لَو حَثَّ غيثاً عَلى اِسعادِهِ قَسَمُ | |
|
| لَواصَلت مَنزِلاً بالموصل الديَم |
|
لَهفي عَلى طيب عَيش كلّه عَجَبٌ | |
|
| وَلّى وَأَعقَبَ ذِكراً كلّه نَدَمُ |
|
عَيشٌ لَبِسناهُ لَم تَسلِب سَوابِغُهُ | |
|
| نُهىً وَلا قَصَّرت أَذياله التُهَمُ |
|
لا أَرتَجي عَودَهُ في يَقَظَة أَبَداً | |
|
| فَلَيتَهُ زادَني إِن كانَ لي حُلُمُ |
|
وَنازِحي الدارَ صَبري عَنهُمُ طَبع | |
|
| وَالصَبرُ عَن بَعضِ ما فارقتُهُ كَرَمُ |
|
قَد شَفَّني السَقمُ وَالأَشواقُ بَعدهم | |
|
| وَصحَّهُ الودُّ حَيث الشَوقُ وَالسَقَم |
|
ما لِلزَمان يُغاديني وَيطرُقني | |
|
| بالخطب يعرقُني ظُلماً وَيهتضِم |
|
اليكِ عَنّي صُروفَ الدَهرِ صاغِرَةً | |
|
| انّي بجود جَمالِ الدين مُعتَصِمُ |
|
هُوَ الَّذي مَلأَ الدُنيا بِنائِلِهِ | |
|
| حَتّى اِرتَوَت مِن نَداهُ العُرب وَالعَجَم |
|
مَن حاتِمٌ حينَ تَهوي بِالنَدى يَدُهُ | |
|
| مَن ابنُ مامةَ مَن كَعب وَمَن هرِم |
|
لا تُخدَعَنَّ بِما تَحكي فَلا صَعب | |
|
| مِن جودِد جود مَخلوقٍ وَلا |
|
إِذ نَبا السَيفُ أَوكَلَّت مَضارِبُهُ
|
يُسِرُ مَعروفَه عَمداً لِيُخفيه | |
|
|
وَمُستَقِل عَطاياهُ وَان كَثُرَت | |
|
|
|
| أَنيابُها وَهوَ طَلق الوَجهِ مُبتَسِمُ |
|
لا تَتركنّي بَعيدَ الدارِ مُغتَرِباً | |
|
| أَظمى وَفي وَطَني مِن جُودِكَ الدِيَمُ |
|
انظر إِليَّ بِعَين مِنكَ راحمةٍ | |
|
| ففيَّ أَجرٌ لِباغي الأَجرِ مُغتَنِمُ |
|
مُضَيَّع الفَضلِ وَالآداب في نَعَم | |
|
| لا يَنفُقُ الفَضلُ وَالآدابُ عِندَهُم |
|
أَيدٍ شحاحٌ عَن الخَيراتِ مُقفَلَةٌ | |
|
| وَأَوجهٌ بِرِداء اللُؤمِ تَلتَثِمُ |
|
مِن كُلِّ ذي أُذُنٍ لِلفُحشِ واعيَةٍ | |
|
| بِها عَن المُبتَغى مَعروفها صَمَمُ |
|
يَرى السَماحَةَ عَيباً لَيسَ يُشبِهُ | |
|
| عَيبٌ وَيَحسَبُ أَنَّ البخل لا يَصِم |
|
إِن يَعدُ دَهري بِلا جُرمٍ عَلى أَدَبي | |
|
| فَجودُ كَفِّكَ فيما بَينَنا حَكَمُ |
|
حلفت أُسعِدُ وَلهى ما تَذكّرني | |
|
| إِلّا وَدمعَتُها في الخَدِّ تَنسَجِمُ |
|
كَريمة هَدَّها فَقدي وَأَتلَفَها | |
|
| بُعدي وَأَوهى قِواها الفَقرُ وَالهَرَمُ |
|
أَشتاقُها وَعَوادي الدَهرِ قاطِعَةٌ | |
|
| عَساكَ تَعدى عَلى دَهري فَنلتَئِمُ |
|
ما أَنهَضَتني إِلَيها صَبوَةٌ وَهَوىً | |
|
| إِلّا وَأَقعَدَني الاقتارُ وَالعَدَمُ |
|