغيري: |
هذه الصحراءُ عادَتْ للوراءِ |
رَكَنَتْ إِذْ خُتِمَتْ قائِمَةُ الرُّسْلِ، فلمَّا |
قُرِعَتْ عِنْدَكَ أَجْراسُ السَّماءِ |
هالَها أَنْ بَرْعَمَتْ بالرُّسْلِ أَرضُ الأَنْبياءِ!! |
*** |
يا صغيري: |
كلُّ شيءٍ قابِلٌ للإِحْتِواءِ |
كلُّ شيءٍ قابِلٌ للإِنْحناءِ |
غيرَ حدِّ العَزْمِ إِنْ جاوَزَ حدَّ الإبْتِداءِ |
ولقد جاوزتَ في عَزْمِكَ حدَّ الإِنْتِهاءِ |
وَتَصَدَّرْتَ الصَّدارَهْ |
دَعْكَ مِنْ وَهْمٍ لدى أَحْرُفِهِ أَلْفُ اسْتِعارَهْ |
وامْضِ في دَرْبِكَ، |
لَنْ تَرْبَحَ مِنْ دونِ المَقاليعِ تِجارَهْ |
ها هي الأثْوابُ تَسْتَوْعِبُ في ثوبِ الدَّهاءِ |
كُلَّ أَبْعادِ الشَّرارَهْ |
فَمَتى تُدْرِكُ أَبْعادَ المَرارهْ؟! |
وَمَتى تَفْهَمُ، |
أَنَّ الرَّمْلَ مِنْ طينٍ عَدُوٍّ للحِجارَهْ؟!! |